أحلام القاسمي- الخليج الجديد-
«الحرية لمحمد بن نايف».. كان عنوانا لوسم سعودي، انتشر سريعا على «تويتر»، بعد تردد أنباء عن تحديد الإقامة الجبرية لولي العهد السابق «محمد بن نايف» وبناته، داخل قصره في جدة.
الوسم الذي انتشر سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي، لاقى تفاعلا كبيرا بين المغردين، الذين انقسموا إلى 3 رؤى حول الواقعة.
الفريق الاول، تعامل مع الأنباء على أنها حقيقة، وأن ما جرى من عزل «بن نايف» من ولاية العهد لصالح الأمير «محمد بن سلمان»، هو انقلاب داخل الأسرة المالكة، وأن إجراءات الإقامة الجبرية تأتي استكمالا لخطوات هذا الانقلاب.
بينما رأي الفريق الثاني، أن ما جرى معه هو «انتقام إلهي» لما اقترفه بحق المعارضين، على مدار السنوات الأخيرة.
أما الفريق الثالث، فعارض هذه الأنباء، واعتبرها فتنة، تهدف إلى الوقيعة بين الأسرة المالكة والشعب السعودي.
إقامة جبرية
البداية مع كشف 4 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وسعوديين مقربين من العائلة المالكة لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أنه تم منع «بن نايف» من مغادرة المملكة ووضعه وبناته قيد الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة.
وقال المسؤولون الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم إن القيود الجديدة المفروضة على بن نايف تهدف إلى منع أي معارضة محتملة ضد ولي العهد الجديد محمد بن سلمان (31 عاما).
كما فرضت قيود على بنات الأمير «محمد بن نايف»، وفقا لمسؤول أمريكي سابق له علاقات مع الأسرة الملكية السعودية.
وقال المسؤول السابق إن إحدى بنات الأمير بن نايف تم إبلاغها بأن زوجها وطفلهما يمكنهما المغادرة بدونها.
وقال أحد المقربين من العائلة المالكة إن القيود الجديدة فرضت على الفور تقريبا بعد تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد.
وعقب إعلان عزله، عاد «محمد بن نايف» إلى قصره في جده ليجد أن حرسه الموثوق بهم قد استبدلوا بحرس موالين لمحمد بن سلمان، ومنذ ذلك الحين، منع من مغادرة القصر، وفقا لما ذكره المسؤول السعودي ومسؤول أمريكي سابق.
وأكد مسؤول أمريكي سابق آخر أن بن نايف منع من مغادرة المملكة، لكنه قال إنه لم يسمع أنه تحددت إقامته في قصره فقط.
نفي حكومي
وبعد ساعات من نشر تقرير الصحيفة، صدر نفيا نقله موقع «سي إن إن»، عن مسؤول سعودي رفيع المستوى، قال إن التقارير التي تزعم أن «بن نايف»، وُضع تحت الإقامة الجبرية «غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة».
وقال المسؤول إن الأمير «بن نايف» يتمتع مع عائلته بحرية الحركة، ويستضيف ضيوفه بدون قيود، ولم يطرأ أي تغيير عليه، باستثناء التخلي عن منصبه الحكومي.
وأضاف أن «بن نايف يستقبل الضيوف ويغادر منزله على أساس يومي منذ أن تنحى، وعلاوة على ذلك، لا توجد قيود على حركته مهما كانت، سواءً داخل المملكة أو خارجها».
واتهم المصدر السعودي، وسائل الإعلام الإيرانية و«حزب الله» بالوقوف وراء هذه «القصة الملفقة».
تفاعل واسع
ولم يشفع هذا النفي الرسمي، من انتشار الوسم بشكل كبير، حتى تفاعل معه مغردون من المملكة وخارجها، ووصل إلى أحد الوسوم الأكثر تداولا في المملكة.
وغرد حساب «ويكليكس الخليج»، قائلا: «وطننا الغالي وخليجنا الحبيب أمام أخطار مصيرية بسبب طيش لا يليق بأفعال رجال الدولة».
وأشار «عمر عبد العزيز» إلى حساب وزارة الداخلية السعودية، وكتب لهم قائلا: «السلام عليكم.. صديقي موقوف اسمه محمد نايف، وللحين ما عندنا خبر عنه.. اتصلنا على كل الاقسام ما عطونا خبر تكفون».
وأضافت «نورة شراع»: «إن صحت أخبار حبسه في منزله فمن المروءة أن نطالب بالإفراج عنه.. ألم يكف عزله يعني؟.. صدعونا وهم يتبجحون بسلاسة انتقال الحكم».
ولفت «مستطير»، بالقول: «أظن أن صفقة ٢٠٠ مليار مقابل تنحّي بن نايف عند ولاية العهد كذبة.. وهي مجرد إيهام للشعب أن بن نايف شخص مادّي».
وتساءل «عمير»: «أهانوا محمد بن نايف عندما جردوه من جميع مناصبه.. ثم زادوا في إذلاله حينما حاصروه.. لماذا يا بن سلمان فعلت هذا بابن عمك؟».
وغردت «نيفا»: «وينه طلعوه وبنصدق إنه الخبر كذب.. مش تحطونه على كرسي كأنه تمثال وتصورون لأ.. نبيه يلقي كلمه ساعتها بنصدق».
وأعرب «محمد الفهيد»، عن غضبه قائلا: «قاتل الله من حبسه ومن أيّد حبسه ومن سكت عنه».
وأشار «حامد السلمي»، إلى أن «آل سعود يأكلون بعضهم بعضا.. ويٌحاربون بعضهم بعضا.. إنهم يتآكلون وسينهاروا سريعا».
انتقام إلهي
ناشطون آخرون، كان لهم وجهة نظر أخرى، معتبرين ما جرى لـ«بن نايف» هو انتقام إلهي منه، لما اقترفه بحق المعارضين السعوديين.
وقال حساب «نحو الحرية»: «ناشطون وعلماء ومفكرين ومواطنين عُذبوا ونُكّل بهم بأمر منه شخصيا.. ويقبعون بالسجون منذ سنوات طويلة.. ها هو يشرب من نفس الكأس».
وسخر «دوك باوي»، بالقول: «قبل أن يطلق سراحة يجب أن يذهب إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة».
وأضاف «البرق الحجازي»: «الدنيا دواره يا ولد نايف.. بالأمس كنت تأمر بفرض الإقامة الجبرية على المواطنين.. اليوم أنت تحت الإقامة الجبرية.. وبكره ولد سلمان».
وتابعت «أمنية»: «محمد بن نايف كان وزير الداخلية وهو المسؤول عن ملفات المعتقلين وإعدام المتهمين تم بدون محاكمات عادلة.. العدل الآلهي سيطاله».
وغرد «محمد ميد»، قائلا: «كما تدن تدان.. سنصفه كما كنتم تصفون المعتقلين: هؤلاء خوارج عن ولاة الأمر ويريدون الإخلال في الأمن».
ودعا الحقوقي «فادي القاضي» قائلا: «الحرية لمن زجهم محمد بن نايف ظلماً وزوراً وبُهتاناً في السجون».
فتنة
في المقابل، شكك آخرون في صحة الخبر، واتهموا قطر والإخوان المسلمين وتنظيم الدولة الإسلامية وإيران، بنشر الشائعات في المملكة.
فكتب «عبد المجيد المنقوري»: «طرق ملتوية للمساس بأمن الوطن.. وبث الشائعات المقيتة.. أخبركم أن محاولاتكم بائت بالفشل».
وأضاف «سيف العنزي»: «الشعب السعودي الأبي عنده حصانة ضد الإشاعات.. والله يحفظ قادتنا من شر المغرضين والدجالين أهل الفتن».
يشار إلى أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، أصدر أوامر ملكية في 21 يونيو/ حزيران الجاري، بتعيين نجله، الأمير «محمد بن سلمان»، وليا للعهد، بدلا من الأمير «محمد بن نايف»، الذي أعفاه من جميع مناصبه.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية السعودية، حينها، لقطات يظهر فيها الأمير «بن سلمان» وهو يقبل يد ابن عمه الأكبر «بن نايف» الذي زاره لتهنئته، بولاية العهد.
وبعدها بأيام، ترددت أنباء مؤكدة تفيد بوضع الأمير «بن سلمان»، 5 أمراء، وعدد من ضباط الداخلية، قيد الإقامة الجبرية، بعدما تواصلوا مع الأمير «بن نايف» عقب عزله.