رأي اليوم-
جدد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال «غادي إيزنكوت»، تأكيده بأن (إسرائيل) ستصبح قريبا عضوا في تحالف واسع يضم دولا تسعى لمنع الهيمنة الشيعية في سوريا.
وخلال محاضرة ألقاها الثلاثاء في جامعة هرتزيليا، اتهم الجنرال الإسرائيلي إيران بمحاولة تشكيل هلالين شيعيين الأول يمتد من مزار شريف في أفغانستان، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، ووصولا إلى قطاع غزة، أما الثاني سيمتد عبر الخليج إلى اليمن ثم البحر الأحمر.
ولم يذكر «إيزنكوت» الدول التي ستدخل في تحالف مع (إسرائيل) ضد الهلالين الشيعيين، لكنه من الواضح أنه يشير إلى دول خليجية، مثل المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن غير المؤكد ما إذا كان يعتبر مصر والأردن عضوين محتملين في هذا التحالف أم لا.
ومما يرجح أقوال الجنرال «إيزنكوت» اعتراف البيت الأبيض قبل ثلاثة أيام باتفاق إسرائيلي أمريكي لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، واتصال وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» بالحكومة القطرية وحثها على تسوية الخلاف بسرعة مع المملكة العربية السعودية للتفرغ لمهمة مواجهة ايران.
الإنفاق الإيراني
وذكر الجنرال «إيزنكوت» بعض الحقائق والأرقام حول الإنفاق الإيراني المادي لتشكيل هذين الهلالين أولا، وإعداد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا ثانيا.
وأفاد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بأن الحكومة الإيرانية تقدم بين 700 مليون ومليار دولار سنويا لـ«حزب الله» اللبناني، وما يقرب من 100 مليون دولار لكل من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة.
وأضاف أن هناك 2000 مستشار عسكري إيراني في سوريا، و8 آلاف مقاتل من «حزب الله»، علاوة على 10 آلاف مسلح قدموا من العراق وأفغانستان وباكستان.
وكلف المشروع الأمريكي في سوريا الخزينة 7 مليارات دولار بمعدل مليار دولار كل عام منذ بداية الأزمة. ولا يعتقد مراقبون أن الإدارة الحالية مستعدة لهزيمة ثانية في سوريا في ظل الوجودين العسكريين الروسي والإيراني القويين.
ولاحظ خبراء في دراسة الميزانية الأمريكية للعام الجديد، وتحليل أرقامها، رصد 500 مليون دولار للحرب في سوريا، ومن المؤكد أن هذه الملايين ليس لمحاربة «الدولة الإسلامية» التي خسرت أراضيها في معظم سوريا والعراق، وإنما لدعم حركات مسلحة كردية وعربية لزعزعة الاستقرار، ومنع الاحتفال بالنصر، وإعادة الإعمار.
ويشكل الوجود الإيراني في سوريا ولبنان خطرا فعليا على (إسرائيل)، سواء كان بشكل مباشر (وجود مستشارين)، أو غير مباشر عبر «حزب الله»، وميليشيات عقائدية شيعية أفغانية وعراقية وباكستانية.
وتحدثت وسائل إعلام غربية وعربية خلال الفترة الماضية عن وجود تحالف سعودي إسرائيلي لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، سلطت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، الضوء على ما قالت إنه تطور في العلاقات السعودية الإسرائيلية، مبينة أن هناك ظروفا إقليمية عدة تقف وراء تقارب الرياض وتل أبيب المدعومة أمريكيا.
وبينت الوكالة أن هناك اتفاقا إسرائيليا سعوديا في مواجهة إيران، من خلال الحرب على «حزب الله».
وتشترك (إسرائيل) مع السعودية في العداء ضد ايران، ويحث كلاهما على اتخاذ إجراءات ضد «حزب الله» المدعوم إيرانيا، كما أنهما تقومان بإجراءات على نحو متزايد، وهو ما يغذي الاضطرابات الإقليمية التي تهز أسواق النفط.
وبحسب الوكالة فإن التخطيط لردع إيران يوحّد الثلاثي الجديد الذي يتشكل في المنطقة، والذي يتضمن رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو»، وولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان» و الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».
ويعبر هؤلاء جميعهم عن مخاوفهم لانتصار الحلف الإيراني في سوريا، إضافة إلى النفوذ المتزايد لطهران في المنطقة نتيجة لذلك.