واشنطن بوست-
قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن النظام السعودي لم يعلق على الأحداث الجارية في إيران حاليا؛ خوفا من التحدث عن التظاهرات وحريات الرأي والتعبير أمام مواطنيعهم السعوديين، خوفا من انتقال العدوى إليهم، كما كانت متخوفة خلال ثورات الربيع العربي، مضيفة أنه رغم ذلك فإن وسائل الإعلام السعودية تحتفي بتلك التظاهرات، وتنشد نجاحها، للتخلص من منافس السعودية الإقليمي، إيران.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، فإن الحكومة السعودية أيضا، متخوفة من احتمالية مطالبة الشعب السعودي بمزيدا من الحريات والديمقراطيات، كما تفعل الشعوب من حولهم، خاصة في ظل الارتفاع الأخير في أسعار الوقود وإدخال ضريبة المبيعات لأول مرة، والتي بدأ تطبيها من أول الشهر الجاري.
وكانت الاحتجاجات الإيرانية والتي دخلت أسبوعها الثاني، مهيمنة على عناوين الصحف في المملكة العربية السعودية، ومن متابعة البث التفلزيوني السعودي للأحداث، سيراود المتابع اعتقاد بأن نظام المرشد الأعلى علي خامئني في طهران على وشك الانهيار، ومع الحروب الدائرة بين الدولتين الإيرانية والسعودية من أجل مناطق النفوذ، فإن السعودية مع الاحتجاجات الإيرانية لديها الآن حليفا غير متوقع، وهو الشعب الإيراني.
وتابعت الصحيفة، إلا أنه على أية حال، الإيرانيون لا يتكلمون العربية، بل يتكلمون الفارسية، وبالنظر إلى تاريخ الكراهية بين البلدين، والذي يسبق بيت آل سعود والجمهورية الإسلامية، إلا أن الإيرانيين لن يتأثروا بهذا النوع من الخطابة الذي تتحدث به السعودية وأميركا.
وقال «غاري سيك»، الذي تفاوض على إنهاء أزمة الرهائن الإيرانية في عام 1979،، إن السكان الإيرانيين متمردون بطبيعتهم، وعلى مدار الفترات الماضية، شهدت إيران 6 ثورات أو تغييرات في الحكومة.
لذا لن يتأثر 80 مليون مواطن إيراني، بالهستيريا الإعلامية السعودية، والمتلقي الوحيد لهم هو الجمهور السعودي، ورغم أن المواجهة مع إيران أصبحت ذات شعبية داخل المملكة، وتصريحات المسؤولون السعوديون العلنية عن شبح التوسع الإيراني، إلا أن هناك سببا يدعوا الرياض إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر فيما يتعلق بالاحتجاجات الإيرانية وتناولها.
حيث أدت السياسات الفاشلة في العراق وسوريا ولبنان واليمن إلى إنشاء الهلال الشيعي، الممتد من البحر الأبيض المتوسط إلى طهران، حول طول الحدود بين تكساس والمكسيك، وفي منتصف عام 2016، ألقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كلمة أمام تجمع من الكتاب السعوديين البارزين، حذرهم فيه من خطر هذا المحور، وحذر من تأثير إيران فى السودان وباكستان وجيبوتى.
ولا يزال من السابق لآوانه، الحكم على كيفية تكشف الأحداث في إيران، فإذا مانجحت إيران في قمع الاحتجاجات، فإنها ستواصل سياستها التوسعية؛ وهو ما يعني تصعيد المواجهة مع السعودية، أما إذا سقط النظام أو حكومة روحاني، فإن الهتافات ستنتقل إلى خارج البلاد، ومن ضمنها السعودية.
فبينما تبشر وسائل الإعلام السعودية بالاحتجاجات الإيرانية، إلا أن الحكومة السعودية مازالت صامتة حتى الآن، وتعمل بدلا من ذلك عن طريق الوكلاء، وربما يكون لدى النظام السعودي، بحسب الصحيفة، تخوفا من أن تنتقل الاحتجاجات إلى داخل المملكة، كما تخوفت من ثورات الربيع العربي المنادية بالديمقراطية في 2011، حيث تسائل الكاتب الصحفي توماس فريد مان «ما السبب الذي يمنع السعوديين من التساؤل عن سبب تطلع الشعب الإيراني إلى الحرية والعدالة والديمقراطية» في إشارة إلى إمكانية انتقال عدوى التظاهر إليهم.
وفي حين يحظر على السعوديين الاحتجاج بسبب ارتفاع الأسعار وارتفاع تكلفة الوقود وإدخال ضرائب مبيعات لأول مرة، إلا أن وسائل الإعلام السعودية، يبدو أنها تبحث جديا أي سبب لإبقاء الإيرانيين المحتجين على ارتفاع الأسعار، في الشارع، وفي الأسبوع الماضي اعتقلت السعودية صالح الشيحي وهو كاتب عمود بارز، لمطالبته على شاشة التلفزيون بحرية الشعب في الاعتراض.
ومن المفارقات، أن تلك الاحتجاجات تتداخل مع الذكرى السابعة لثورة 25 يناير في مصر، والتي غيرت وجه العالم العربي، لعل العرب والسعوديون يجرؤون على القول بأنهم يريدون أيضا من «الحرية الإيرانية تلك».