واشنطن تايمز- ترجمة منال حميد -
قالت صحيفة "واشنطن تايمز" إن فكرة إنشاء "حلف ناتو عربي"، التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تنجح لأسباب كثيرة، مؤكدة أن الحلف الذي تعتزم واشنطن إنشاءه لمواجهة إيران سيضم دول الخليج والأردن ومصر.
وأوضحت الصحيفة أن "نجاح إقامة مثل هذا الحلف سيكون بمثابة نجاح كبير لإدارة ترامب؛ لكونه يضم مثل هذه الدول، بما سيحقق توازناً عسكرياً لمواجهة إيران، في واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة في العالم".
وعلى الرغم من أن إدارة البيت الأبيض التزمت الصمت حيال المشروع وتفاصيله، فإن الأنباء أكدت توجيه دعوات للدول الخليجية الست ومصر والأردن؛ لحضور قمة تعقد في واشنطن يومي 12-13 أكتوبر.
وستعقد القمة قبل أسابيع فقط من دخول المجموعة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، والتي ستشمل منع صادرات النفط والغاز الطبيعي.
وترى واشنطن أن إنشاء "ناتو عربي" يمكن أن يكون بمثابة حصن ضد التدخل الإيراني في المنطقة، وأنه على الرغم من الخلاف الخليجي، فإن التنسيق لا يبدو مستحيلاً، خاصة أن الحلف سيسهم في جلب الاستقرار للشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن التحالف المزمع "سيساعد على تقليل الأعباء المالية التي تتحملها الولايات المتحدة في المنطقة، وأيضاً بناء شريك موثوق به في الشرق الأوسط".
وتشرح الصحيفة الصعوبات التي تواجه مثل هذا الحلف: "الخلافات الداخلية بين الدول المعنية، فالسعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، قطعت العلاقات مع قطر".
وتابعت: "فمنذ يونيو من عام 2017، دخلت دول المنظومة الخليجية أزمة دبلوماسية أثرت سلباً على التعاون الأمني والدفاعي بين تلك الدول".
ويرى محللون أن السبب الذي دفع البيت الأبيض للتفكير في إنشاء الحلف يعود إلى اهتزاز الثقة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، وخاصة بعد أن أعلنت إدارة ترامب أن دوله "فشلت في الإيفاء بتعهداتها لرفع ميزانيات الدفاع".
وتشير الصحيفة إلى أن "الفكرة ولّدت شكوكاً كبيرة حيال إمكانية تحقيقها؛ وذلك بسبب تعثر الجهود الكبيرة التي بُذلت من أجل توحيد الصف العربي، وأيضاً جدول الأعمال السياسية لمثل هذا المشروع والتي تعثرت كثيراً".
ويقول دوغ باندو، المساعد الخاص للرئيس الأسبق رونالد ريغان، إن إنشاء تحالف مثل "الأطلسي" في منطقة الشرق الأوسط "معيب بطبيعته"، مشيراً في ذلك إلى أحلاف قديمة سابقة، ومنها "حلف بغداد" الذي لم يستمر طويلاً.
وتابع باندو: "الحلف يفترض أن يكون مواجهاً لمشاريع إيران وما تشكله من تهديد للمنطقة والغرب، والحقيقة أن هناك مبالغة في هذا الخطر، كما أن المشاكل الحقيقية في المنطقة مشاكل داخلية".
وأضاف: "التحديات الحقيقية التي تواجه دول الخليج تأتي من الداخل وليس من إيران، فالأنظمة هناك لا تملك الشرعية السياسية، وخاصة في السعودية ذات الحكم الشمولي المطلق، إضافة إلى ديكتاتورية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل، التي تعتبر عدوة لإيران ولها مصلحة في تشكيل مثل هذا التحالف، ستكون معضلة، فإلى الآن ما زالت تعتبر المعيق الأول لتحقيق السلام في المنطقة من وجهة نظر العديد من الدول العربية".
بل إن بعض الدول "ما زالت ترى في إسرائيل الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن والاستقرار العربي، وطالما لم تتوصل إلى حل سلمي وشامل للصراع، فلن يكون هناك استقرار".
وتعيد الصحيفة التذكير بزيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2017، والتي كانت تهدف إلى تحسين العلاقات مع الرياض التي شابتها فترة ركود أيام الرئيس السابق باراك أوباما.
في تلك الزيارة، تعهد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بإنشاء تحالف من 40 دولة تضم ماليزيا وتركيا ومصر وباكستان لتوفير أكثر من 34 ألف مقاتل لدعم العمليات العسكرية، ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا.
الآن انتهت تقريباً الحرب ضد التنظيم، فهل ما زال بن سلمان مستعداً لتشكيل مثل هذا التحالف؟ تتساءل الصحيفة.
وتضيف: "مشكلة أخرى قد تواجه الحلف، تتمثل بأن دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات مختلفة مع إيران، ففي الوقت الذي اتخذت السعودية والإمارات موقفاً متشدداً تجاه طهران، فإن الكويت تريد علاقات أفضل".
وتستطرد "واشنطن تايمز": "في حين أن الأزمة التي افتعلتها السعودية والإمارات مع قطر، دفعت بالأخيرة إلى التقارب مع إيران وتركيا".