ظافر محمد العجمي- العرب القطرية-
ربان كويتي وسط المواجهة العسكرية الأمريكية الإيرانية
المشكلة ظهرت بعد أن وضعت واشنطن الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
يشمل واجب القوة 152 تأمين خطوط المواصلات البحرية مما يجعل إجراءاتها في حال إغلاق مضيق هرمز سابقة لكل إجراء آخر.
ما قواعد الاشتباك بعد اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية؟! أليس من واجبات القوة مطاردة الإرهابيين؟ هل يشمل الأمر قطع الحرس في الخليج أو قرب هرمز؟!
من أهداف قوة الواجب البحري "CTF 152" المشكّلة من قوات بحرية وخفر السواحل من دول الخليج العربي و33 دولة من قيادتها في البحرين: حماية وتأمين خطوط المواصلات وتعزيز الأمن، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب.
وهنا تكمن المشكلة؛ فمنذ أن أُنشئت القوة في مارس 2004 والتهديد يأتي من هياكل عسكرية شريرة كـ"داعش" و"القاعدة" ومن على شاكلتهم من شذّاذ الآفاق. لكن المشكلة ظهرت بعد أن وضعت واشنطن الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
فقد سبق أن كتبنا أن من منطق الأمور أن تُحصر قيادة الواجب البحري "CTF 152" في دول مجلس التعاون الست؛ فهم أدرى بخفايا خليجهم. وقد أتى هذا اليوم.
فقد تسلّم قيادة القوة العقيد الركن بحري الشيخ مبارك علي الصباح من قوة خفر السواحل الكويتية. وتم تصنيف الحرس إرهابياً؛ مما يعني أنه سيكون هناك التزام غير عادي لقائد القوة بوصفه خليجياً كويتياً، ومنها:
- لعله من حسن الطالع أن تهبّ العاصفة في سماء الخليج وليست القيادة بيد أمير بحر أمريكي، بل بيد ربان كويتي تخصصه خفر السواحل وغير قابل للاستفزاز من الإيرانيين، الذين يبدو أنهم يودون تليين موقف الكويت في المواجهة بينهم وبين الأمريكان عبر طرق عدة..
كان آخرها التساهل في إطلاق سراح هواة صيد السمك الكويتيين الخرافي والعليان، بعد جنوح مركبهم للساحل الإيراني وإلقاء القبض عليهما بتهمة التسلل بطريقة غير شرعية، وهي تهمة لم تكن إيران تتردد في سجن مرتكبها خمس سنوات على أقل تقدير.
- لا شك أن لا ناقة لنا ولا جمل في ما يجري، لكن دوريات القوة البحرية 152 التي يقودها الكويتي الصباح ستمشط البحر على ضفتي خط الوسط، آخذاً في الحسبان أن هناك حصاراً اقتصادياً وتفتيشاً أمريكياً، فماذا لو تمت مناوشات بين قطعة أمريكية تحت إمرته وزورق للحرس!
- ما قواعد الاشتباك بعد اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية؟! أليس من واجبات القوة مطاردة الإرهابيين؟ وهل سيشمل الأمر زوارق وسفن الحرس في الخليج أو قرب هرمز؟! قد يكون الجواب هو أن تصنيف الحرس إرهابياً ليس شاملاً كل الدول الـ33، لكن إن ناورت بحرية الحرس الثوري في تشكيلات قتالية فستكون في وجه الـ33 دولة بقيادة كويتية.
- يشمل واجب القوة 152 تأمين خطوط المواصلات البحرية؛ مما يجعل إجراءات القوة في حال إغلاق مضيق هرمز سابقة لكل إجراء آخر، سواء من الولايات المتحدة أو القوى الغربية المتضررة من الإغلاق؛ فقوة الواجب 152 تعمل تحت غطاء أممي معترف به.
أخيراً، يحتاج القول إن الأمور بيد أمينة إلى أكثر من ثقتنا ومعرفتنا بمعدن العقيد مبارك علي الصباح منذ سنوات، حيث يزكّي حفيد الأمير الراحل جابر الأحمد اختياره من وزارة الدفاع الفرنسية بوصفه شخصية الدفاع لعام 2017؛ لما قدّمه من مجهودات ساهمت في تطوير خدمات الأمن والدفاع.
من ميراث الكويت، الدولة المؤمنة بالسلم الدولي، جاء قائد قوة "CTF152" ليقود السلم البحري في وقت لم تُحدد فيه قواعد الاشتباك وتُركت لحنكته، فهل تصل الرسالة إلى الحرس الثوري؟