متابعات-
كشفت وثائق مواقع أجنبية أن إيران لجأت إلى تهريب النفط لعدة دول في آسيا والشرق الأوسط، من خلال الموانئ والمياه الإماراتية، ضمن 3 طرق للالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وتظهر الوثائق أن أولى الطرق المستخدمة في تهريب النفط الإيراني هي تغيير ملكية ناقلات النفط وأعلامها، أو الاستعاضة عنها بناقلات أخرى مستعدة للمخاطرة مقابل المردود المالي العالي، فضلاً عن تزوير منشأ شحنات النفط، وفقا لما أوردته صحيفة "العربي الجديد".
وتعتمد الطريقة الثانية على نقل النفط عبر ناقلات إيرانية إلى سوريا أو لبنان، حيث يخزن هناك حتى تأمين زبائن له، وهم في الأغلب سماسرة نفطيون يعملون في السوق السوداء.
أما الطريقة الثالثة فتعتمد على شحن النفط بناقلات كبيرة وتعويمها في البحار، حتى إيجاد زبائن لها، أو تخزين حمولاتها في ميناء داليان الصيني، حيث تملك إيران أكثر من 40 ناقلة نفط عملاقة تعمل حاليا بهذه الطريقة.
وغالبا ما يتم تمرير شحنات النفط الإيراني، عبر الطريقة الأولى، من خلال سفن ترفع علم بنما، وتخفي مكانها عبر إيقاف نظام تحديد الموقع الآلي (AIS)، على أن تكون من نوع (STS) القادرة على التحميل من سفن في عرض البحر والإفراغ في أخرى.
وحسب بيانات شركات مراقبة النفط، فإن إيران استخدمت مياه الإمارات الإقليمية وموانئها، خلال الأشهر الماضية، لتهريب هذه السفن، وتصدير نفطها إلى الأسواق.
وفي السياق، أورد تحقيق لـ"رويترز" أن طهران حمّلت السفينة "غريس-1" من نوع (STS) بشحنة زيت الوقود، في يناير/كانون الثاني الماضي، وتم نقلها إلى سفينتين أصغر حجما في مياه الإمارات، ومن هناك سلمت إحداهما زيت الوقود إلى سنغافورة، في فبراير/شباط.
ووفقا للتحقيق، فقد اختارت إيران تصدير زيت الوقود، وهو أحد مشتقات النفط، لتتمكن من تغيير مصدر الشحنة، حيث بيّنت أوراق "غريس-1" أنها محملة من ميناء البصرة العراقي، في حين أكد مسؤولون عراقيون أن تلك الأوراق مزورة.
وفي الإطار ذاته، أصدر موقع شركة "تانكر تريكرز" تقريراً خاصاً، أكد فيه استخدام إيران ناقلات من نوع (STS) مجدداً لتهريب نفطها، بعد أن احتجزت سلطات جبل طارق "غريس-1" وهي في طريقها إلى سوريا.
وقال الموقع، في بياناته الصادرة يوم 18 يوليو/تموز الجاري، إن ناقلة ترفع علم بنما تُدعى جولف أكتف (GULF ACTIVE) جلبت نحو 400 إلى 500 ألف برميل من النفط المكرر من إيران خلال الشهر الجاري، وسلمتها إلى محطة تخزين النفط في الفجيرة بالإمارات.
ويتتبع "تانكر تريكرز" مسار ناقلات النفط عبر أجهزة دقيقة، ويصور رحلاتها منذ تحركها وحتى وصولها، ويلتقط صورا لمواقعها على خرائط دقيقة.
وتثبت أرقام الصادرات الإيرانية تهريب النفط عبر أبواب خلفية، بينها الإمارات، رغم العقوبات، إذ وصل إنتاج طهران من النفط، خلال شهر مايو/أيار، الذي ألغت فيه واشنطن إعفاءات استيراد الخام الإيراني، نحو نصف مليون برميل يوميا، استوردت الصين أكثر من نصفها، ووصل إلى سوريا نحو 12% منها.
كما ارتفعت صادرات إيران من النفط في النصف الأول من يوليو/تموز الجاري، الذي شهد توتراً في الخليج، حيث أنتجت طهران نحو 850 ألف برميل يوميا، تم تصدير 138 ألف برميل منها إلى كوريا الجنوبية، وذهب الباقي إلى وجهات غير معروفة.
ولا يعرف "سمير مدني"، الشريك والمؤسس في "تانكر تريكرز"، لمن تذهب هذه الشحنات؛ لأن هناك عدة شركات تخزن النفط في إمارة الفجيرة وتنقله منها.
وأوضح أن إيران شحنت مشتقات نفطية (نحو مليون برميل) مرتين للإمارات، إحداهما خلال يونيو/حزيران الماضي، والأخرى في يوليو/تموز الجاري.
ويظهر موقع شركة مارين ترافيك (MarineTraffic) الذي يتتبع حركة السفن، أن ناقلة الشحنة أبحرت من قبالة الفجيرة في 18 يوليو/تموز الجاري باتجاه موانئ إيران مرة أخرى.
وأوضحت الشركة أن الناقلة "جولف أكتف" تسلمت شحنات النفط أو مشتقاته من سفينة ثانية قبالة ميناء الخرج الإيراني، بينما أرسلت عبر نظام (AIS) أن وجهتها ميناء البصرة، وأكدت "تانكر تيكرز" ذلك بصور أقمار صناعية.
وتبحر في الخليج وبحر العرب مئات السفن يومياً، ما يجعل مراقبتها عملية مكلفة جداً بالنسبة للولايات المتحدة، التي تحاول الحصول على دعم دولي لعملية "Sentinel" بهدف حماية ناقلات النفط هناك.
وتترك هذه الحركة البحرية الكثيفة هامشاً لطهران تلتف من خلاله على العقوبات الأمريكية، مستخدمةً المناطق الحرة في دولة الإمارات، وإمكانية إخفاء مكان السفن وتغيير ملكيتها وأعلامها.
وكان وزير النفط الإيراني "بيجن زنغنة"، قد أكد، في مطلع يونيو/حزيران الماضي، استخدام بلاده طرقا "غير تقليدية" للالتفاف على العقوبات الأمريكية بهدف تصدير النفط، قائلا: "لدينا مبيعات غير رسمية أو غير تقليدية، جميعها سرية، لأن الولايات المتحدة ستوقفها إن علمت بها".