متابعات-
كشفت مصادر مقربة من العائلة الحاكمة ورجال الأعمال في السعودية، عن استيائهم وإحباطهم من قيادة ولي العهد "محمد بن سلمان"، في أعقاب الهجوم على أكبر منشأتين نفطيتين في المملكة، الشهر الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز"، الأربعاء، عن دبلوماسي أجنبي كبير و5 مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال، إن هذا الأمر أثار قلقا وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة "آل سعود" الحاكمة، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن السعودية.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، قالت للوكالة، إن الهجوم أثار سخطا وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة؛ أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة، وقال بعض هؤلاء إن الهجوم أثار انتقادات بين من يعتقدون أنه اتخذ موقفا عدوانيا مبالغا فيه تجاه إيران.
وقال أحد المصادر، وهو أحد أفراد النخبة السعودية الذي تربطه صلات بالعائلة المالكة، "ثمة حالة استياء شديد" من قيادة ولي العهد، مضيفا: "كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟".
وتابع: "بعض الأشخاص في أوساط النخبة يقولون إنهم لا يثقون" في ولي العهد، الأمر الذي أكدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي الكبير.
تقلص الثقة
الباحث لدى مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية في لندن، "نيل كويليام"، قال إنه "لا يغيب عن السكان حجم هذه الهجمات ولا حقيقة أن (ولي العهد) هو وزير الدفاع وشقيقه هو نائب وزير الدفاع، ومع ذلك يمكن قول إن البلاد تعرضت لأكبر هجوم على الإطلاق".
وأضاف "كويليام" للوكالة، وهو خبير في شؤون السعودية والخليج: "هناك تقلص في الثقة في قدرته على تأمين البلاد، وهذا نتيجة لسياساته"، مشيرا إلى أن "بن سلمان" يشرف على السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.
في المقابل، قال مصدر سعودي داخل الدوائر الموالية لولي العهد "لن تؤثر الأحداث الأخيرة عليه شخصيا كحاكم، ربما لأنه يحاول إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة. هذه قضية وطنية، وبالتالي لن يكون في خطر، على الأقل ما دام الأب على قيد الحياة".
وفي 14 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو، جرّاء استهدافهما بطائرات مسيرة، وهو الهجوم الذي تبنته جماعة "الحوثي" اليمنية، واتُهمت إيران بالمسؤولية عنه.
وتُعَدّ المنشأتان اللتان استُهدفتا القلبَ النابض لصناعة النِّفْط في المملكة، إذ يصل إليهما معظم الخام المستخرج للمعالجة، قبل تحويله للتصدير أو التكرير.