الخليج أونلاين-
استبعد الأكاديمي العُماني المتخصص بالشؤون الاستراتيجية عبد الله الغيلاني، تورط السعودية في الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر، لكونها تواجه جملة من الانكسارات الاستراتيجية على أكثر من جبهة.
وأوضح "الغيلاني" أن الهجوم التي تعرضت له ناقلة النفط الإيرانية قرب ميناء جدة، كان رسالة سياسية في المقام الأول، لكونه لم يُلحق دماراً واسعاً بالسفينة، و لم يُحدث أضراراً بشرية.
وقال الغيلاني: "تأتي هذه الواقعة في لحظة مليئة بالتوتر والاضطراب، ولا ريب أن الفاعل قد اختار التوقيت والمكان وفق حسابات سياسية بالغة الدقة، بمعنى أن انتقال حرب الناقلات من حوض الخليج إلى البحر الأحمر يندرج ضمن تلك الحسابات".
وبين أن انكسار السعودية في اليمن، وكذا الحال على مستوى الصراع الإقليمي مع إيران، وبعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت أرامكو النفطية في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، كشف عن هشاشة منظومة الدفاع الجوي السعودي، لذا طفقت المملكة تلهث خلف طلب التقارب مع طهران.
وأوضح أن في هذا التوقيت يوجد جهود إقليمية (باكستانية وعراقية، وربما عُمانية) لإجراء حوار سعودي-إيراني، ومن ثم فليس من الحكمة السياسية إفساد تلك المساعي بعمل طائش كتفجير الناقلة.
ولفت إلى أن تفجير الناقلة الإيرانية حدث عشية زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلى طهران حاملاً رسالة وساطة من الرياض.
وأشار إلى وجود قوى دولية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، وأخرى إقليمية مثل "إسرائيل"، "لا يروق لها التقارب السعودي-الإيراني، الذي إن حدث فسيُحدث تحولاً في معادلات الصراع وترتيبات الأمن الإقليمي الخليجي".
ورأى أن التقارب السعودي-الإيراني إن حدث فسيبقى في المستوى التكتيكي ولن يصل إلى المستويات الاستراتيجية لأسباب متصلة بحجم الخصومات المتراكمة بين الطرفين من جهة وهيمنة واشنطن على القرار الاستراتيجي الخليجي من جهة أخرى.
وأردف بالقول: إن "وقوع الحادثة قبالة السواحل السعودية على بعد نحو 60 كيلومتراً من ميناء جدة، "يعزز البعد الجيوسياسي للواقعة، وكأن الفاعل يشير إلى أمرين؛ الأول إمكانية نقل الصراع مع إيران إلى جبهات أخرى تكون فيها السيطرة الإيرانية رخوة".
وتابع: "الأمر الثاني أن خصوم إيران يملكون خيارات متنوعة لإدارة الصراع معها، ولديهم القدرة على توظيف الجغرافيا".
وذكر أن إيران من جهتها ستستثمر هذه الواقعة وستتخذها شاهداً على ضبط النفس وعدم المسارعة الى اتهام السعودية، ليكون موقفها هذا عربوناً للتقارب.
وتعرضت ناقلة إيرانية، الجمعة (10 أكتوبر 2019)، لحادث انفجار "خطير" أصاب هيكل السفينة، على بعد 96 كيلومتراً من ميناء جدة السعودي، حيث أكدت طهران أن الحادث نُفذ بصاروخين اثنين؛ ما أدى إلى تسرب النفط المخزون فيهما في البحر الأحمر.