قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن مسؤولين سعوديين وأمريكيين أجروا مباحثات في محافظة الحسكة السورية بهدف تمويل السعودية قوات عربية تدعمها الولايات المتحدة لمقاومة محاولات التمدد الإيراني شمال شرقي سوريا.
ووفقا للمعلومات التي تدور في أوساط تنسيقيات المسلحين فإن "الوفد السعودي وافق على تمويل تدريب ما يعرف بقوات الصناديد، وأيضاً قوات النخبة السورية التابعة لرئيس الائتلاف الأسبق أحمد الجربا"، بحسب "الأخبار".
وأضافت أن "شركة أمنية أمريكية ستتولّى تدريب القوتين، على أن يتمّ تشجيع الشباب العرب على الانضمام إليهما فيما بعد".
لكن مصدرا من قوات "الصناديد" نفى لـ"الأخبار"، الحديث المتقدّم، واصفاً إياه بأنه "غير دقيق بالمطلق، ويدعو إلى السخرية"، نافيا "حصول أيّ اجتماع مع وفود أمريكية أو سعودية".
وأضاف أن "قوات الصناديد، منذ تأسيسها، لم تتلقَّ أيّ دعم من السعودية ولا من غيرها فمهمتها كانت واضحة منذ تأسيسها، وهو حماية سكان الجزيرة السورية من الإرهاب المتمثل بداعش والنصرة".
بدورها، أكدت مصادر محلية من ريف دير الزور أن "قوات النخبة لم يعد لها أيّ وجود فاعل على الأرض، بعدما غادر معظم أفرادها إلى تركيا"، كاشفة أن "قيادة النخبة أعلنت فكّ ارتباطها بتيار الغد، وأبلغت بذلك سكان المنطقة".
طريق البترول
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "الأخبار" أن واشنطن، عبر أحد وسطائها المحليين، عمدت إلى شراء أرض في بلدة تل براك في ريف الحسكة الشمالي الشرقي بغرض تحويلها إلى قاعدة جديدة لها.
ونقلت عن مصادر أن سماسرة محلّيين، يعملون لمصلحة الولايات المتحدة، يبحثون عن أراضٍ في بلدتَي الهول وتل حميس بهدف شرائها، وتحويلها إلى قواعد ونقاط انتشار أمريكية جديدة.
واعتبرت الصحيفة أن واشنطن يبدو، من خلال المواقع الجغرافية التي تعتزم بناء نقاط انتشار فيها، أنها تريد بالدرجة الأولى وضع يدها على ما يُعرف بـ"طريق البترول"، الذي يربط مناطق آبار النفط والغاز شمال الحسكة، بريفَي المحافظة الشرقي والجنوبي، وصولاً إلى ريف دير الزور.
وأضافت أن حصول الولايات المتحدة على أراضٍ في تل براك وتل حميس والهول، وتثبيت نقاط لها فيها، من شأنه ربط تلك المناطق بسلسلة مع الشدادي وريفها، ومنهما باتجاه ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وتصف مصادر ميدانية مطلعة ما تُخطّط له واشنطن بأنه "ليس سهلا"، معتبرة أن "ما حصل في بلدتَي خربة عمو وبوير البوعاصي بريف القامشلي من مقاومة ومنع لعبور الدوريات الأمريكية قد يفتح الباب لمزيد من المقاومة".
وتنبّه المصادر إلى أن "اختيار الأمريكيين مناطق عربية قد يحرّك سكان تلك المناطق ضدّهم، ويُصعّب عليهم مهمة تأمين منابع النفط والغاز".
وبالتوازي مع التحركات المذكورة أعلاه، نقلت الولايات المتحدة، الأسبوع الفائت، معدّات لوجيستية وجنوداً إلى حيّ غويران في مدينة الحسكة، وثَبّتت نقطة لها في فرع شرطة المرور السابق هناك، في ما يمثل أول وجود لها داخل المدينة.
وتؤكد مصادر مطلعة، لـ"الأخبار"، أن واشنطن تعتزم نقل مدرّعات وجنود إضافيين إلى النقطة المستحدثة في حيّ غويران، مع عملية توسيع وتطوير لها، مبيّنةً أن "أهمية هذه النقطة تكمن في كونها تشرف على سجن الحسكة المركزي الذي يحوي ما لا يقلّ عن 5 آلاف سجين من مسلحي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)".
وأضافت أن "واشنطن تريد من خلالها دعم نقاط الحماية الكردية، ومنع حصول أيّ خلل داخل المعتقل الأكبر لداعش في سوريا".
صحيفة الأخبار-