الغارديان البريطانية-
عبر مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، جون بولتون، عن “فرحته” للتفجيرات التي حدثت في المنشآت النووية الإيرانية في الأسابيع الماضية وتكهن بأن دولة شرق أوسطية هي وراء الهجمات. وقال في مقابلة مع “الغارديان”: “أعتقد بوجود لاعبين خارجيين محتملين، دولة خليجية، إسرائيل تعمل مع المعارضة داخل إيران. ومن الصعب ألا تفكر أن هذا هو الوضع”.
وجاءت المقابلة حول فكرة عودة الولايات المتحدة للتجارب النووية، حيث أضاف: “من المهم أن يعرف الإيرانيون مرة بعد الأخرى أن أهم منشآت ليست بعيدة عن الضرب”.
وقال إن “هذا أمر لم يكن بعيدا عن خيارات أمريكا”. وعندما سئل إن كانت أمريكا قد شاركت بالهجمات أجاب: “لا أقول إن لدي معلومات محددة بطريقة أو بأخرى ولكن هذا لن يزعجني لو كان صحيحا، وبالتأكيد”.
وكشف بولتون للغارديان أن البيت الأبيض ناقش بالتأكيد استئناف الولايات المتحدة الاختبارات النووية لكن لم يتم اتخاذ قرار في الوقت الذي غادر فيه منصبه”.
وفي مقابلة أجراها مراسل صحيفة “الغارديان” في واشنطن جوليان بورغر قال بولتون إن مسؤولي البيت الأبيض عقدوا سلسلة من المناقشات في العامين الماضيين حول إمكانية استئناف الولايات المتحدة الاختبارات.
وقال بولتون المتحمس للاختبارات: “بالتأكيد تمت مناقشة الموضوع” ولكنه اعترف بوجود معارضة داخل الإدارة حيث قال مسؤولون إن الاختبارات الحالية التي تتم عبر الكمبيوتر للرؤوس النووية الأمريكية كافية ولم يتم اتخاذ قرار مع خروج بولتون من البيت الأبيض.
وعندما ظهرت الفكرة في لقاء بالبيت الأبيض عقد في أيار/ مايو للقيام باختبار نووي تحت الأرض في الولايات المتحدة، وهو الأول منذ ثلاثة عقود أثارت شجبا من دعاة التحكم بالسلاح النووي وتعديلا ديمقراطيا لقانون صلاحيات الدفاع يمنع تمويل التحضير للاختبار.
وقال بولتون الذي نشر كتابا عن الفترة التي قضاها في البيت الأبيض “الغرفة التي حدثت فيها الواقعة” إن الفكرة نوقشت بطريقة عامة وفي أكثر من مناسبة أثناء عمله في الفترة ما بين نيسان/إبريل 2018 إلى أيلول/سبتمبر 2019. ولكن النقاش لم يتحول إلى “عمل” حيث كان اهتمامه منصبا في تلك الفترة على خروج الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
وأعلن ترامب في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2018 أنه سيخرج من الاتفاقية بسبب الانتهاكات الروسية وخرج بالفعل في آب/أغسطس 2019. وقال بولتون إنه كان يخطط لسحب أمريكا من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مما كان سيفتح المجال أمام الولايات المتحدة للعودة إلى التجارب النووية، لو بقي في البيت الأبيض. وقال بولتون: “قمنا بنقاشات عامة ولكن لم يتم اتخاذ قرار” و”شخصيا كان لدي أهداف أخرى مثل معاهدة الحظر الشامل، ولا تستطيع عمل كل شيء مرة واحدة”.
وقال مسؤول بارز لصحيفة “واشنطن بوست” إن الدافع للتجارب النووية الذي قدم في “اجتماع نواب” البيت الأبيض في أيار/مايو هو الضغط على الصين وروسيا للدخول في محادثات ثلاثية للتحكم بالأسلحة. إلا أن بولتون نفى أن يكون قد قدم هذا المبرر: “لم أقدم هذا النقاش وأشك أنه كان سيعطي أي نفوذ”. ولكن دعوته للتجارب النووية كانت نابعة من أنها ضرورية للتحقق من فاعلية الرؤوس النووية المخزنة في الترسانة الأمريكية.
وقال المعارضون للفكرة إن الفحص للترسانة القائم على الكمبيوتر والتأكد من فاعليتها وإدارتها كاف. وإن تفجير عدد من الرؤوس النووية سيدفع عددا من الدول للقيام باختبارات نووية. وناقش بولتون قائلا: “لا نعرف أثر القدم على فاعلية أو سلامة وأمن المعدات النووية. ولهذا كان علينا أن نقوم به للمصداقية والردع”. وأكد بولتون: “أنا لا أتحدث عن تجارب واسعة وبالتأكيد فأنا لا أتحدث عن تجارب نووية في الغلاف الجوي ولكن كما وصف لي قائد عسكري: أن يكون لديك 5.000 رأس نووي مثلما يكون لديك 5.000 سيارة تويوتا في المرآب. وتريد معرفة أنها تعمل عندما تحرك المفتاح، لأنها لو تعمل فهي لا تعمل أبدا”.
وقال المبعوث الأمريكي الجديد للتحكم بالسلاح مارشال بيلينغسيلا، لمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء: “سنحافظ وسنظل محافظين على قدرتنا للقيام بتجارب نووية لو رأينا أن هناك داعيا للقيام بهذا” واستدرك قائلا إنه “لا يعرف عن سبب للقيام بها في هذه المرحلة”.
واعترف بولتون بوجود مقاومة داخل إدارة ترامب للتجارب معلقا: “أعتقد أن كل شخص كان له رأيه”. وأثارت التقارير عن التجارب النووية معارضة قوية في نيفادا التي قامت بها الولايات المتحدة بفحوص للرؤوس النووية. ومنذ آخر فحص في عام 1992 توسعت لاس فيغاس بشكل واسع واقتربت من موقع الاختبارات. ولكن بولتون يرى أن المعارضة المحلية لن تكون عائقا أمام استئناف التجارب.
وأضاف: “أعتقد أن هناك خيارات عدة حول الموقع وعلينا أن نتذكر أن هناك فحوصا تحت الأرض التي نتحدث عنها. وأنت لا تتحدث عن فحص في لاس فيغاس يجعلك تستفيق لأن الأرض تهتز من تحتك”. وكرر بولتون اتهاماته للصين وروسيا وربما دول أخرى بالقيام بفحوص نووية سرية وإن على وتيرة منخفضة. وعلق قائلا: “بعض مستويات الفحص قد تجعلنا على مستوى المنافسة مع القوى النووية الأخرى”.
وطالما اتهمت أمريكا الصين وروسيا بإجراء تجارب نووية ولكنها لم تقدم أدلة. وأكد بولتون أن على الولايات المتحدة ألا تجدد معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا والتي تحد من نشر الرؤوس النووية الإستراتيجية وأنظمة الإطلاق للبلدين. والسبب لأنها لا تغطي الأسلحة النووية التكتيكية التي تملك منها روسيا أكثر من الولايات المتحدة. ويدعم بولتون موقف إدارة ترامب أنه يجب شمل الأسلحة النووية في الجولة الجديدة من المحادثات مع الصين حول التحكم بالسلاح، مقترحا مشاركة دول أخرى مثل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.