علاقات » ايراني

مسؤول أمريكي: لدينا ترتيب جديد مع دول الخليج حول إيران

في 2021/11/16

متابعات-

قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، دانييل بنايم، إن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا ومنطقة الخليج يضعون ترتيباً جديداً لمعالجة المخاوف العالمية من سلوك إيران وبرنامجها النووي.

وفي حوار مع قناة "الحرة" الأمريكية، أمس الاثنين، قال بنايم إن هذا الترتيب سيناقش خلال الجولة التي يجريها المبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي، إلى المنطقة حالياً.

وسيجري الوفد الأمريكي اجتماعات مع قادة خليجيين وأوروبيين لوضع ترتيب جديد يعالج مخاوف العالم من البرنامج النووي الإيراني وسلوكها في المنطقة، وفق بنايم، الذي قال: "أعتقد أن محادثات استراتيجية كبيرة تجري مع دول الخليج".

وأضاف: "نريد إرسال رسالة واضحة لإيران ومن يدعمها، مفادها أن عليهم معالجة القضايا النووية والإقليمية؛ لأن واشنطن وحلفاءها سيعملون معاً من أجل معالجة هذه القضايا ولن يتفرقوا.

ولفت بنايم إلى أن الاتفاق النووي وإن كان مرهوناً بأطرافه (مجموعة 5+1)، فإن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفائها الخليجيين الذين قد يتأثرون بشكل مباشر من حصول طهران على سلاح نووي.

وستكون رسالة الوفد الأمريكي، بحسب بنايم، أن لدى الولايات المتحدة شراكات قوية وثابتة في المنطقة، وأنها حريصة على استمرار هذه الشراكات لعقود مقبلة.

وتجلت هذه الشراكات، بحسب المسؤول الأمريكي، خلال عملية الإجلاء التاريخية التي جرت في أفغانستان، حيث وفرت دولة قطر والكويت والإمارات إمكانات ساعدت واشنطن على إجلاء عشرات آلاف الأشخاص من كابل.

وحول الهدف من الجولة التي يقوم بها روبرت مالي للمنطقة حالياً، قال بنايم: "الهدف هو الحديث مع شركائنا والاستماع إليهم والتوصل لتفاهم واضح حول المواقف وتبادل المعلومات المتعلقة بالتحديات الإقليمية".

وشدد على أن الهدف الرئيس من الجولة الحالية هو إيصال رسالة واضحة ومحددة للعالم مفادها أن حلفاء واشنطن في أوروبا والشرق الأوسط يقفون معاً.

وأضاف: "مواقفنا ومشاطرة المعلومات حول التحديات الإقليمية المتعددة والتحديات الأمنية المتبادلة وكيفية تعميق التعاون الأمني والتعاون الدبلوماسي كذلك".

وبدأ المبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي جولة يوم الخميس الماضي هي الثانية له بالمنطقة خلال شهر واحد. وتشمل الزيارة الإمارات والسعودية والبحرين و"إسرائيل".

وتأتي زيارة مالي للمنطقة بعد زيارة أجراها هذا الشهر إلى طهران، وبحث خلالها ملف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والتي تواجه تعثراً شديداً.

وتصر الولايات المتحدة على إدراج برنامج إيران الصاروخي ودعمها للمليشيات المسلحة في المنطقة ضمن ملف المفاوضات.

وتأتي زيارة مالي أيضاً في وقت يواصل فيه الحوثيون اليمنيون المدعومون من طهران عرقلة جهود وقف الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في اليمن، فضلاً عن قصفهم المستمر لمدن ومنشآت سعودية استراتيجية.

قطر شريك استثنائي

وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية القطرية أكد بنايم أن القطريين شريك استثنائي للولايات المتحدة، لافتاً إلى أن قطر فعلت ما لم تفعله دولة أخرى في العالم خلال أزمة أفغانستان.

وأضاف: "قطر برهنت على أنها شريك استثنائي في القضايا الدفاعية مثل توسيع قاعدة العديد الجوية وأفغانستان والعديد من القضايا... كشريك استثنائي فإنها تستحق مراعاة تامة لطلبها المتعلق بالحصول على طائرات مسيرة وF-35".

والعام الماضي، طلبت قطر من الولايات المتحدة شراء طائرات مسيرة من طراز "إم كيو - 9 ريبر"، المسلّحة.

ونهاية أكتوبر الماضي، كشفت قناة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن وزارة الدفاع (البنتاغون) وافقت على الصفقة التي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار.

كما تقدمت الدوحة العام بطلب لشراء مقاتلات "إف-35" الأمريكية المتطورة، عقب موافقة واشنطن على بيعها للإمارات، لكن لم يتم الرد على الطلب حتى الآن.

وفيما يتعلق بصفقة "إف-35" الإماراتية، قال المسؤول الأمريكي إنها تمضي قدماً، وإنه يجري ترتيب بعض الضمانات المتعلقة بالصفقة.

وكانت إدارة جو بايدن قد علّقت لبعض الوقت الصفقة التي أقرها دونالد ترامب للإمارات أواخر أيامه، لكنها عادت وقررت تمريرها.

أقوى مما تبدو عليه

أما عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، فقال بنايم إنها أقوى مما تبدو عليه؛ لأن لدى البلدين قيادات تعمل على تحقيق مصالح مشتركة في العديد من القضايا.

وأضاف: "القادة في البلدين يتحدثون بشكل دوري ويعملون معاً عن قرب وفي كثير من القضايا، خصوصاً تلك البعيدة عن عناوين الصحف".

وعن بيع صواريخ "جو-جو" للسعودية، قال بنايم إن واشنطن تريد التأكد من أن لدى الرياض ما يجعلها قادرة على حماية نفسها و70 ألف أمريكي يعيشون على أرضها، من الصواريخ التي يطلقها الحوثي.

وفي 4 نوفمبر الجاري، أعلنت الولايات المتحدة موافقتها على بيع صواريخ "جو-جو" موجهة بدقة للمملكة العربية السعودية في صفقة بلغت قيمتها 650 مليون دولار.

وقالت الخارجية في بيان إن الصفقة، التي تعد الأولى في عهد بايدن، لا تتعارض مع موقف واشنطن من حرب اليمن وجهود إنهائها، وإنها تأتي في إطار التزامها بدعم قدرات السعودية الدفاعية.