متابعات-
كشفت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، السبت، أن طهران والرياض تستعدان لإعادة فتح سفارتهما، في خطوة لإنهاء 6 سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
وقال عضو اللجنة "جليل رحيمي جهان أبادي"، في تغريدة عبر "تويتر"، إن العلاقات بين إيران والسعودية يتم إحياؤها وإن السفارتين تستعدان لإعادة فتحهما.
وأضاف أن "هذا الأمر سيكون له تداعيات مهمة في الحد من التوترات الإقليمية وزيادة التماسك العالم الإسلامي".
وقطعت السعودية وإيران علاقاتهما الدبلوماسية في يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي "نمر باقر النمر" بتهمة "الإرهاب"، وهي الواقعة التي أتبعها هجوم محتجين على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.
والإثنين الماضي، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية أن جدول أعمالها يشمل جولة مقبلة من المفاوضات مع السعودية، دون تحديد موعد لها.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية "سعید خطيب زاده"، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي.
وقال إن "عقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران والسعودية، التي سيستضيفها العراق، على جدول الأعمال، وحاولنا أن نواصل هذه المفاوضات".
وفي الأسبوع الماضي، دعت إيران، إلى حوار إقليمي شامل يضم كلا من السعودية ومصر وتركيا لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط، مؤكدة استعدادها لإعادة العلاقات مع الرياض.
وقال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، في مقابلة مع تلفزيون "الجزيرة"، إن السعودية ترغب بالحوار بشأن الملفات الإقليمية مع بلاده، في حوار يركز على العلاقات الثنائية.
وأضاف أن الحوار مع السعودية "إيجابي وبناء"، وأن بلاده مستعدة لإعادة العلاقات في أي وقت، مؤكدا أن طهران تؤمن بأهمية الحوار الإقليمي الواسع، الذي يشمل السعودية ومصر وتركيا، لحل مشاكل المنطقة.
وكان السفير الإيراني لدى العراق "إيرج مسجدي" كشف عن احتضان بغداد، في وقت سابق، 4 جولات من الحوار السعودي الإيراني، مشيرا إلى أنها ستستضيف الجولة الخامسة قريبا.
وقال "مسجدي" إن هناك إمكانيات وطاقات كبيرة يمكن أن تجمع إيران مع السعودية، بعدما أعلنت الخارجية الإيرانية، استعدادها لجولة جديدة من المفاوضات.
وبعد نحو 6 سنوات من القطيعة الدبلوماسية، و42 عاما من الحرب الباردة، شهدت الفترة الأخيرة بعض المؤشرات على إمكانية إعادة المياه بين السعودية وإيران إلى مجاريها، بما يشمل محادثات يرعاها العراق للتقريب بين البلدين، اللذين يقفان على طرفي النقيض في معظم الملفات الإقليمية.
وتستهدف هذه المحادثات، وفق مراقبون، الوصول إلى اتفاق مُستدام مدفوع بعدة تغييرات إقليمية ودولية، أهمها رحيل أحد أهم الأطراف الدولية الضاغطة على إيران (إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب")، وانطلاق قطار التطبيع العربي مع إسرائيل العام الماضي الذي تعتبره طهران خطرا صريحا، والمصالحة الخليجية التي نزعت فتيل الأزمة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعززت بوادر التحولات، حسب المراقبين، في الموقف الرسمي الإيراني تزامنا مع صعود "إبراهيم رئيسي"، السياسي الإيراني المحافظ، إلى رئاسة الجمهورية في إيران.
إذ تبنى "رئيسي" خطة بدأها سلفه "حسن روحاني" من أجل التطبيع مع السعودية، وهو ما انعكس على التصريحات الرسمية الإيرانية في الأشهر الأخيرة؛ حيث صرَّح "محمد جواد ظريف"، وزير الخارجية الإيراني السابق، بأن بلاده مستعدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية واستئناف تبادل السفراء بين البلدين.
ثم التقط الملك "سلمان بن عبدالعزيز" خيط المبادرة الإيرانية عبر تصريح نادر من داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2021؛ إذ قال: "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي المحادثات بيننا إلى بناء الثقة والتعاون".