متابعات-
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن امتلاك إيران إمكانيات تصنيع قنبلة نووية "قد يدفع دولاً أخرى لسلك نفس الطريق"، مبدياً عدم ثقته في إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأوضح "بن فرحان"، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن امتلاك إيران للقدرات النووية "سيكون بالطبع إشارة خطيرة للغاية".
وأشار إلى أن بلاده تتبنى مبدأ قوياً مناهضاً للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، و"نحن نتمسك بهذا المبدأ".
لكنه استدرك قائلاً: "إذا امتلكت إيران تلك الإمكانيات النووية فإن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة، ولا يمكن توقع ما سيحدث من تصعيد أو رد فعل".
ولفت إلى أنه "ليس لدينا ثقة في أن (خطة العمل المشتركة الشاملة) بوضعها الحالي يمكنها أن تحول دون تصنيع إيران قنبلة نووية".
وأكمل موضحاً: "نتفهم رغبة شركائنا في العودة إلى هذه المفاوضات، لكننا نرى أن هذه المفاوضات ينبغي أن تكون مجرد البداية، وليست نهاية المطاف".
وشدد على ضرورة اعتبار هذه المفاوضات "مجرد خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ثم البناء عليها لتحديد مسار البرنامج النووي بدقة، مع مناقشة القضايا الإقليمية".
وبيّن أن "هذا لن ينجح إلا إذا قام المجتمع الدولي، وهنا بالتحديد الدول الممثلة في (خطة العمل المشتركة الشاملة) بإشراكنا في هذه المفاوضات مع إيران".
وتتحدث تقارير بأن المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، ستتمخض خلال أيام عن توقيع اتفاق نووي مع إيران.
واتفاق 2015 وقعته إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، وكان يفرض قيوداً على برنامج طهران النووي للحيلولة دون إنتاج أسلحة نووية، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من جانب واحد من الاتفاق في مايو 2018 وأعاد فرض عقوبات على طهران.
حرب اليمن
وفيما يتعلق بحرب اليمن قال الوزير السعودي إن بلاده تدخلت عسكرياً في اليمن لحماية الحكومة الشرعية، مؤكداً أن الحرب طالت أكثر مما تمنته المملكة، وأنها لن تتوقف إلا بالحوار.
وأوضح أن المملكة تدخلت مع شركائها لمساعدة وحماية الحكومة اليمنية، مضيفاً: "كنا نأمل ألا يطول الأمر، لكنه استغرق وقتاً أطول مما كنا نتمنى، للأسف".
وأكد أن المملكة ما تزال تحاول إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وقال إنه طرح مبادرة لوقف القتال، في مارس من العام الماضي، مشيراً إلى أنها كانت المرة الثانية التي تقترح فيها الرياض وقف الحرب.
وأشار إلى "رفض الحوثيين المبادرة ورفضهم إجراء أي حوار بشأن وقف القتال"، وحمّلهم مسؤولية تصعيد الأزمة عبر هجماتهم المستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، مثل مأرب، حيث يقيم مليونا يمني نصفهم من النازحين.
وقال بن فرحان: "إن ما يحدث في مأرب يعني أن الحوثيين لم يقرروا الجنوح للسلام بعد، وإن تدخل المملكة القوي في مأرب يهدف لمنع اجتياحها، ولإيصال رسالة واضحة للحوثيين بأن العنف لن يفيد، وأنه لا حلول بعيداً عن الحوار".
وعن الهجمات الحوثية المتواصلة على السعودية، التي امتدت مؤخراً للإمارات، قال الوزير السعودي: إنها "تمثل إشارة على أنهم لم يقرروا الدخول في حوار سياسي يخدم مصلحة اليمن حتى الآن، وإنما اختاروا ما يرونه أفضل لهم فقط".
وأعرب بن فرحان عن أمله في أن يتعاون المجتمع الدولي لإجبار الحوثيين على وقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي، وحذّر من عواقب عدم حدوث ذلك.
وتقود المملكة تحالفاً عسكرياً منذ 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على غالبية الشمال اليمني منذ 2015.
وأودت الحرب بحياة أكثر من 273 ألفاً ووضعت 16 مليوناً في حاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً كبيراً في العمليات من الجانبين حيث زاد الحوثيون هجماتهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فيما ينفذ التحالف عمليات واسعة في مدن شمال اليمن خصوصاً العاصمة صنعاء.