متابعات-
كشف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الإيراني، عماد أبشناس، عن وجود أنباء حول طلب أمريكي من سلطنة عمان بإقناع إيران بعقد مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة بهدف التوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال "أبشناس" في لقاء له مع برنامج "المشهدية" المذاع عبر قناة "الميادين" اللبنانية، إن سلطنة عمان مستعدة لاستضافة مثل هذه المفاوضات، مشيرا إلى وجود شائعات بأن الولايات المتحدة طلبت عقد مفاوضات سرية مع إيران برعاية عمانية.
واكد "أبشناس" على انه لم يحدث سابقا لقاءات بين إيران والولايات المتحدة، لافتا أن ما حدث هي لقاءات تنسيقية بشأن الافراج عن المعتقلين الإمريكيين مقابل الإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة، موضحا بان قطر هي من كانت تقوم بهذا التنسيق.
وحول ما هو المطلوب من سلطنة عمان حاليا، أكد "أبشناس" بأن الولايات المتحدة تريد عقد مفاوضات مباشرة مع إيران سواء بشكل سري أو علني، منبها بان الولايات المتحدة أوصلت الكثير من هذه الرسائل الشفوية لطهران عبر وسطاء.
وكان وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي قد اجرى أمس الأربعاء مباحثات في طهران مع عدد من كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي.
ومن اللافت أن توقيت الزيارة يشير إلى جهود عمانية لتنقية الأجواء المتوترة في المنطقة، بينما تقترب طهران وواشنطن برعاية قوى غربية، من التوصل لصيغة مشتركة توافقية إلى حدّ ما لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015.
كما تأتي الزيارة بينما تبدي كل من إيران والسعودية مرونة باتجاه إنهاء سنوات من القطيعة الدبلوماسية. على الرغم من وجود خلافات عميقة بين القوتين الإقليميتين حول عدة قضايا أبرزها الحرب على اليمن.
وخلال زيارته الأربعاء، أعلن البوسعيدي أنّه ينقل "رسالة خطية" من السلطان هيثم بن طارق إلى "أخيه" رئيسي. تتعلق "بالعلاقات الثنائية الطيبة والقائمة بين البلدين"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأنها.
وقال للصحافيين بعد لقائه بنظيره الإيراني أمير عبدالله يان. إن الجانبين بحثا "في عدد من القضايا التي تحظى بالاهتمام والمتابعة من قبل بلدينا"، آملا في "تشجيع بناء الثقة بين مختلف أطراف هذه القضايا. لتنعم منطقتنا في نهاية المطاف باستدامة الأمن والاستقرار".
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) بأن السيد رئيسي استقبل البوسعيدي بعد الظهر وتسلّم منه دعوة لزيارة مسقط.
ونقل بيان للرئاسة الإيرانية عن السيد رئيسي قوله إنه يمكن لتواصل البلدين "أن يكون فاعلا في تعزيز العلاقات بينهما وحل المشكلات الإقليمية والدولية". من دون أن يشير إلى المحادثات مع السعودية.
ودعا الرئيس الإيراني سلطان عمان لزيارة طهران مؤكدا أن "إرادتنا وسياستنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تطوير التعاون مع الدول الصديقة وخاصة عمان".
علاقات ممتازة
وقال الوزير العماني من جهته "هناك علاقات ممتازة بين إيران وسلطنة عمان والتي استندت تاريخيا إلى الثقة والاحترام والتعاون المتبادل بما يخدم أمن المنطقة والعالم ".
وتابع "بالتأكيد زيارتكم إلى عمان ستكون زيارة تاريخية وستحقق أهداف البلدين". مضيفا "ندعم دوما الطابع البراغماتي لكم في كل ما تفعله وسنسعى بالتأكيد لترجمة نهجك في توسيع العلاقات".
وسبق لسلطنة عمان أن أدت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق النووي لعام 2015 وقد تلعب دورا مجددا في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة.