وكالات-
أكدت إيران استعدادها لاستئناف مباحثاتها مع السعودية لاعادة علاقاتهما المقطوعة.. بينما عبرت عن الارتياح لنشر العراق قواته على حدودها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران اليوم أن بلاده ترحب باستئناف المباحثات مع السعودية منوهاً بالقول "ان تحسين العلاقات بين إيران والسعودية يخدم مصالح الجانبين وكذلك مصالح المنطقة".
وأشار الى ان موقف بلاده في هذا الصدد واضح تماماً إذ يمكن أن يوفر الحوار السياسي والتفاوض بين البلدين فرصة لحل الخلافات واستئناف العلاقات بينهما في إطار المصالح المشتركة والمصالح الإقليمية.
وأضاف المتحدث الايراني ان البلدين أجريا خلال العامين الاخيرين خمس جولات من المفاوضات في بغداد بمساعدة الحكومة العراقية في إطار تحقيق هذا الهدف كما نقل عنه الإعلام الإيراني في تصريحات تابعتها "إيلاف".. وقال "علينا أن نرى ما هي الخطوة العملية من الجانب الآخر" في إشارة الى الرياض.
وبين أن الحكومة العراقية بذلت جهوداً بناءة في هذا الصدد وأعلنت استعدادها لاستكمال هذه العملية وإيران ترحب بذلك.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد ناقش خلال زيارته الرسمية الى طهران الأسبوع الماضي امكانية احتضان بغداد مباحثات الجولة السادسة من الحوار السعودي الايراني.
وشهدت الوساطة بين البلدين الجارين خلال فترة رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة العراقية السابقة بين عامي 2020 و2022 خمس جولات من المباحثات احتضنتها بغداد .
وفي تموز/ يوليو الماضي قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان العراق قد أبلغ إيران بموافقة السعودية على انتقال المفاوضات من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي وبصورة علنية بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لإنهاء القطيعة بينهما والممتدة منذ عام 2016 والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب في اليمن والبرنامج النووي.
وفي كانون الثاني يناير عام 2016 قطعت الرياض علاقاتها مع طهران إثر اعتداءات تعرضت لها السفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد شرق ايران من قبل إيرانيين مدفوعين سياسياً.
الحدود مع ايران
وحول زيارة السوداني الأخيرة إلى طهران وموضوع أمن الحدود الإيرانية العراقية قال كنعاني إن الزيارة كانت مهمة وجاءت تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في اطار التعاون المشترك والاقليمي والدولي وجرت خلالها الزيارة محادثات بناءة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأضاف أن "موضوع الحدود بين البلدين يحظى باهمية لنا لذلك اكدنا من جديد خلال الاجتماعات مع السوداني في طهران على تنفيذ ما اتفقت عليه الوفود التخصصية بينهما وهناك اخبار سارة تشير الى عزم الحكومة العراقية نشر قواتها على الحدود المشتركة بين ايران واقليم كردستان العراق".
ومنذ اسبوعين صعدت ايران من قصفها لمناطق عراقية في اقليم كردستان الشمالي بذريعة مهاجمة مقرات وقواعد الاحزاب والقوى الايرانية الكردية المعارضة لها والتي تنشط هناك.
ومطلع الاسبوع الماضي قرر العراق نشر قواته على حدوده مع تركيا وايران في محاولة لوقف الانتهاكات المسلحة لقوات البلدين لاراضيه وردع عمليات المسلحين الاكراد المعارضين للبلدين.
وفعلا بدأت القوات العراقية بعملية انتشار على الحدود مع إيران لاضافة 30 مخفرا لقوات الحدود العراقية على الحدود بين البلدين من اجل تقليص المسافات بين المخافر التي تصل احيانا الى 50 كيلومترا بين نقطة واخرى.
طهران لن تتنازل في الملف النووي
وفي جانب اخر من تصريحاته فقد أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني ان ايران لن تقبل باجراء المفاوضات تحت الضغط والتهديد ولن تقدم التنازلات وهذا ما تعرفه الاميركان.
واضاف ان المفاوضات لها منطقها الخاص وان إيران التزمت بخطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) لكن الولايات المتحدة الاميركية انسحبت من الاتفاق.
وقال كنعاني ان ايران لازالت ملتزمة بعملية التفاوض وتسعى لحسمها غير انها لن تتفاوض على أساس الحاجة الى المفاوضات .. لافتا الى ان حاجة الغرب الى التفاوض ليست اقل من حاجة ايران اليه والاتفاق متاح ويمكن للاطراف المعنية بها التوصل إليه في أقصر وقت ممكن بحسب رأيه.