وكالات-
أكَّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تلقي بلاده رسائل من بعض أطراف الاتفاق النووي عبر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، شاكرًا قطر على جهودها في مجال رفع العقوبات، وسعيها لإعادة جميع أطراف خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) إلى التزاماتها، وعلى حسن نيتها لإيصال جميع الأطراف إلى المراحل النهائية للاتفاق.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، قال عبد اللهيان: "ناقشنا اليوم مختلف القضايا الثنائية، لا سيما تطوير التعاون التجاري والاقتصادي في القطاعين الخاص والعام، واتفقنا على إزالة بعض العوائق المحتملة وضرورة الإسراع بتنمية العلاقات قدر الإمكان". و
وأضاف: "رحبنا بوجهة نظر قطر في تعزيز الحوارات الإقليمية، ومن الطبيعي أن تلعب وجهة النظر هذه دوراً فعالاً للغاية في تسريع إنهاء بعض سوء الفهم للتوترات والمشاكل في المنطقة".
وأشار عبد اللهيان إلى أنَّه "لطالما رحبت إيران بالحوارات الإقليمية، وتعتبر التفاوض والشعور بالمسؤولية شرطين أساسيين ضروريين لتحقيق تعاون قوي ومستقر بين كل دول المنطقة"، معتبرًا أن الحوار والتعاون يمكن أن يكون وسيلة حصرية وناجحة لتحقيق السلام والاستقرار والأمن الجماعي الإقليمي.
وتابع: "خلال المحادثات مع وزير الخارجية القطري أشرت إلى الدور غير البناء والإجراءات التدخلية لأميركا والدول الأوروبية الثلاث في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، ولكن فيما يتعلق بجهود قطر ونقل الرسائل في حل موضوع الحوار لرفع العقوبات نرحب بأي مبادرة يتخذها أصدقاؤنا في قطر".
وفي سياق مختلف، قال عبد اللهيان إن "وزير الخارجية القطري قدم بعض الأفكار حول الأزمة والحرب في أوكرانيا. عقدت الجولة الأولى من المحادثات العسكرية والسياسية بين إيران وأوكرانيا في عمان خلال الأشهر الماضية، واستجابة لجهود ومبادرة قطر نرحب بأي تحرك لعقد الجولة الثانية من هذه المحادثات بين إيران وأوكرانيا".
وأوضح أنَّ "موقف إيران من أوكرانيا واضح تمامًا، كما أنَّ العلاقات طويلة الأمد بين إيران وروسيا مستمرة في إطار المصالح المشتركة، ولا ينبغي النظر في أي علاقات بناءة بين إيران وروسيا وتفسيرها على انها مواجهة لأطراف أخرى. كما لا ينبغي تفسير العلاقات بين إيران وأوكرانيا على أنها عداوة أو على حساب طرف آخر".
وفي إشارة إلى اعتداءات ومجازر القوات الصهيونية ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين العزل، لفت وزير الخارجية الايراني إلى أنَّ "الموجة غير المسبوقة من ممارسات الكيان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس الشريف ومخيم جنين في الأيام الأخيرة ترافقت مع استشهاد أكثر من 31 فلسطينيًا، ومن المؤسف لنا جميعا كدول إسلامية أن استشهد العام الماضي أكثر من 230 فلسطينيًا على يد المجرمين المحتلين للقدس".
وشدَّد على أنَّ المقاومة الفلسطينية أعطت وستعطي الرد اللازم على هذه الجرائم، وقضية فلسطين باعتبارها القضية الاولى في العالم الإسلامي مدرجة على أجندة جميع الدول الإسلامية والضمائر الحية في العالم.
وحول العلاقات مع الدول المجاورة، ذكر عبد اللهيان أنَّ الحكومة الإيرانية الحالية وضعت نهج العلاقات مع الجيران في جدول أعمالها الجاد طيلة الخمسة عشر شهرا الماضية، مؤكدًا أنَّه "لا نواجه حاليًا أي تحدٍ خاص مع أي من جيراننا في الشمال والشرق والغرب".
وأضاف: "في مجال دول الجوار في الخليج، شهدنا تقدمًا جيدًا، بما في ذلك تحسين مستوى العلاقات مع الكويت والإمارات العربية المتحدة في الأشهر الماضية، واعتماد سفراء لهذه الدول في طهران، والحوارات وتبادل الرسائل الذي جرى عبر العراق والحوارات التي جرت واستمرت بين إيران والسعودية في بغداد، ومن المقرر وفق القرارات الأخيرة أن تستمر الجولة الجديدة من المحادثات بين إيران والسعودية بالشكل الذي سيتم الاتفاق عليه".
كما لفت إلى أنَّ "في حالة البحرين يتم تبادل الرسائل بين البلدين عبر وسيط. نعتقد أننا الآن في موقف تجاوزنا فيه مرحلة الحوار وعلينا أن ندخل الخطوة والمرحلة التالية، وهي التعاون المستدام".
وردا على سؤال حول انفجار الليلة الماضية الذي استهدف مجمعًا للصناعات العسكرية في أصفهان، أكَّد وزير الخارجية أنَّ "هذا العمل الجبان جاء استمرارًا للجهود التي بذلوها في الأشهر الماضية لجعل إيران غير آمنة"، موضحًا أنَّ الأجهزة الأمنية الإيرانية تعمل باقتدار من أجل ضمان أقصى قدر من الأمن القومي للبلاد، ومثل هذه الإجراءات ليس لها أي تأثير على إرادة وعزيمة الخبراء الإيرانيين لتحقيق الانجازات النووية السلمية.
وفي إشارة إلى التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، بما في ذلك الضغوط الأميركية على العراق بشان التعاون مع إيران، قال عبد اللهيان: "إن جمهورية إيران الإسلامية استخدمت أساليب مختلفة لاجهاض العقوبات الأميركية وستواصل استخدام هذه الأساليب. نواصل التعاون مع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة لمواجهة هذا العمل غير البناء والانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان من قبل اميركا وبعض الدول الغربية".
وفيما أشار إلى أن "حكومة الرئيس رئيسي تولي أهمية وأولوية بالغة لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وأقدمت على العديد من خطوات الحوار لتعزيز العلاقات مع جميع الدول الجارة والمنطقة بما فيها السعودية والبحرين".
وخلص وزير الخارجية الإيرانية إلى أن أميركا وبعض حلفائها يمارسون الإرهاب الاقتصادي ضد إيران.
من جانبه أوضح وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن أنَّه جرى مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف "تحدثنا عن المفاوضات النووية والعودة للالتفاق وتبديد مخاوف الجميع، وعن سوء الفهم الذي حصل تجاه أوكرانيا"، مبينًا أنَّ العلاقات القطرية بإيران تاريخية ومستوى العلاقات ممتاز، مهمة للأمن الإقليمي.
وكشف وزير الخارجية القطرية أنَّ الرسائل التي حملها إلى طهران كانت من عدة أطراف والظروف الحالية مؤاتية لإطلاق المفاوضات، مشيرًا إلى أنَّ الرسائل الأميركية التي حملها لإيران تتعلق بمواضيع ترتبط بالاتفاق النووي.
ولفت عبد الرحمن إلى أنَّ "الأجواء التي نمر ومررنا بها لم تكن إيجابية، ونسعى إلى تبديد مخاوف جميع أطراف الاتفاق النووي".