فرانس برس-
اعتبر خبراء ومحللون أن التقارب المفاجئ بين السعودية وإيران ليس بمثابة عصا سحرية عندما يتعلق الأمر بالأزمة في اليمن، محذرين من عدم وجود حلول سهلة للصراع المعقد في دول العالم العربي.
قالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن من كلية "جيرتون" في جامعة كامبريدج، إن "الاتفاق السعودي الإيراني خطوة بناءة، لكنه لن يحل في حد ذاته الصراع اليمني، على الأقل ليس على المدى القصير".
وأضافت في تصريحات لوكالة "فرانس برس": "هذا لأن الصراع في اليمن نشأ محليًا في نهاية المطاف حول من يسيطر على السلطة والأرض والموارد".
وتتراوح مشاكل اليمن بين الاقتصاد المنهار مع اعتماد الملايين على المساعدات، إلى الوجود الكبير لتنظيم "القاعدة" والتحركات الانفصالية في الجنوب، الذي كان دولة منفصلة يحكمها الشيوعيون من عام 1967 إلى عام 1990.
وفي السياق، بدأت ردود الفعل من الجمهور اليمني متباينة حول الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية.
وقالت ألطاف علي، وهي امرأة من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون: "إن شاء الله، سيكون الاتفاق بين إيران والسعودية بادرة طيبة للعالم العربي والعالم، وخاصة اليمن لإنهاء الحرب".
لكن في مدينة تعز الثالثة المحاصرة التي تسيطر عليها الحكومة، قال عبد الحكيم موجاليس: "لا أعتقد أن أي علاقات (دبلوماسية) بين السعودية وإيران ستحقق سلاماً شاملاً (في المنطقة)".
وأضاف: "قد تعقد هدنة مؤقتة وفق اتفاقيات معينة لفترة قصيرة لكنها لن تمنع الحرب أو تحقق سلاما شاملا ودائما في اليمن على الاطلاق".
وبحسب ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فإن الصفقة السعودية الإيرانية ليست "عصا سحرية" لمشاكل اليمن.
وقال إن "حل اليمن لن يأتي إلا من خلال حوار متعدد الأطراف مع وجود السعودية والإمارات (عضو مهم في التحالف الذي تقوده السعودية) والحوثيين وإيران" وآخرين.
ويضيف أحمد ناجي، الباحث في معهد مجموعة الأزمات الدولية، أن الوفاق السعودي الإيراني "لا يعني نهاية كاملة لجميع تعقيدات الصراع".
وتشهد اليمن "حرباً متعددة الطبقات، وستسهم هذه الصفقة في معالجة البعد الإقليمي لها، لكن الدوافع المحلية للصراع ستبقى قائمة وستتطلب حلولاً طويلة ومتعددة المسارات لإنهائها".
"ما لم يكن هناك دعم للعملية السياسية اليمنية من أجل تحقيق سلام يمني يمني حقيقي ومستدام، فإن هذه المصالحة بين طهران والرياض ليست سوى انتقال من عقلية الحرب بالوكالة إلى وكالة السلام"، يضيف ناجي.
وقالت كيندال إن الطريق إلى السلام معقد بشكل خاص "لأن الصراع انتشر إلى أكثر من مجرد طرفين متحاربين".
وتابعت: "حتى إذا توصل السعوديون والحوثيون إلى اتفاق سلام، فلا يزال هناك العديد من الجهات الفاعلة المحلية، ومن المرجح أن تندلع خلافات خطيرة حول من يسيطر على السلطة في اليمن، لا سيما في الجنوب، حيث يواصل الانفصاليون الجنوبيون الضغط من أجل دولة مستقلة".