كمال علام- ميدل إيست آي-
اعتبر تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" أن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، برعاية الصين، شكل منعطفا لحل الأزمة بين السعودية والنظام السوري، من منطلق كون سوريا أحد أبرز مناطق تماس الصراع بين الرياض وطهران، لاسيما بعد أن تحولت سوريا لساحة نفوذ إقليمي ودولي.
دور الصين تحديدا في هذا المسار بات محوريا، بعد توسطها في الاتفاق بين الرياض وطهران، وفقا للتحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، حيث تفضل بكين عودة الرياض للساحة السورية، وبالتبعية إلى الساحة اللبنانية، لأهداف اقتصادية.
ويستشهد التحليل على كون سوريا أحد أبرز محددات التقارب السعودي الإيراني الأخير، بالإرهاصات السعودية الإيجابية تجاه دمشق بعد أيام من توقيع الاتفاق بين الرياض وطهران، وحديث مسؤولين سعوديين عن قرب إعادة فتح السفارة في دمشق، علاوة على رحلات بشار الأسد إلى سلطنة عمان والإمارات.
الآن، ومع قيام الصين بدور دبلوماسي اقتصادي أكثر حزماً في الشرق الأوسط، تظل سوريا مفتاح رغبة السعودية في تهدئة التوترات الإقليمية، يقول التحليل.
الميدان اللبناني
يرى التحليل أن النظام السوري بدأ في انتهاج مقاربة جديدة في لبنان تعيد نفوذ دمشق هناك، ولكن ليس لصالح إيران بالكلية، كما هو متصور، حيث سعت سوريا دائما إلى تحقيق مصالحها الخاصة في لبنان وليس مصالح إيران.
ويضيف أن سوريا لا تلتزم دائما بالخط الايراني، خاصة فيما يتعلق بلبنان والعراق، وهذا هو الجانب الذي يروق للسعوديين.
ومن هذا المنطلق، فإن السعوديون ، الذين غسلوا أيديهم من لبنان قبل بضع سنوات، سيرحبون بمساعدة سوريا لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وهنا، فإن بروز الصين كلاعب إقليمي مهم يقدم بديلاً آخر، يبتعد عن حقبة الهيمنة الأمريكية.
وقد لعب الصين لأول مرة دورًا نشطًا في صراع الشرق الأوسط من حيث ما يكن وصفه بـ"عمليات عسكرية غير حركية في سوريا"، حيث شاركت في عملية أستانا وأماكن أخرى للتأكد من أنها إلى جانب دمشق في السعي لإنهاء الصراع.
الصين وسوريا
وتعود المصالح الاقتصادية الصينية في سوريا إلى عام 2004، حيث أصبحت المناطق الاستراتيجية الرئيسية حول سوريا ولبنان جزءًا من مبادرة الحزام والطريق.
وفي ضوء الاتفاق الإيراني السعودي، ستكون سوريا منطقة نزاع رئيسية بين طهران والرياض، لكن الصين ستحاول تأطير هذا النزاع ليكون في صالح نظام إقليمي يبتعد عن الصراع على النفوذ، إلى نظام به نوع من التشاركية الاقتصادية.
سوريا هي الساحة الرئيسية التي اشتبكت فيها إيران والسعودية على مدى العقد الماضي، وعلى الرغم من انعدام الثقة المتبادل ، فقد تمكن السعوديون تاريخيًا من حل مشاكلهم مع دمشق.
اليوم، ومع صرف انتباه الولايات المتحدة بسبب أوكرانيا وعدم وجود استراتيجية متماسكة تجاه سوريا، ترحب السعودية بالجهود الصينية للمساعدة في إنهاء الصراع الإقليمي.