علاقات » ايراني

ماذا تحمل زيارة سلطان عُمان إلى إيران؟

في 2023/05/27

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-

ضمن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها عُمان حيال عديد من القضايا في المنطقة، ونجاحها في تحقيق اختراق فيها، يزور السلطان عُمان هيثم بن طارق إيران بالتزامن مع حراك إقليمي لتسوية الأزمات في المنطقة.

وتحمل زيارة سلطان عُمان المقررة، غداً الأحد، إلى إيران وتستمر يومين، أهمية كبيرة؛ لكونها تعد الأولى له، كما تأتي بعد أيام قليلة من عقد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، إلى جانب الحديث المتواصل حول الأزمة اليمنية التي تؤدي فيها مسقط دوراً محورياً في المحادثات مع الحوثيين.

وبحسب ما أعلنه ديوان البلاط السلطاني، الأربعاء 24 مايو الجاري، فالزيارة تأتي "تعزيزاً لروابط الصداقة بين البلدين، وتوطيداً للعلاقات المُثمرة وحسن الجوار بينهما، وتلبيةً لدعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي".

وستشمل الزيارة بحث "مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون القائمة بين البلدين".

وسبق الزيارة نجاح وساطة عُمانية، الجمعة 26 مايو الجاري، في إبرام صفقة لتبادل الرعايا المتحفظ عليهم بين إيران وبلجيكا، حيث نقل المفرج عنهم من طهران وبروكسل إلى مسقط، تمهيداً لعودتهم إلى بلديهم.

مركز التسويات

وتنظر إيران إلى سلطنة عُمان على أنها مركز المحادثات والتسويات في المنطقة؛ بسبب دورها القوي في الوساطة وإنهاء عديد من الملفات العالقة والأزمات السياسية.

وسبق أن قال وزير خارجية إيران خلال زيارته لمسقط، في ديسمبر الماضي: "إن السلطنة هي مركز الحوار الإقليمي حول مختلف القضايا سواء في ما يتعلق بإيران أو الأزمات الإقليمية، وإن المسؤولين العمانيين أدوا دائماً دوراً خيراً".

وأكد الوزير الإيراني أن مسقط أدت دوراً إيجابياً في المفاوضات الدائرة بين الحوثيين اليمنيين (المدعومين من طهران)، ودول التحالف الداعم للحكومة اليمنية بقيادة السعودية، وذلك قبل أن يلتقي وفد المليشيا المفاوض في السلطنة.

وحول الزيارة المرتقبة لسلطان عُمان إلى إيران أكد عبد اللهيان أن "علاقات بلاده مع مسقط ستعزز خلال زيارة السلطان إلى طهران".

الرئيس الإيراني سبق أيضاً أن زار سلطنة عمان، في مايو 2022، بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، الذي تمتلك بلاده علاقات مستقرة مع طهران.

وخلال الزيارة أكد رئيسي أن زيارته إلى مسقط تعد نقطة تحول للرقي بالتعاون بين البلدين: وقال أيضاً: "إن سلطنة عُمان وإيران تتمتعان بثقة متينة وتجربة فريدة كانت سبباً لتطور العلاقات بينهما، وللتعاون الثنائي في عدد من القضايا الإقليمية والدولية".

وخلال تلك الزيارة وقعت 8 مذكرات تفاهم، و4 برامج تعاون بين البلدين، في مجالات مختلفة أبرزها النفط والغاز.

الملفات الاقتصادية

يؤكد الكاتب والمحلل العُماني سعيد المحروقي أن أبرز الملفات التي ستناقش خلال زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى طهران القضايا الاقتصادية، وتناول ربط قطار من إيران إلى عُمان ثم السعودية والإمارات.

ويوضح المحروقي في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن "الزيارة ستشهد أيضاً النقاش حول مشروع الغاز والنفط بالمناطق المشتركة بين السلطنة وإيران، إضافة إلى تشجيع السياحة والاستثمار بالدقم".

ويقول المحروقي: "السلطنة تسعى جاهدة لتكون مخزون الأمن الغذائي من الحبوب بدلاً من أوروبا، لذلك تريد التنسيق بين دول الخليج وإيران والمنطقة".

ويبين أن "سلطنة عُمان نجحت في حل خلافات كبيرة بمنطقة الخليج من خلال سياستها، وبحكم علاقاتها بإيران والولايات المتحدة، وتقبل السعودية بأن يكون لها دور في حلحلة بعض المشاكل".

ويلفت إلى أن "سلطان عُمان من خلال زياراته الخارجية يعمل على تعزيز علاقات بلاده بدول العالم والمساعدة في حلحلة الخلافات بين الدول، وبنفس الوقت يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية لبلاده مع الدول المجاورة".

كما أشار في نفس الوقت إلى أن "انعكاس زيارة السلطان إلى إيران ستظهر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة مع وجود تكتلات اقتصادية بين البلدين".

أجندة وملفات

وأدت مسقط ر دوراً كبيراً في تمهيد الطريق أمام المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة عام 2015.

كما تعد عُمان الدولة الخليجية الأكثر تقارباً مع إيران، إذ شهدت علاقات البلدين تحولاً كبيراً في التعاون السياسي بعد تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد زمام الحكم، مطلع سبعينيات القرن الماضي.

ونجحت السلطنة في توظيف علاقاتها مع إيران في تحقيق دور الوسيط حول عديد من القضايا، أبرزها الملف النووي وخلاف طهران مع الولايات المتحدة ودول غربية.

وسبق أن ساعدت سلطنة عُمان في جهود وساطة خلال محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، في عام 2013، أدت إلى الاتفاق النووي التاريخي الذي وقع بعد ذلك بعامين.

لكن وخلال زيارة سلطان عمان لمسقط المرتقبة يرى المحروقي أن "الملف النووي الإيراني لن يتطرق له السلطان بشكل كبير، ولن يكون محوراً أساسياً لزيارته"، موضحاً أن "وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي هو من يديره".

بدوره يشير الدبلوماسي الإيراني السابق أمير الموسوي إلى أن "زيارة سلطان عُمان إلى إيران تأتي كذلك بعد زيارته لمصر، ما يدل على أن هناك أخباراً مهمة من زيارته لإيران وللمنطقة أيضاً".

ويقول الموسوي في حديثه لموقع "أثير" العُماني: إن "سلطان عُمان يحمل في زيارته ثلاثة ملفات مهمة وحساسة وأساسية؛ الأول يخص العلاقات الثنائية والتاريخية بين البلدين، والثاني حول القضايا الإقليمية، خصوصاً ما يتعلق بجهود مسقط في تحقيق النجاحات بشأن تقريب وجهات النظر وإعادة العلاقات بين طهران والرياض".

أما الملف الثالث -وفق موسوي- فيأتي ضمن الجهود المبذولة لإعادة العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين إيران ومصر، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

ويوضح أن "القيادة العُمانية لديها رسائل إلى طهران من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأخرى، حول إمكانية عودة التفاوض بين مجموعة 5 + 1 وإيران".