وكالات-
استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي يزور الرياض، في أول زيارة لمسؤول في منصبه منذ 10 سنوات، وسط تأكيدات سعودية بتطلع المملكة إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وعقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعا ثنائيا مغلقا، قبل أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشارما، أكدا فيه استمرار الخطوات التنفيذية لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي "تسير في الاتجاه الصحيح".
واعتبر وزير الخارجية السعودي، أن الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة الصينية بكين، في مارس/آذار الماضي، يعد "محطة مفصلية في تاريخ البلدين ومسار الأمن الإقليمي".
وقال الأمير بن فرحان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني عبد اللهيان، إن السعودية تأمل في زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى المملكة.
وأكد وزير الخارجية السعودي، أن اللقاء يأتي "تأكيداً على الرغبة الصادقة وجدية الطرفين في تنفيذ بنود الاتفاق التي تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، من خلال تعزيز الثقة المتبادلة لتوسيع نطاق التعاون تعزيز الاستقرار الإقليمي".
وأضاف أن سفيري البلدين سيتوليان منصبيهما في السفارتين بعد إعادة فتحهما بفضل إنهاء الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في مارس واستئناف العلاقات.
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، نجاح المحادثات مع نظيره السعودي، خلال زيارته النادرة إلى المملكة.
ووصف عبداللهيان، المباحثات مع نظيره السعودي بـ"المثمرة والهامة"، معتبراً أن السعودية وإيران "بلدان مهمان في منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي".
وأشار إلى أن علاقات البلدين "تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدماً"، لافتاً إلى أن "البلدين عازمان على تعزيز وتوسيع التعاون في كافة المجالات".
وأعرب الوزير الإيراني، عن أمله في "إضفاء الطابع العملي على الاتفاقيات بين البلدين، في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة وغيرها".
ولفت عبداللهيان إلى أن البلدين يعملان على "الوثائق والاتفاقيات الأساسية التي تمهد الأرضية من أجل توسيع وتعزيز التعاون بين البلدين، وتسمية لجان فنية وتخصصية مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين".
وجدد وزير خارجية إيران، خلال المؤتمر الصحفي في الرياض، اقتراحه إجراء "حوار إقليمي" مع دول الجوار في الخليج العربي، لافتاً إلى أن "إمكانية العمل في المواضيع الفورية والعاجلة في مجالات البيئة والإغاثة".
وأضاف: "تطرقنا إلى التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف تجارياً فيما بين حكومتي البلدين، أو فيما بين القطاع الخاص".
وشدد على أن "فكرة تحقيق الأمن في المنطقة لا يمكن تجزئتها"، معتبراً أن "جميع الفاعلين الإقليميين بإمكانهم لعب دور في هذا المجال"، مؤكدا أن الجانبين "ركزا على القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الرئيسية للعالم الإسلامي".
وأعرب الوزير الإيراني، عن شكره للمملكة على استقبالها للحجاج الإيرانيين وتعاونها مع المعتمرين والذي "سيتم المستقبل القريب"، معلناً "قبول" الرئيس الإيراني الدعوة السعودية للزيارة في "الوقت المناسب".
واعتبر عبداللهيان، أن "المحادثات وتبادل الوفود الذي سيتم بين البلدين خلال الفترة المقبلة تشكل أرضية من أجل التوصل إلى إنجازات في لقاء قادة البلدين".
وأعلن دعم بلاده لاستضافة الرياض لمعرض "إكسبو 2030"، موضحاً أن "البلدين اتفقا على إجراء مباريات ودية بين الفرق الإيرانية والسعودية".
وكان عبداللهيان، وصل إلى الرياض، وصل في وقت سابق، الخميس، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات.
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر صالحي، آخر من زار السعودية في في مايو/أيار 2013، حيث شارك في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مدينة جدة.
وقال مسؤولون إيرانيون، إن الزيارة تهدف إلى إجراء المزيد من المباحثات بين البلدين، ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد 7 سنوات من قطيعة أعقبت اقتحام السفارة السعودية في طهران.
وحسب تصريحات السفير الإيراني علي عنياتي، المعين حديثاً لدى السعودية، تسعى طهران إلى "ترسيخ عنصر الاقتصاد في العلاقات الثنائية"، إذ تأمل في رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستويات تفوق ما هي عليه.
ويُعد هذا اللقاء الرابع بين وزيري خارجية البلدين منذ اتفاق استئناف العلاقات والذي تم توقيعه في مارس الماضي في الصين، وتوالت الاجتماعات، واللقاءات الثنائية بين المسؤولين السعوديين، ونظرائهم الإيرانيين، ما سمح بدفعات جديدة في سبيل تنفيذ بنود "اتفاق بكين".
وقطعت المملكة، ذات الغالبية السنية، علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية، ذات الغالبية الشيعية، عام 2016 بعد هجوم شنه متظاهرون إيرانيون على كل من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكن البلدين اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تم التوصل إليه بوساطة صينية في العاشر من مارس/آذار الماضي.