كمال صالح - الخليج أونلاين-
تزداد المخاوف الإقليمية من احتمال اتساع رقعة الصراع، على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، وترقّب الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.
وفي خضم هذا التوتر الإقليمي المتزايد، تبدو الكويت البلدَ الخليجيَّ الأكثر قرباً من دائرة النار، فلديها حدود بحرية مشتركة مع إيران، وتضم قواعد وقوات أمريكية منذ عام 1991.
وتحسباً لأي تصعيد متوقع كثفت وزارة الدفاع وقيادة الجيش الكويتي تحركاتهما؛ لرفع الجاهزية، والاستعداد لمواجهة أي طارئ، كما شددتا على أنهما لن يسمحا باستخدام الأراضي الكويتية لاستهداف أي دولة.
رفع الجاهزية
وخلال الأيام الماضية، كثف رئيس الأركان الكويتي الفريق الركن طيار بندر المزين، جولاته التفقدية لمختلف قطاعات القوات المسلحة، مؤكداً رفع حالة التأهل والاستعداد، والبقاء على قيد اليقظة الدائمة؛ تحسباً لأي طارئ.
والسبت (10 أغسطس)، تفقد المزين قاعدة محمد الأحمد البحرية، ولواء صالح المحمد الآلي/94، بعد أن تفقد أيضاً يوم (3 أغسطس) مواقع تابعة لسلاح الدفاع الجوي.
وشدد المزين خلال جولاته التفقدية، على ضرورة المحافظة على أعلى درجات الاستعداد واليقظة، ومواصلة العمل الجاد؛ للحفاظ على أمن البلاد وسلامتها.
كما أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع ووزير الداخلية فهد يوسف (الأربعاء 7 أغسطس)، خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش، أن "تطورات الأوضاع الإقليمية تتطلب مزيداً من اليقظة والجاهزية والاستعداد في صفوف القوات المسلحة الكويتية".
كما ناقش مجلس الوزراء الكويتي (الثلاثاء 6 أغسطس)، التدابير والاستعدادات لكل الاحتمالات على الصعيدين العسكري والأمني؛ تحسباً للتطورات الإقليمية، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وجرى خلال الاجتماع الاطلاع على استعدادات الجهات الحكومية المعنية في مجال التدابير الاحترازية، وكل ما يتصل بتأمين الخدمات الأساسية، وتوفير جميع الاحتياجات والمواد، وتسهيل سير الأعمال والخدمات، والحفاظ على مصالح المواطنين والمقيمين.
تحذير وتعهد
وتنبع استعدادات الكويت لمواجهة تداعيات التصعيد في المنطقة، من عدة أمور، أبرزها قربها من إيران، التي تعتبر طرفاً رئيسياً في أي تصعيد عسكري محتمل مع "إسرائيل"، وضمها 4 قواعد عسكرية أمريكية يعمل بها قرابة 13 ألف جندي بحسب بيانات الخارجية الأمريكية عام 2021، وهي:
قاعدة عريفجان، وتعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت.
قاعدة علي السالم الجوية، وتضم فرقة من القوة الجوية الأمريكية 386.
قاعدة معسكر الدوحة، وهي مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي الكويتي.
قاعدة بيورينغ، وبها رادارات متطورة لمراقبة حركة وهبوط الطائرات.
وإزاء ذلك نفى المتحدث باسم الجيش الكويتي العقيد الركن حمد الصقر (1 أغسطس)، صحة المزاعم باستخدام أراضي دولة الكويت وقواعدها منطلقاً لاستهداف دول الجوار.
كما أكد فيه أن بلاده "لم ولن تسمح باستخدام أو اختراق أجوائها، أو أن تكون أراضيها منطلقاً للاعتداء على أيٍّ من الدول الشقيقة والصديقة".
وتكتسب العلاقات الكويتية الإيرانية أهمية خاصة؛ نظراً إلى كونهما يشتركان في الحدود البحرية، وخلال الأشهر الماضية زادت وتيرة التنسيق والتواصل بين مسؤولي البلدين.
ومع تولي الرئيس الجديد لإيران مسعود بزشكيان، مهامه أواخر يوليو الماضي، أكد سفير طهران لدى الكويت محمد توتونجي، في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، أن "القيادة الإيرانية الجديدة ستواصل العمل مع الكويت، وستستمر في النهج المبنيّ على حسن الجوار، بهدف إنشاء منطقة قوية".
موقف متوازن
ونظراً إلى هذه التعقيدات الجيوسياسية والعلاقات المتشابكة مع الفرقاء الإقليميين والدوليين، تعتمد الكويت سياسة متوازنة؛ للحفاظ على تلك العلاقات وتجنيب أراضيها أي مخاطر، فضلاً عن التزامها بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية.
وعن هذا يقول النائب الكويتي السابق ناصر الدويلة، في تصريح لـ"الخليج أونلاين": إن "موقف الكويت من العدو الصهيوني ثابت، وهي لا تزال في حالة حرب مع العصابات الصهيونية"، في إشارة إلى المرسوم الأميري الصادر عام 1967 في هذا السياق، مضيفاً:
سياسة الكويت تجاه أشقائها وجيرانها ثابتة، وقائمة على احترام سيادة الجميع والتعاون البناء مع الجميع.
علاقة الكويت بطهران علاقة إيجابية رغم وجود بعض الاختلافات، في مسائل الجرف القاري والتدخل الإيراني في شؤون بعض الدول الشقيقة.
لن تسمح الكويت أبداً بأن تكون أراضيها مجالاً لأي تهديد لجيرانها، وجميع الأشقاء والأصدقاء والجيران يعرفون ذلك جيداً ويقدرونه للكويت.
أعتقد أن الأمريكان يحافظون ويقدرون رغبة الكويت القوية، في عدم التدخل بأي نزاع يقع بين أمريكا وأي دولة في الإقليم، وعليهم أن يفهموا أن الكويت ترفض رفضاً باتاً استخدام أراضيها ضد الأشقاء أو الجيران أو الأصدقاء.
قدرات الجيش الكويتي
وعند الحديث عن التهديدات العسكرية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، لا بد من الإشارة إلى قدرات الجيش الكويتي، الذي يحتل المركز الـ77 عالمياً، والـ11 عربياً وفقاً لإحصائيات موقع "غلوبال فاير باور" المنشورة في أبريل الماضي.
كما تبلغ القوة البشرية للجيش الكويتي قرابة 39 ألفاً و500 فرد، منهم 15 ألفاً و500 نشطين، وقرابة 24 ألف قوة احتياط.
كما يمتلك أيضاً مجموعة من الآليات الحربية البرية والبحرية والجوية أمريكية الصنع، منها عتاد القوة البرية: 180 دبابة "M-84"، و218 دبابة "أبرامز"، و254 مدرعة "ديزرت واريور"، و120 مدرعة "بي إم بي-3"، و76 مدرعة "بي إم بي-2".
ولدى الكويت قوة بحرية تتكون من 10 زوارق صواريخ، ومجموعة من زوارق الدورية، إضافة إلى قوة جوية تشمل 63 طائرة حربية مقاتلة، و26 طائرة تدريب، و3 طائرات نقل، و16 مروحية هجومية، و13 مروحية دعم جوي، و4 مروحيات إنقاذ، و11 مروحية متعددة المهام، ومجموعة من أنظمة الدفاع الجوي، وعدداً من طائرات "بيرقدار TB2" المسيرة.