الراي الكويتية-
قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن بلاده لم تنتقم من الدول التي دعمت صدام حسين في حربه ضد إيران، بل بالعكس دعمت الكویت خلال غزو صدام لها.
وفي رده على سؤال لـ «الراي» عن سبب عدم قيامه بجهود لترطيب العلاقات بين الرياض وطهران والعمل على إنهاء الأزمة الراهنة بين البلدين بوصفه شخصية توافقية ولها ثقلها المحلي والإقليمي أجاب لاريجاني: «خلال فترة حكم العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، كانت لدینا علاقات قریبة مع السعودیة، ونحن حريصون على افضل العلاقات مع الاصدقاء في المملكة لكن الظروف الحالیة تغیرت، فبعض الممارسات السعودیة نراها نحن خاطئة ولیس بإمكاننا دعم العمل الخاطئ».
وردا على سؤال آخر لـ «الراي» بشأن الأسباب التي تدعو إيران إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى ما يكلفها أموالاً طائلة، في حين أنه الأحرى بها أن تصرف هذه الأموال على تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإيراني، أوضح لاريجاني أن «دعم إیران للعراق وسوریة وأفغانستان وسائر الدول يأتي في مسار مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار المستدیم وصون وحدة الأراضي وسیادة الدول، وهي ترى بأن طریق الحل للكثیر من مشاكل المنطقة مثل سوریة والبحرين، هو الحوار الداخلي وأن تدخلات الدول الأخری في شؤونها الداخلیة لا تساعدها، وأن طهران تؤمن بأن أمن المنطقة إنما یتم توفیره عبر التعاون والصداقة بین دول المنطقة من دون تدخلات القوی الغربیة التي تسعی وراء مصالحها».
وتابع: «نحن باعتبارنا دولة مسلمة نشعر بالمسؤولية حيال سائر الشعوب المسلمة، وإن الدين الإسلامي يحتم علينا تقديم الدعم لإخواننا المسلمين. أما بالنسبة للأوضاع الاقتصادية في إيران، فإنها رغم العقوبات التي فرضت على بلادنا، أفضل من الكثير من الدول، ومن المؤكد أن الظروف الاقتصادية والمعيشية للشعب الإيراني ستزداد تحسناً بعد تنفيذ الاتفاق النووي».
ورداً على أسئلة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني: «خلال حرب صدام مع إيران، حرّضوا العراق ووقفت الدول العربیة ماعدا سوریة وبعض الدول الأخری إلی جانب صدام»، مضيفا: «بعد الحرب نحن لم ننتقم من أحد، فحتی خلال غزو صدام للكویت نحن دعمنا الكویت»، وشدّد علی أن «إیران تشعر بالقلق تجاه الخلافات في العالم الإسلامي، فالخلافات بین الشیعة والسنة هي أمر مفروض من الخارج، ونحن نعرف الذین أشعلوا نار الفتنة بین المسلمین». وقال: «كتابنا واحد، وقبلتنا واحدة ونبینا واحد، وصلاتنا واحدة، وحتی في الأحكام الدینیة توجد لدینا اشتراكات كثیرة».
وأشار لاریجاني إلی «ما قالته رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنازير بوتو قبل سنوات، عن أن من أسس طالبان هما بریطانیا وأمیركا، وتم دعمهم بالمال السعودي والإماراتي»، مضيفاً: «الآن لدی داعش ما قیمته 30 ملیار دولار من الأسلحة. فهل هي أتت من المریخ؟ من الواضح جداً من الذي یدعم داعش ومن هي الدول التي تشتري النفط من داعش».
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران تتجه إلى نظام الحزبين، قال المسؤول الإيراني: «لا یوجد في إیران حزبان بل هناك 200 حزب وتوجد أحزاب متنوعة وهي تعمل في مجلس الشوری الإسلامي. ولیس لدی هؤلاء مشكلة في المشاركة في الانتخابات ویمكن لجمیع الأحزاب الدخول في الانتخابات وسیتم تعزیز ذلك في المستقبل».