الخليج اونلاين-
كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، أن سفيراً سعودياً جديداً سيتسلم مهامه قريباً في العاصمة الإيرانية، وذلك في مؤتمر صحفي له الاثنين.
وقال أنصاري: "إن السفير السعودي الجديد هو علي حسن جعفر"، مؤكداً أنه سيباشر عمله قريباً في طهران، وفق ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء، مشيراً إلى أن "جهوداً دبلوماسية" تبذل لتسهيل "حوار مباشر" بين إيران والسعودية اللتين تختلفان حول القضايا الإقليمية.
وقال أنصاري، في لقائه الأسبوعي مع الصحفيين: إن "جهوداً دبلوماسية جارية بين إيران والسعودية لإعداد الأرضية لحوار مباشر من أجل تسوية الخلافات والقضايا الإقليمية".
وفي السياق، استطلع "الخليج أونلاين" رأي المحللين والمتخصصين حول إمكانية حدوث تقارب سعودي إيراني وطي خلافات الماضي في ظل تدهور أمني بالمنطقة، وتدخلات أجنبية عسكرية باتت تفرض رأيها في العديد من المناطق الساخنة.
من جانبه، قال الدكتور محجوب الزويري، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر والخبير في الشأن الإيراني، إنه خلال الأسابيع الماضية كانت هناك أحاديث بوجود محادثات خلف أبواب مغلقة تجري عبر مستويات معينة عالية حول تخفيف الحرب الكلامية بين طهران والرياض، وتخفيف الحرب الكلامية لمحاولة تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين، والذي يأتي في سياق حلحلة الملفات اليمنية والسورية، ومحاولة التوصل إلى نوع من التسويات المعينة فيما يتعلق بالوضع في سوريا والوضع في اليمن.
وأضاف الزويري، في تصريح خاص لـ "الخليج أونلاين"، أن هناك متغيرين حصلا في الماضي، المتغير الأول يتعلق بكون السعودية وإيران لا يرغبان في التدخل الروسي إلى سوريا، فهو تدخل غير مقبول، فبرغم انبساط إيران للتدخل الروسي ظاهراً، فعملياً هناك موقف إيراني آخر مرتبط بالحرس الثوري غير راض بالانضواء تحت المظلة الروسية في سوريا، آخذين بعين الاعتبار أن روسيا ترغب في عدم منح إيران أية مكاسب في سوريا كما كان يعتقد، كما أن الجزء العسكري الروسي في سوريا مدفوع مالياً من قبل إيران والعراق، ومن ثم فهم لا يرغبون في إهداء نصر مزيف إلى روسيا.
وبناءً عليه، فإن الموقف الإيراني الأخير فرض عليهم التقارب مع السعودية إلى حد كبير، بصفتهما اللاعبين الرئيسيين في الملف السوري والمنطقة، بالإضافة لكونهما منتجين مهمين للبترول، ومن ثم فقد يكون هناك أمور مشتركة بينهما.
وأشار الزويري إلى أن المتغير الثاني مرتبط بالوصول لتسويات سياسية فيما يتعلق بالملف اللبناني، وقد يكون هناك نوع من المساومات، بحيث تأخذ إحدى الدولتين امتيازاً في مكان، مقابل التنازل عن امتيازات أخرى بمكان آخر.
وفي المقابل، استبعد قاسم دراني، المتخصص في الشؤون الإيرانية، مدير عام قناة البيان الفارسية في لندن، أن يكون هناك محاولات إيرانية لإحداث تقارب مع السعودية، مؤكداً أن إيران لن تتنازل عن الملفات الساخنة في المنطقة، مشيراً إلى أن إيران لن تتنازل عن دعم الشيعة في البحرين، ودورها الظاهر أو الخفي في اليمن، ولن تتراجع عن دعم الأسد في سوريا، مستبعداً في الوقت ذاته حرص إيران على تخفيف اللهجة الإعلامية تجاه السعودية، لأنه "إعلام متآمر يأتمر بأمر البيت وبيت المرشد".
- السعودية لم تؤكد
وحول إرسال السعودية سفيراً إلى طهران، أضاف الزويري أن هذا دليل على أن البلدين لا يرغبان في توتير أكثر في العلاقة على مستوى دائرة صنع القرار، مؤكداً أن الأعراف الدبلوماسية الدولية تقتضي حين انتهاء مهمة سفير في بلد ما، أن تتقدم الدولة بطلب لإلحاق سفير آخر في الدولة المستضيفة، ومن ثم اعتماده، فلا تحتاج إلى الإعلان عن ذلك، وعليه؛ فقد جاء الإعلان الإيراني عن بدء السفير السعودي مهامه قريباً في إيران أمراً طبيعياً من قبل إيران، ولا تحتاج السعودية إلى إعلان ذلك.
ولفت الزويري الانتباه، في تصريحه لـ "الخليج أونلاين"، إلى تخفيف إيران لحدة تصريحاتها بشأن السعودية خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكداً أنه اعتاد سماع تصريحات من مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية بوزارة الخارجية أمير عبد اللهيان ضد السعودية، فيأتي الرد من قبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وغير ذلك من التصريحات الأخرى.
- اللاعب الوسيط بينهما
وأشار الزويري إلى وجود قنوات تواصل بين الطرفين، مؤكداً أنه لم تغلق القنوات، معتقداً بوجود وساطة أيضاً، حيث أشار إلى وجود أشخاص في كلتا الحكومتين بينهما اتصال مستمر، من بينهم أعضاء تابعون لتيار رفسنجاني، ولم يختف هذا التيار من المشهد السياسي إلى اليوم، ومن ثم قد يكون مرشحاً للقيام بدور الوسيط.
من جانبه، أشار دراني، في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، إلى وجود تضارب في الآراء بشأن الوساطة، مشيراً إلى أن البعض رجحوا وساطة جزائرية، حيث أكدوا تحدث الرئيس الجزائري بوتفليقة مع نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانكيري والمبعوث الخاص للملك سلمان، بالإضافة إلى أن السفير السعودي علي حسن جعفر هو من المدافعين عن التقارب الإيراني والسعودي.
وأشار دراني أيضاً إلى أن هناك رأياً أشار إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره السعودي عادل الجبير في مؤتمر جنيف2، في محاولة لكسر حالة الجمود وتخفيف لهجة التصعيد بينهما.
واختتم الزويري حديثه لـ"الخليج أونلاين"، بأن إيران حريصة تماماً على ألا تصل حدة الخصومة مع السعودية إلى المواجهة المباشرة؛ لاعتبارات كثيرة.