علاقات » ايراني

في ظل الأزمة.. هل يقدم أوباما نفسه وسيطاً بين إيران والخليج؟

في 2016/01/06

خالد عمر- الخليج اونلاين-

بدأت السعودية وإيران العام 2016 بأزمة دبلوماسية هي الأضخم، بعد أن انضمت إليها دول عربية وخليجية أخرى، لتضع دول العالم أمام تحدي تجنب خطر تحول الصراع إلى سني شيعي على نطاق أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

وقطعت السعودية وحلفاؤها العلاقات مع طهران أو خفضت من مستواها، في أعقاب إحراق سفارة المملكة وإحدى قنصلياتها في إيران، رداً على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، في حين اكتفت واشنطن بالدعوة إلى احتواء الأزمة وضبط النفس.

ويكمن الخطر الأكبر في أن تزيد إيران من قيادتها للكتلة الشيعية في منطقة الشرق الأوسط ضد السنة الذين تواصل اضطهادهم داخل حدودها، وتبلغ نسبتهم ما بين 20 إلى 30% من عدد السكان فيها، في وقت تزج بهم في السجون، وتمنعهم من أداء شعائرهم الدينية، إذ هدمت السلطات الإيرانية المسجد الوحيد الخاص بالسنة في طهران في شهر يوليو/تموز الماضي، بذريعة أنه يعمل بشكل غير قانوني.

- الاتفاق النووي

ورغم الخطوات الخليجية في إيصال العلاقات إلى هذا المستوى من التدهور، إلا أن اللاعب الأمريكي ما يزال يحظى ببعض الطمأنينة تجاه إيران، بالنظر إلى نجاح الاتفاق النووي "التاريخي" العام الماضي بين الدول الكبرى وطهران.

لكنّ السعوديين لا يخفون قلقهم من هذا الاتفاق منذ توقيعه؛ ما دفعهم إلى التغريد خارج سرب واشنطن في بعض الأحيان، إذ تعاظمت فجوة عدم الثقة بين الجانبين على خلفية الاتفاق، وسياسة المماطلة الأمريكية تجاه عدد من الملفات الإقليمية "المؤرقة" وأهمها الأزمة السورية. وكان لافتاً أن نفت واشنطن مؤخراً أن تكون السعودية قد أخطرتها مسبقاً بتأسيس الحلف الإسلامي العسكري، راغبة بمعرفة المزيد عنه.

واجتهدت المملكة في جمع فصائل المعارضة السورية نهاية العام 2015 في الرياض، وشكلت لجنة للتفاوض مع نظام بشار الأسد، لكن الأخير رفض ذلك مدعوماً بالجبروت الروسي والتعنت الإيراني، في حين لم تُحرك أمريكا وأوروبا ساكناً أو تنفذ خطوات عملية من أجل إنهاء الأزمة.

- آمال خافتة

وتقول وكالة بلومبرغ للأخبار الاقتصادية: "البيت الأبيض قد يضع بعض الجزرات في الدواليب السعودية، لكنه سيكون من الخطأ التهديد بقطع الاتفاقات المقررة لبيع الأسلحة. وقد تزيد العقود المستقبلية العسكرية أطماع السعوديين بالنظر إلى وجود قنابل دقيقة التوجيه وأنظمة للدفاع الجوي وطائرات هليكوبتر هجومية".

لكن تحقيق تلك الاتفاقيات يتوقف على تخفيف السعودية حدة التوتر في المنطقة، كما تقول بلومبرغ، متابعة: "ينبغي أيضاً أن تتشجع أمريكا وتتعهد بتوفير التكنولوجيا وإنشاء نظام صاروخي مشترك بين دول الخليج لردع إيران".

وعندما تعاظمت قوة تنظيم "الدولة" في 2014 في الرقة السورية والموصل العراقية وسرت الليبية، وازدادت هجماته في عدد من دول العالم، حشدت الدول الفاعلة والمؤثرة إقليمياً وعالمياً جهودها نحو أولوية محاربة التنظيم، لكن الأمل يبدو خافتاً الآن، في وقت أصبحت الأولوية الأكثر إلحاحاً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، تتجه نحو التركيز على إبقاء الأمور دون التفاقم.

وصادف الرابع عشر من فبراير/ شباط 2015 ذكرى مرور سبعين عاماً على بدء التحالف الأمريكي مع السعودية. ففي التاريخ ذاته من عام 1945، اجتمع الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في مصر، وبنيا معاً شراكة استمرت على الرغم من التشنّجات الشديدة التي كانت تظهر من حين لآخر خلال الأعوام السبعين الماضية. ويُتوقَّع أن تواجه هذه العلاقة مزيداً من المطبّات في المستقبل.

- قراءة سريعة

وإذا أردنا قراءة الموقف الأمريكي ممّا يجري بين الخليج وإيران بشكل أكثر وضوحاً، فإن ما صرح به الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تجاه الأزمة منتصف العام الماضي في مقابلة مع الصحفي توماس فريدمان، قد يفي بالغرض.

فقد طالب أوباما وقتها العرب بالتدخل في سوريا، وقال: "أمريكا تعطي ضوءاً أخضر للعرب للتدخل عسكرياً في سوريا". في حين دافع عن الاتفاق النووي قائلاً: "طهران ليست بحاجة للنووي لتكون قوة إقليمية. خامنئي صعب، لكن إيران لا تشكل الخطر الأكبر".

وتوقع أوباما "حواراً صعباً" مع قادة الخليج، وقال: "السخط داخل بلادكم أشد خطراً من إيران. ليواجه العرب تحدياتهم الداخلية"، واستدرك: "أعد الخليج بدعم قوي ضد الأعداء الخارجيين" دون أن يحددهم.

كما ألمح إلى إيران عندما قال: "العرب السنة يتعرضون لتهديدات خارجية".

وعقب المقابلة قال الصحفي فريدمان إن: "أوباما يقدم نفسه وسيطاً بين العرب وإيران".