الحياة السعودية-
تصدَّر خبر إعلان السعودية منح السفير الإيراني مهلة 48 ساعة تنتهي مساء اليوم (الثلثاء) لمغادرة البلاد، عناوين المشهد الإعلامي الدولي، الذي أفرد له مساحات كبيرة على شاشاته وصُحفه، مرتكزاً على أربعة تساؤلات رئيسة هي: مستقبل العلاقات السعودية - الإيرانية، وتأثير التطورات على أسعار النفط، والإعلان الروسي عن التدخل والوساطة بين الرياض وطهران ومتابعة مواقف الدول الكبرى، إضافة إلى قراءة متأنية في الموقف السعودي. وطرحت قناة «سي إن إن» الأميركية أسئلة عدة في سياق تغطيتها للأزمة تناولت فيها تاريخ توتر العلاقة بين البلدين. ونقلت المحررة في القناة كاثرين شويتشت عن محللين تخوفهم من تطور الأحداث بين الرياض وطهران وخروجها عن نطاق السيطرة. وأوضح كل من رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الحديث في لندن «سكول أوف إيكونمكس» فواز جرجس، ومحلل القناة للشؤون العسكرية اللواء المتقاعد مارك هيرتلنغ، أن «التصعيد الدبلوماسي يتطور سريعاً، لكنّ الأمر يحتاج إلى متابعة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة».
ونقلت القناة عن كبير محلليها للشؤون الدولية بوبي غوش قوله: «إن السعودية نزعت قفازها بقرار قطع العلاقات»، مشيراً إلى أن «هذه التطورات سيكون لها تأثيرها على التحركات الدبلوماسية للحل في سورية واليمن». وفي وكالة رويترز تصدَّر خبر مداولات وزير الخارجية النمسوي سيبيستيان كغتز، وكل من وزير خارجية المملكة عادل الجبير، وإيران محمد جواد ظريف، أهم الأخبار الدولية، ناقلةً عن كغتز قوله إن «الوزيرين السعودي والإيراني أكدا أن الجانبين ليس لديهما الرغبة في زيادة حدة التوتر والتصعيد أكثر بين البلدين، وأنه طلب في حديثه إلى الوزيرين عدم تصعيد المواقف، كما دعاهما إلى الحوار».
وأبرزت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في عددها الصادر أمس، تأكيد محللين سعوديين أن «تنفيذ حكم القتل في 47 مداناً في قضايا إرهاب، والذي تنسب إليه التطورات الحاصلة أخيراً، لم يكن مخططاً له أن يكون ذا بعد سياسي». فيما نقل موقع هيفنغتون بوست رصد المؤرخ والمحلل السياسي والعسكري جوزيف ميكاليف، التحركات السعودية الأخيرة بشكلٍ موسع، مؤكداً أن «إعلان السعودية عن التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة التطرف والإرهاب هو موقف كبير». وتناول ميكاليف «المواقف السعودية السياسية والعسكرية منذ إعلان العمليات العسكرية في عاصفة الحزم ضد مجموعة الحوثي والمجموعات الخارجة على الشرعية في اليمن»، واصفاً «السياسة السعودية الجديدة بأنها تتعامل وفق المتغيرات الداخلية والإقليمية بحضورٍ وحزمٍ أكبر، وخصوصاً أن مجموع تحركاتها الأخيرة يؤكد قدرتها على التحرك في قيادة المنطقة».