الراي الكويتية-
كانت الكويت أمس محور تحرك إقليمي يمهد لحل الأزمة بين السعودية وإيران، حيث شهدت اجتماعات ثنائية كويتية - إيرانية، وكويتية - عراقية بحثت سبل تقريب وجهات النظر ديبلوماسياً والعمل على تخفيف حدة التوتر الحاصل وعدم جر المنطقة نحو التصعيد.
وبعد زيارة سريعة ومفاجئة لوكيل وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وصل مساء أمس وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قادماً من جولة شملت مسقط وطهران، حيث كان أعلن عن اتصال العراق بأكثر من 5 دول عربية للتدخل وحل المسألة بشكل ديبلوماسي وسلمي.
ومن جهته ،جدد الشيخ صباح الخالد لدى لقائه سرمدي موقف الكويت الرافض لانتهاك حرمة سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، محمّلاً إيران مسؤولية تخفيف حدة التوتر وعدم التصعيد.
وعبر الخالد عن «استنكار الكويت لهذا الاعتداء، والتأكيد على مخالفته الصارخة لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963»، موضحاً أن «استدعاء سفير الكويت من طهران، يأتي في هذا الإطار»، مجدداً «التأكيد على موقف الكويت المتضامن مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
وحمّل الشيخ صباح الخالد إيران «مسؤولية تخفيف حدة التوتر وعدم التصعيد، وحماية البعثات الديبلوماسية وسلامة موظفيها بصورة كاملة، بموجب الاتفاقيات المنظمة للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية، والتي أساسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو مبدأ يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة ويسهم في تعزيز مساعي بناء الثقة بين الدول».
من جهته، أكد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن حرباً بين السعودية وإيران ستكون بداية كارثة ولذلك فإن الرياض لن تسمح بها.
ونقلت مجلة «إيكونوميست» عن الأمير محمد قوله في مقابلة معها إن الحرب «هي أمر لا نتوقعه على الإطلاق، وأي شخص يدفع باتجاهها هو ليس في عقله».
وأعرب عن قلق الرياض مما تراه اعتماد واشنطن دوراً أقل انخراطاً في الشرق الأوسط، مضيفاً أن «على الولايات المتحدة أن تدرك أنها الرقم واحد في العالم ويجب أن تتصرف على هذا الأساس».
كما أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تأييد الاتحاد ومساندته للمملكة العربية السعودية ووقوفه إلى جانبها في كل ما تواجهه من تحديات .
وقال الغانم في تصريحات صحافية عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي «إن الاتحاد يقف ضد كل ما يقع ضد المملكة من انتهاكات، وآخرها اقتحام بعثتيها الديبلوماسيتين في طهران ومشهد».
ورأى الغانم أن اجتماعه مع العربي كان مثمراً، ويأتي من باب التعاون بين الاتحاد وجامعة الدول العربية لمواجهة العديد من القضايا الإقليمية.
وذكر أن من بين تلك القضايا «التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة»، مؤكداً أن الاتحاد والجامعة كانا ولا يزالان وسيظلان في طور التشاور والتباحث والتعاون المستمر «لأننا نخدم هدفاً واحداً».
وقال الغانم إن التنسيق «سيكون موجوداً لمواجهة المواقف كافة، ومحاولة توحيد الصف العربي والتنسيق بين أعضائه».