علاقات » ايراني

أين يمكن أن تنفجر المواجهة السعودية الإيرانية القادمة؟

في 2016/01/11

ناشيونال إنترست- ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-

توترت العلاقات السعودية الإيرانية من قبل. وكان هذا خلال الحرب بين إيران والعراق عندما عبرت طائرتان حربيتان إيرانيتان ما يسمى خط فهد وتم إسقاطهما من قبل طائرات مقاتلة سعودية الأمر الذي أدى إلى مواجهة جوية. وكانت هناك حالة من العنف في 1987 في مكة المكرمة التي قتل فيها 275 من الحجاج الإيرانيين بعد قيامهم بالتظاهر داخل الحرم، مما أدى إلى قيام المتظاهرين الغاضبين في طهران باحتلال السفارة، ونهبها من الغوغاء. وربما يعد تأجير الغوغاء هو سمة من سمات الدبلوماسية الإيرانية.

الفرق هذه المرة هو أن الرهانات أعلى بكثير. من المحتمل أن يكون تنفيذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام لرجل الدين الشيعي الشيخ «نمر النمر» يقصد به محاولة استرضاء المحافظين في المملكة. حيث أرادت الحكومة أن تؤكد من جديد التزامها الديني و المدني ضد الشيعة وتحويل الأنظار عن عقوبة الإعدام لثلاثة وأربعين من أعضاء تنظيم القاعدة.

 ولكن قتل «النمر» تسبب في غضب متوقع في طهران، وقام بعض هؤلاء الغوغاء باقتحام السفارة السعودية، وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في نهاية الأسبوع الماضي. كل هذا، بينما يحاول الغرب يحاول إقناع إيران بالعودة إلى المجتمع الدولي ووقف أزمة اللاجئين في سوريا. يبدو أن التداعيات هائلة.

نبدأ مع سوريا، حيث المملكة العربية السعودية وإيران تخوضان في الأساس حربا بالوكالة. الرياض تسعى لحشد المتمردين في ائتلاف، في حين تدعم طهران «بشار الأسد». دخل الجانبان منذ فترة محادثات سلام، تعد معجزة في حد ذاتها، ولكن المفاوضات كانت عقيمة. واحدة من أكبر العقبات ببساطة هو أن السعوديين والإيرانيين لا يثقون في بعضهم البعض. ولذا نتوقع مزيد من الصعوبة في المفاوضات.

البحرين يمكن أن تكون بؤرة أخرى. الدولة الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليون فقط، وحيث تحكم الأغلبية الشيعية من قبل النظام الملكي السني. وقد تم محاولة محاكاة الثورة الإسلامية، من مجموعة من البحرينيين حين حاول رجال الدين الشيعة وفشلوا في تثبيت دولة ثيوقراطية في عام 1981، واتهمت البحرين النظام الإيراني بالتدخل في شؤونها منذ ذلك الحين. وقد تدخلت المملكة العربية السعودية في البحرين أيضا، حيث نشرت قوات هناك في عام 2011 لقمع المحتجين إبان الربيع العربي. وعندما حدث التراشق السعودي الإيراني مؤخرا، نزل الشيعة في البحرين إلى الشوارع حيث كانت ولا زالت في استقبالهم خراطيم المياه.

ولكن ربما تكون الساحة الأبرز لظهور تداعيات الخلاف هي الحرب ضد «الدولة الإسلامية». وكانت أفضل طريقة لهزيمة في الشرق الأوسط هو أن يقوم السنة والشيعة بوضع الخلافات جانبا والعمل، على الأقل مؤقتا، ضد عدو مشترك.

وقد كان الحديث عن هذا الهدف يبدو أمرا مبتذلا قبل أحداث نهاية الأسبوع الماضي. واليوم يبدو بعيد المنال أكثر. وقد أظهرت الأحداث أن المملكة العربية السعودية المهووسة من التوسع الإيراني، قد عمل الهجوم على السفارة على تعميق جنون العظمة لديها، وحثها على تعميق عزلة إيران عن العالم العربي. وسيتم تخصيص المزيد من الطاقة للحرب طائفيةن والقليل منها للحرب ضد «الدولة الإسلامية».

المملكة العربية السعودية وإيران هما دولتان بالنسبة إلى الغرب، لأن لديهما الجيوش الأقوى في الشرق الأوسط بعد (إسرائيل)، ولأنهما اثنان من الحصون الأخيرة المتبقية من أجل الاستقرار في المنطقة، والأهم من ذلك، لأنهما مستودعان للقوة السنة والقوة الشيعية.

المملكة العربية السعودية هي مركز الأثرياء السنة في دول الخليج، في حين أن ملصقات «آية الله الخميني» يمكن أن تشاهد في مناطق بعيدة كما في لبنان. والهجوم على أي واحد منهما يتردد صداه أبعد من حدوده ويزيد من خطر العنف الطائفي في منطقة نفوذهما.

لأن كلا من الدولتين هما جزء لا يتجزأ بالنسبة للأمن الإقليمي، فإن الأمور تصبح أكثر صعوبة عندما يكونان يضربان في رقاب بعضهم البعض. وكجزء من الجه الذي ينبغي بذله في هذا الصدد، فإنه يجب دعم العناصر المعتدلة في إيران مثل الرئيس «حسن روحاني». «روحاني» قد أبحر بدقة في الأزمة الحالية، وشجب كل من الهجوم على السفارة وتنفيذ إعدام «النمر». حتى الآن، ويبدو أنه قد نجا من غضب وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة.

ولكن مع الانتخابات البرلمانية التي تلوح في الأفق في فبراير/شباط، وانتخابات مجلس الخبراء (وهو الهيئة التي سوف تختار المرشد الأعلى المقبل)، فإننا نتوقع أن المتشددين سيصعبون مسألة التقارب مع العالم، وكما عرض «جون ألين غاي» مراسل «ناشونال انترست» أمس، فإنه ربما تم تنسيق الهجوم على السفارة لهذا الغرض فقط.

من واشنطن الى المنامة، هناك القليل جدا من الأمور الجيدة التي يمكن أن تنتج عن هذه القطيعة الدبلوماسية. لذلك ما ينبغي القيام به من جانبنا هو أن تتجاهل الولايات المتحدة أمثال «ماركو روبيو» الذي يعتقد أن الحل بسيط ويتمثل في «الوقوف مع حلفائنا»، ولاسيما أن حلفاءنا قد تجاهلوا نصيحتنا في المسألة بعدم إعدام «النمر» في المقام الأول.

بدلا من ذلك، ينبغي أن تأخذ واشنطن نهجا متوازنا، في إخماد التوترات على كلا الجانبين، وأن تعمل على تعزيز العلاقات السعودية الإيرانية لتنتقل من حالة العداء إلى حالة التنافس. وهذا يعني أنه لا مزيد من الاستفزازات ولا مزيد من استئجار الغوغاء.