علاقات » ايراني

باكستان تخشي على استقرارها من الصراع السعودي الإيراني

في 2016/01/16

معهد «بروكينجز»- الخليج الجديد-

رأى معهد «بروكينجز» للأبحاث، ومقره واشنطن، أن السعودية تضغط على باكستان كي تقف بجانبها في صراعها مع إيران، مضيفا أن «إسلام آباد» مترددة في القيام بهذه الخطوة؛ نظرا لتداعيات ذلك على الوضع الداخلي بها خاصة ما يتعلق منها بالتوترات الطائفية بين السنة والشيعة.

وزار باكستان، الأسبوع الماضي، كل من ولي ولي السعودي وزير الدفاع، «محمد بن سلمان»، ووزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»؛ لشرح السياسة السعودية تجاه إيران وقرارها قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.

ووفق تقرير لمعهد «بروكينجز»، أعده «بروس ريدل»، الذي سبق له العمل لمدة 39 عاما في الاستخبارات الأمريكية، فإن «بن سلمان» ضغط على باكستان من أجل دفعها للمشاركة في التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلنته السعودية، والذي جري استبعاد إيران منه.

لكن الصحافة الباكستانية والنخبة السياسية هناك حثت حكومة إسلام آباد على التزام الحذر وعدم تلبية الطلبات السعودية، ووصف بعضها القيادة السعودية بأنها باتت «متهورة ويقودها الخوف».

وأشار التقرير إلى أن الرياض سعت العام الماضي إلى الضغط علي إسلام آباد، بطلب من «محمد بن سلمان»، من أجل الانضمام إلى الحملة العسكرية في اليمن، إلا أن البرلمان الباكستاني صوت بالإجماع ضد هذه الخطوة.

ولعدم إغضاب السعودية، أطلق القادة الباكستانيون وعودا لطيفة بالصداقة والالتزام بالدفاع عن السعودية ضد العدوان الخارجي، وأعلنوا إنهم يؤيدون التحالف الإسلامي العسكري المعلن من حيث المبدأ، ولكنهم سيقيمون مدي تدخلهم في كل عملية على حدة، وفقا لحيثياتها.

باكستان مسرح منافسة سعودية إيرانية

وقال تقرير«بروكينجز» إن باكستان ظلت مسرحا لمنافسة سعودية إيرانية منذ عقود، وأنه وفقا لتقرير صدر مؤخرا، هناك 285 مدرسة دينية إسلامية في باكستان تتلقى التمويل الأجنبي، ثلثها يمولها الشيعة في إيران والعراق، والثلثين تمولهما تبرعات من السعودية ودول الخليج السنية الأخرى.

واعتبر أن التربية الدينية في هذه المدارس تكون سببا للتطرف والتعصب الطائفي أحيانا، لافتا إلى أنه في ولاية البنجاب، شرقي باكستان، توجد 122 مدرسة مدعومة من السعودية، و25 مدرسة ممولة من إيران.

كما تمول السعودية معظم المدارس الدينية في بلوشستان (جنوب غرب) وبيشاور (شمال)، بينما تمول إيران معظم الحوزات في بالتستان في الشمال.

واعتبر تقرير معهد «بروكينجز» أن «هذا التنافس على عقول الشباب الباكستانيين يغذي الفتنة الطائفية في البلاد؛ حيث يعتنق 80% من المواطنين المذهب السني، بينما يعتنق الباقون المذهب الشيعي، كما أن هناك سياسيين باكستانيين يدفعون نحو المزيد من الاستقطاب؛ ما قد يجعل اختيار باكستان لأي من طرفي الحرب الباردة (السعودية وإيران)، بمثابة زعزعة للاستقرار فيها».

ولحل هذه الإشكالية، يسعى رئيس الوزراء، «نواز شريف»؛ لتقديم وعود معنوية لدعم المملكة، لكنه يحافظ في الوقت نفسه على حوار قوي مع كل من طهران والرياض، ويبدي إشارات لاستعداده للتوسط بين الجانبين.