علاقات » ايراني

يوم تاريخي فـي إيران كان للسلطنة دور فـي صنعه

في 2016/01/18

راي الوطن العمانية-

انه يوم استثنائي، هكذا عرف الرئيس الإيراني حسن روحاني بداية سريان الاتفاق النووي مع بلاده. ويعتبر البارحة بمثابة مكسب تاريخي للجمهورية الإسلامية التي عانت الكثير من الحصار لكنها قدمت خلاله نموذجا للدولة التي تمكنت من تجاوزه ومن اجراء تحولات كبرى في ظله.
منذ ان بدأ الغرب محاصرة ايران، عاش العالم سنوات صعبة ومقلقة، وصل بها الأمر إلى حد شن الحروب عليها وخصوصا من قبل الكيان الصهيوني الذي يعيش رئيس وزرائه اليوم أسوأ ايام حياته نتيجة الوصول إلى هذا اليوم التاريخي. وكان نتنياهو قد اعتبر ان الصراع مع ايران صراع وجود، وهو لذلك حاول مرارا ان يشحذ من همة الرئيس الاميركي اوباما من اجل مقاتلة ايران، لكن الاميركي راهن كثيرا على حل سلمي لتلك المسألة وحقق مبتغاه، وها هو ومعه العالم قد اطلعوا على التزام ايران الكامل بما نص عليه الاتفاق من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبأن ايران فعليا انما هي دولة نووية لكنها من اجل قضاياها السلمية.
الرئيس الايراني اعتبر هذا اليوم اذن انتصارا للعالم، لكنه اشار بكل وضوح الى ان بلاده لن تنسى من ساندها ووقف إلى جانبها، ودون ان يحدد، فإنه لا بد ان يكون للسلطنة كل ايات الشكر لها على ما قدمته من اجل انجاز الاتفاق، بل سيذكر التاريخ كيف تمكنت السلطنة ومن خلال قائدها الفذ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ان لعبت دورا تمايزت به تماما، وقربت المسافات بين المتحاورين، بل ساهمت بالدخول على خط التفاهم على مبادئ ما كان لها ان تنتظم لولا السلطنة. ولهذا السبب، فإن ايران لن تنسى لجلالته موقفه النبيل كما قال له المرشد الروحي الايراني علي خامنئي، كما لن تنسى فضله في ما قام به من حرص في سبيل انجاح هذا الاتفاق وغيره من المواقف النبيلة.
ايران اذن في عيد كبير، عكست ذلك كل وسائل اعلامها من صحافة وغيرها، ويحق لهذه الدولة التي تخرج من حصار جائر عليها، ان يعترف العالم بأهميتها في ما ستلعبه من دور بناء في سبيل السلم في العالم، وهي لن تألو جهدا كما اشار روحاني الى ان بلاده ستقدم كل جهودها في سبيل ذلك وستساعد كل بلد محتاج دون اي تراجع.
لن نقول ايران جديدة خرجت إلى الضوء من جديد، بل الدولة التي تجاوزت الحصار بإعادة بناء شاملة مما وضعها في مصاف الدول المتقدمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعلميا، فلديها الآن جمهور واسع من العلماء الشباب الذين قدموا لدولتهم جل خبراتهم، رغم ما تعرض له هذا الجسم من اغتيالات كانت اسرائيل دائما وراءه .
لا شك ان العالم الذي حبس انفاسه سنوات طويلة من جراء المماحكة الاميركية والغربية والتهديدات الاسرائيلية التي رافقت ذلك، بات مثلج الصدر الآن وهو يرى ايران تعود الى دورها الطبيعي، فتتراكض المؤسسسات الدولية إليها، وبقية الدول، وكلها من اجل ان يكون لها موقع قدم في الانفتاح الايراني المثير وفي المكاسب التي ستحصل عليها من جراء ذلك، ورغم ان العالم سعيد بما تحقق، يظل العدو الصهيوني متربصا كئيبا وحيدا في هذا الموقف مستشعرا المرارة مع كل الحقد الذي يعيشه بلا توقف.
واذا كان العالم قد عبر عن الغبطة لهذا الحدث فإن الخليجيين الاولى بأن يشعروا بهذه الغبطة وبالاطمئنان لابتعاد شبح التهديد والوعيد بالحرب نتيجة لهذا الاتفاق، فقد عانت هذه الشعوب من ويلات عدد من الحروب ودفعت أثمانا باهظة نتيجتها، ولذلك فإننا على ثقة أن شعوب منطقتنا تتوق وتأمل فعلا ان يؤدي خروج ايران من طوق العزلة والعقوبات الى خلق مناخ من الود والتفاهم بين ايران ودولنا الخليجية والعربية عامة بما يخلق قاعدة راسخة من التعاون لأداء تنموي مشترك يحقق المزيد من التقدم والرخاء لشعوب المنطقة العربية والايرانية ويبعد أجواء التوترات والحروب عن منطقتنا.