استعرض أصحاب الأعمال العمانيون مع نظرائهم الصينيين الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وذلك خلال الملتقى الذي جمعهم أمس في مدينة شنغهاي الصينية، حيث شهد اللقاء حضورا مميزا من رجال الأعمال الصينيين وبمشاركة أكثر من 40 من أصحاب وصاحبات الأعمال العمانيين يمثلون مختلف المجالات الاقتصادية.
وشهد الملتقى الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عمان، بفندق انتركونيتنتال شنغهاي، تبادل وجهات النظر في العديد من الموضوعات التي تهم تطوير مجالات التعاون الاستثماري والتجاري، وبحث إمكانية إيجاد شراكات اقتصادية فيما بين الشركات العمانية والصينية، كما أكد المشاركون على أهمية تفعيل وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وعلى هامش فعاليات الملتقى تعرف أصحاب الأعمال العمانيون على الفرص الاستثمارية في مدينة شنغهاي الصينية، ومدى الاستفادة منها تجاريا، كما تعرف أصحاب الأعمال الصينيون على الفرص الاستثمارية في السلطنة، وخاصة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، هذا بجانب الفرص التي توفرها موانئ السلطنة خاصة لقطاع اللوجستيات والموقع الاستراتيجي للبلاد كحلقة ربط وهمزة تواصل فيما بينها وبين منطقة الشرق الأوسط ودول القرن الإفريقي.
توسيع نطاق التعاون التجاري
قال سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان خلال كلمته في افتتاح الملتقى: إن جمهورية الصين الشعبية تعتبر من أكبر الدول في النمو الاقتصادي، وتأتي زيارة الوفد التجاري العماني لبحث سبل توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وفرصة للاستفادة من خبرات الصين وتجاربها في المجال التجاري، وفي كيفية إيجاد اقتصاد قوي وشامل، مشيرا إلى أن الصين تقوم بدور كبير في الاقتصاد العالمي والثورة الصناعية التي تشهدها في الوقت الراهن. وأضاف سعادته: كوننا في غرفة تجارة صناعة عمان ممثلين عن القطاع الخاص فقد عملنا على انتهاج التخصصية في أغلب الوفود التي تسيرها الغرفة لتعظيم استفادة الأعضاء المشاركين بهذه الوفود، وقد أثبتت تجربة الغرفة في هذا المجال نجاحها، حيث أثمرت بعض الزيارات عن صفقات كبيرة ومشروعات تجارية مشتركة، ومن ذلك ارتأت الغرفة استمرارية تسيير مثل هذه الوفود، وهذا الوفد من نتاج هذه السياسة الرامية لتوسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري وفتح أبواب جديدة لهذا التعاون. وأعرب سعادته عن أمله في أن تكلل هذه الزيارة بإيجاد مشروعات مشتركة تخدم الاقتصاد العام بين البلدين، وترفع من صافي الميزان التجاري، فقد بلغ مجموع الصادرات العمانية إلى الصين لعام 2014 ما يقارب 8.803 مليار ريال عماني، وبلغ مجموع الواردات إلى السلطنة ما يقارب 540.5 مليون ريال عماني، حاثا أعضاء الوفد العماني للاستفادة من الفرص الموجودة واستغلالها الاستغلال الأمثل.من جانبه أكد سعادة عبدالله بن صالح السعدي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية في كلمته على عمق العلاقات التاريخية بين السلطنة والصين، موضحا أن كلا البلدين لديهما فرص استثمارية واعدة يجب استغلالها بما يرتقي بهذه العلاقات لمستويات أكبر واشمل.
وثمّن سعادة السفير الجهود التي تقوم بها غرفة تجارة وصناعة عمان في تسيير الوفود التجارية للعديد من دول العالم، مؤكدا أن الصين تحظى برعاية واهتمام كبيرين ضمن أجندة وبرامج الغرفة الحالية والمستقبلية لما تمثله من أهمية اقتصادية على مستوى العالم للتطور الاقتصادي والتكنولوجي الذي حققته الصين خلال السنوات الماضية.وأضاف سعادته: إن السلطنة وبما تمتلكه من مقومات وإمكانيات استثمارية متنوعة فقد باتت تعتبر من الدول الجاذبة للاستثمار على مستوى المنطقة بوجود بنى أساسية متكاملة في قطاعات كالموانئ والتعدين واللوجستيات، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تمثل مقومات جذب استثمارية محفزة.
آفاق اقتصادية واعدة
دعا جون دونج نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة شنغهاي أصحاب وصاحبات الأعمال الصينيين إلى الاستثمار في السلطنة، مؤكدا في كلمته على وجود فرص في قطاع السياحة والخدمات والقطاع اللوجستي، وأن السلطنة تعتبر بلدا مهما بالنسبة للصين كونها تعد همزة وصل تجارية للانطلاق إلى الأسواق في دول شرق إفريقيا وجمهورية إيران. وأثنى توجه غرفة تجارة وصناعة عمان بفتح مكتب تمثيل تجاري لها في شنغهاي، الأمر الذي سيساهم بفتح آفاق اقتصادية أوسع فيما بين البلدين الصديقين، ويسهل إجراءات الاستثمار لأصحاب الأعمال الصينيين. وجدد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة شنغهاي دعوته لأصحاب الأعمال الصينيين استثمار الفرص الموجودة في السلطنة مؤكدا أن ثمة اهتماما حكوميا صينيا لتنمية حجم الاستثمارات في السلطنة عن طريق إقامة مناطق اقتصادية متكاملة مستفيدة من التسهيلات والامتيازات الاستثمارية المتاحة بالسلطنة.وشهد الملتقى توقيع اتفاقيتين في مجال النفط والغاز لمجموعة أبو حاتم مع شركتين صينيتين تتعلق الأولى بتوريد الأنابيب والثانية اتفاقية وكالة تجارية لتركيب الأنابيب، وقعها من جانب مجموعة أبو حاتم عدي بن عبدالله بن سعيد الحارثي الرئيس التنفيذي للمجموعة الذي أكد على أهمية هاتين الاتفاقيتين بالنسبة للمجموعة كونها تأتي في إطار العلاقات الاقتصادية المتنامية فيما بين السلطنة والصين، مشيرا إلى أن الصين بلد صناعي ويمتلك مقومات صناعية وتكنولوجيا متطورة، منوها بما تمثله زيارة الوفد التجاري للصين من أهمية كونها تتيح أمام أصحاب الأعمال في كلا البلدين بحث فرص ومجالات التعاون، وفتح قنوات حوار مفتوحة مباشرة بين الجميع من مسؤولين وأصحاب أعمال.يشار إلى أن تسيير الوفد التجاري يأتي في إطار السياسية التي انتهجتها غرفة تجارة وصناعة عمان ضمن خطتها لعام 2016 حول تسيير واستقبال الوفود التجارية التخصصية لتعظيم استفادة الأعضاء المشاركين وبهدف جلب الاستثمارات إلى السلطنة وإيجاد شراكات تجارية مع مختلف الدول المتقدمة اقتصاديا.
وسيتخلل برنامج الوفد مجموعة من الزيارات إلى المناطق الحرة في الصين ولقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال العمانيين الأعضاء مع نظرائهم من الصينيين للتعرف على الفرص الاستثمارية الموجودة في السلطنة.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
وعلى هامش ملتقى أصحاب الأعمال العمانيين والصينين بحث سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان مع جون دونج نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة شنغهاي تعزيز حجم العلاقات الاقتصادية في مختلف المجالات.
وأكد الجانبان على هامش اللقاء أهمية دعم كافة الجهود للارتقاء بمستوى هذه العلاقات عن طريق إقامة المشروعات المشتركة وتبادل الزيارات والخبرات والوقوف على أهم النقاط التي من شأنها الارتقاء بمجالات التعاون مستقبلا.وأكد سعادة رئيس مجلس إدارة الغرفة على الأهمية الاقتصادية العالمية للصين والتطور الاقتصادي الذي تشهده على مختلف المستويات منوها بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط السلطنة بالصين وأن العلاقات التي تربط السلطنة مع العديد من دول العالم بجانب موقعها الاستراتيجي والحيوي يتيح فرصا واعدة أمام البلدين لفتح قنوات تعاون أكبر لاستثمار المقومات المختلفة لتنمية هذا التعاون خلال المرحلة القادمة على كافة المستويات الاقتصادية. وأضاف سعادة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة: إن السلطنة وبما تمتلكه من مقومات أصبحت مدخلا للعديد من الأسواق وتحديد أسواق دول مجلس التعاون والسوق الإيراني وأسواق شرق إفريقيا، كما أن وجود بنية أساسية في قطاع الموانئ والمطارات يفتح أمام الشركات الصينية فرصة لتعزيز وجودها في هذه الأسواق مؤكدا على أن حكومة السلطنة ممثلة في غرفة تجارة وصناعة عمان مستعدة لتقديم كافة التسهيلات للشركات الصينية. وذكر سعادته أن الغرفة على استعداد لتكثيف برامج الزيارات خلال المرحلة القادمة إلى الصين وتنظيم زيارات متبادلة بين الطرفين أملا أن تتكلل هذه الزيارات واللقاءات بنتائج إيجابية تعزز من حجم التبادلات التجارية بشكل أكبر خاصة بالنسبة للصادرات غير النفطية.
وأوضح أن الغرفة تدرس فتح مكتب تمثيل تجاري في الصين بهدف تقديم كافة التسهيلات وتذليل الصعوبات التي قد تعترض رجال الأعمال في كلا البلدين وفتح قنوات للتواصل فيما بين رجال الأعمال. من جانبه أشاد سعادته عبدالله بن صالح السعدي سفير السلطنة لدى جمهورية الصين الشعبية بعمق العلاقات التاريخية التي تربط السلطنة بالصين والتي تجسدت بعلاقات سياسية واقتصادية متميزة منوها بضرورة العمل على الاستفادة من هذه العلاقات بتكثيف البرامج الاستثمارية بشكل اكبر واستغلال المقومات التي تزخر بها السلطنة خاصة في قطاع اللوجستيات والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والسياحية وغيرها من القطاعات الاستثمارية الواعدة التي تمتلكها السلطنة. وأضاف سعادته: إن حكومة السلطنة ورجال الأعمال لديهم طموح كبير لتطوير هذه العلاقات خلال المرحلة القادمة الولوج بهذه العلاقات لمستويات اكبر وأشمل موضحا أن الأبواب مفتوحة أمام رجال الأعمال الصينيين لدخول السوق العماني سيجدون كافة التسهيلات والدعم من قبل الجميع مشيرا إلى أن وجود رجال الأعمال على طاولة واحدة سيتيح فرصا أكبر لبحث مجالات أكبر من التعاون وتعزيز مستويات الشراكة فيما بين الجميع.
عمان اليوم-