فورين بوليسي - ترجمة الخليج الجديد-
اعتبر الأكاديمي السعودي "محمد اليحيى" المتخصص في العلاقات الدولية، أن السعودية لا تستطيع الاستغناء عن تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، رغم توجهها شرقا بتعزيز علاقاتها التجارية مع الصين.
فالعلاقات بين الرياض وبكين تتمحور أساسا حول الاقتصاد والنفط، بينما لا تستطيع المملكة التخلي عن التعاون الأمني والدفاعي مع واشنطن والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية، وفق مقال رأي نشره "اليحيى" في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وسلط الكاتب في مقاله الضوء على زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينج" مؤخرا للمملكة وعقده 3 قمم الأول مع العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبد االعزيز" وولي عهده "محد بن سلمان"، والثانية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والثالثة مع زعماء الدول العربية.
ويستبعد الكاتب أن تؤثر هذه الزيارة على علاقة الرياض وواشنطن، والتي يرى فيها مراقبون "زواجا كاثوليكيا"، بدأ مننذ التحالف التاريخي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي الأسبق "فرانكلين روزفلت" مع مؤسس الدولة السعودية الملك "عبد العزيز آل سعود" عام 1945.
بينما اعتبرها وزير الخارجية السعودي الأسبق "سعود الفيصل" في تصريح سابق له، بأنها ليست "زواجا كاثوليكيا"، ولكن "زواجا إسلاميا"، والأخير يُسمح فيه بتعدد الزوجات، ما يعني أن السعودية لا تسعى إلى الطلاق من الولايات المتحدة، لكن يمكن أن تتزوج من دول أخرى.
وقال الأكاديمي السعودية إن القمم التي تمخضت عنها زيارة الرئيس الصيني، أسفرت عن عدد من الاتفاقيات العامة وغير العامة حول الطاقة والتجارة والاستثمار والتعاون التكنولوجي ومختلف المجالات الأخرى، لافتا إلى أن هذه القمم صادقت على علاقة اقتصادية وأمنية وثيقة بشكل متزايد.
وإزاء ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن محاولة الصين توسيع نفوذها في منطقة الخليج العربي، ويعتقد البعض أن السعودية تنحرف بعيدًا عن علاقتها التقليدية مع الولايات المتحدة، لتصبح أكثر قربا للصين.
وأوضح أن هناك مشاعر مختلطة بين الشباب السعودي حول استبدال الولايات المتحدة بالصين، حيث يشعر البعض بالخيانة من قبل الولايات المتحدة والبعض الآخر يشعر بإعجاب عميق بالثقافة الأمريكية.
وذكر أن العلاقات الأمريكية السعودية توترت في السنوات الأخيرة بسبب السياسات الأمريكية، بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني والدعم الأمريكي المتصور للعدوان الإيراني في اليمن وسوريا.
ويشعر بعض السعوديين أن الولايات المتحدة لم تعد حليفًا موثوقًا به ويتطلعون إلى الصين كبديل.
لكن وفقا للأكاديمي السعودي، فإن آمال بعض السعوديين بأن تحل الصين محل الولايات المتحدة بالنسبة للمملكة هي "محض آمال ساذجة".
وأوضح "اليحيى" أنه من غير المتصور أن نرى منطقتنا بدون التكنولوجيا الأمريكية والابتكار والتعاون الدفاعي والعلاقات الأمنية.
وتابع "تخيل منطقة لا تكون فيها مزايا وحدود الحرية الشخصية موضوعاً للمناقشة من قبل الناس وحكامهم، لكن الأمور تمليها دولة مركزية ذات حزب واحد ترى الله عدوًا لها" وذلك في إشارة إلى نظام الحكم المتبع في الصين.
وعقب "إن الخلط بين سوء تقدير الولايات المتحدة وعجز الولايات المتحدة أمر أحمق".
ومضى قائلا: لا يمكن لأي فاعل عالمي، بما في ذلك الصين، تدمير النظام العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة وحافظت عليه لفترة طويلة ولا يمكن تدميره إلا من قبل الولايات المتحدة نفسها.