فايننشال تايمز/ترجمة الخليج الجديد-
أفادت مصادر مطلعة بأن مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية يدققون في الاستحواذ المزمع لصندوق ثروة سيادي في أبو ظبي (شركة مبادلة للاستثمار) على مجموعة "فورتريس" للاستثمار، ومقرها نيويورك، بقيمة 3 مليارات دولار، وسط مخاوف في واشنطن بشأن العلاقات الإماراتية مع الصين.
وذكرت المصادر أن المراجعة تجريها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي وكالة حكومية تفحص ما إذا كانت الصفقات يمكن أن تضر بالأمن القومي، ولا تزال في مراحلها الأولى ومن غير المتوقع اتخاذها لقرار قبل عدة أشهر، وفقا لما أورده تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد".
ووافقت مبادلة على شراء حصة أغلبية في "فورتريس"، التي تدير أصولاً بنحو 46 مليار دولار، في مايو/أيار الماضي، من مجموعة "سوفت بنك" اليابانية.
وقالت مبادلة، التي يديرها الرئيس التنفيذي، خلدون المبارك، إنها تعتزم إغلاق الصفقة في الربع الأول من عام 2024.
فيما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، التي تشرف على لجنة الاستثمار الأجنبي، أنها "ملتزمة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في نطاق سلطتها لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة".
ويأتي إجراء لجنة الاستثمار الأجنبي في الوقت الذي تكثف فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التدقيق في الاستثمار المتعلق بالصين وتستعد لكشف النقاب عن أمر تنفيذي يتطلب من الشركات الأمريكية إخطار الحكومة الفيدرالية قبل الاستثمار في قطاعات حساسة، بما في ذلك أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، إضافة إلى حظر الاستثمار في بلدان معينة.
وسبق أن كشفت "فايننشيال تايمز" أن لجنة الاستثمار الأجنبي قد تدخلت في صفقة استحواذ "سوفت بنك" على "فورتريس" عام 2017، وأجبرت "سوفت بنك" على التخلي عن السيطرة على “فورتريس” واتخاذ خطوات إضافية لمراقبة مستوى تأثيره المباشر على شركة الاستثمار.
وأضافت أن اللجنة كانت قلقة بشأن بعض استثمارات "سوفت بنك"، والتي تضمنت حصة كبيرة في مجموعة "علي بابا" الصينية، والروابط التجارية لمؤسسها، ماسايو شي سون.
واستحوذت "مبادلة" على قرابة 10% من أسهم “فورتريس” عام 2019 وحصلت على ترخيص لجنة الاستثمار الأجنبي بهذا الشأن، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مراجعة جديدة لخطتها لشراء 60% أخرى في “فورتريس”، وفقًا لمصادر الصحيفة البريطانية.
وفي إطار الصفقة، سيمتلك كبار المدراء في “فورتريس” النسبة المتبقية، البالغة 30%، مع فئة خاصة من الأسهم تسمح لهم بتعيين أغلبية أعضاء مجلس إدارتها.
وتمتلك "مبادلة" استثمارات أخرى في الولايات المتحدة، بينها حصة في شركة الأسهم الخاصة الأمريكية "سيلفر ليك" بفضل العلاقات الوثيقة بين الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية، إيجون ديربان، وخلدون مبارك.
وفي السياق، نقلت "فايننشال تايمز" عن خبير للجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية قوله: "هناك سببان محتملان لقيام اللجنة بإلقاء نظرة فاحصة على عملية الاستحواذ المخطط لها على فورتريس"، مشيرا إلى "المخاوف المتزايدة في واشنطن بشأن العلاقات الناشئة بين أبوظبي وبكين".
وأشار الخبير أيضا إلى تحقيق لجنة الاستثمار الأجنبي في صفقة لموانئ دبي العالمية لشراء شركة تشغيل الموانئ "بي آند أو"، مشيرا إلى أن اللجنة وافقت على الصفقة في عام 2006، ولكن في أعقاب ضجة أثارها سياسيون أمريكيون، بينهم السيناتور آنذاك هيلاري كلينتون، أجبرت الإمارات موانئ دبي العالمية على التخلي عن السيطرة على 5 موانئ في الولايات المتحدة.