الخليج الجديد-
كشفت مصادر في العاصمة التركية أنقرة، أن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» تلقى دعوة رسمية لزيارة أبوظبي قريبا.
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الخليج الجديد»، أن «الملف السوري سيكون على رأس أولويات الزيارة»، دون توضيح مزيد من التفاصيل حول موعد الزيارة.
ونهاية العام الماضي ظهرت بعض البوادر على إمكانية حدوث تقارب إماراتي تركي، حيث قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في ديسمبر/كانون الأول الماضي: «بصفتي رئيسا لتركيا أقول إنه لا بد من إزالة أسباب التباعد (مع الإمارات) في أسرع وقت ممكن، وهناك سبب واحد (للتباعد)، وهو الأحداث في مصر، إلا أنه يجب حل ذلك بالطرق الدبلوماسية، وليس بالحديث ضد بعضنا البعض».
تلك التصريحات تلقتها الإمارات بشكل إيجابي بدورها، حيث أبدى وزير الدولة الإماراتي «أنور قرقاش» استعداد بلاده لتحسين العلاقات مع تركيا، مؤكدا، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» آنذاك، أن «الخلاف التركي الإماراتي حول التطورات المصرية آن الأوان لتجاوزه، المنطقة لا تتحمل مثل هذه الخلافات ومصر من مفاتيح الاستقرار، وشعبها قرر مساره».
وجاءت هذه التصريحات في سياق علاقات متوترة بين البلدين دامت قرابة 3 سنوات، وكان السبب الرئيسي فيها الملف المصري، والموقف من الربيع العربي بصورة عامة، حيث كانت الإمارات العربية المتحدة هي أبرز الداعمين لإطاحة الجيش بالرئيس «محمد مرسي» منتصف عام 2013، وقدمت مساعدات بمليارات الدولارات، جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية، من أجل توطيد أركان النظام العسكري الحاكم في مصر.
أما الموقف التركي فكان على النقيض تماما، حيث رفض الاعتراف بالإجراءات التي جرت في مصر في أعقاب 3 يوليو/ تموز 2013، كما دأب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان »على توجيه الانتقادات لمصر، ولرئيسها «عبد الفتاح السيسي» بالأخص، بسبب الانقلاب على الرئيس المنتخب ديمقراطيا، والانتهاكات الحقوقية غير المسبوقة التي يرتكبها النظام المصري، كما فتحت تركيا أراضيها لاستقبال الفارين من رموز المعارضة المصرية، وفي مقدمتهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
وعلى مدار العام الماضي، ازدادت حدة الاشتباك الإعلامي بين البلدين. سخرت أبو ظبي وسائل إعلامها، ووسائل الإعلام الممولة من طرفها للهجوم على تركيا وبالأخص الرئيس التركي «أردوغان». وصعد الإعلام الإماراتي من هجومه على «أردوغان» خلال تغطيته للانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة التي أجريت في مطلع نوفمبر/تشرين الأول الماضي، إلى درجة وصفه بـ«الديكتاتور» من قبل شبكة «سكاي نيوز »الممولة إماراتيا، ناهيك عن المزاعم المتواصلة من وسائل الإعلام الإماراتية لتركيا بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية».
كما ألمحت تركيا في أكثر من مناسبة، بشكل غير رسمي، العام الماضي، إلى استهداف الإمارات تشويه سمعة الحكومة التركية وتقويض جهودها.
وسبق أن ذكرت صحيفة «عربي21 » في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، نقلا عن مصدر وصفته بأنه مقرب من دوائر صنع القرار في أنقرة أن مسؤولين أتراك وضعوا أيديهم مؤخرا على وثائق وأدلة تثبت تورط دولة الإمارات في تقديم الدعم سرا لحزب العمال الكردستاني، وتأجيج الاضطرابات في تركيا خلال الأشهر الأخيرة.
وقد سبقت الإشارة منذ حوالي عام إلى قيام شخصيات أمنية إماراتية بلقاء ممثلين عن حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إلا أن أيا من تركيا أو الإمارات لم يؤكد أو ينف هذه المعلومات، وإنما تم تجاهلها بالكامل في ذلك الحين.
غير أن التصريحات الأخيرة لكل من الرئيس التركي ووزير الدولة الإماراتي «أنور قرقاش» والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية التركي إلى أبوظبي، تشير إلى حدوث نوع من التقارب في العلاقات بين البلدين.