اتفقت كل من المملكة العربية السعودية وتركيا على ضرورة تعزيز التعاون الأمني بينهما لما يصب في مصلحة وأمان البلدين، ووقع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات العمل.
وخلال زيارته الرسمية لأنقرة، أكد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، "أهمية الأمن لضمان استقرار الدول وتطورها"، مبيناً أن "التعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا له أهمية قصوى تصب في صالح أمن وأمان البلدين".
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد السعودي في مقر إقامته بأنقرة، مساء الخميس، وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وجرى خلال الاستقبال "بحث الموضوعات التي تتعلق بتعزيز التعاون الأمني بين المملكة وتركيا، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، والتصدي لأعمال التنظيمات الإرهابية، وسبل تعزيز التعاون بهذا المجال".
وفي لقاء منفصل، بحث الأمير محمد بن نايف مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وموقف البلدين منها، وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيزها في المجالات كافة.
وأكّد جاويش أوغلو تطابق سياسات ومواقف ووجهات نظر بلاده مع السعودية تجاه القضايا الإقليمية، مشيراً إلى أن أنقرة والرياض تبذلان جهداً كبيراً من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ومبيناً أن كل زيارة تجري بين الجانبين تُسهم في تطوير وتعزيز العلاقات والحوار بينهما إلى مستويات أعلى.
كما أعرب الوزير التركي عن شكر حكومة بلاده لنظيرتها السعودية حيال موقفها وحساسيتها تجاه الأزمات الإنسانية التي تعاني منها كل من سوريا والعراق وليبيا وغيرها، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة في تنظيم موسم الحج في الأراضي المقدسة هذا العام.
ورحّب جاويش أوغلو بدعم المملكة العربية السعودية لتركيا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها الأخيرة منتصف يوليو/تموز الماضي، معتبراً أن الزيارات المتتالية تُعد بمثابة دليل على ذلك الدعم والتضامن.
وشدّد على أن اللقاء مع ولي العهد السعودي، اليوم، كان مثمراً للغاية، مبيناً أن البلدين يمتلكان الإرادة والعزم الكافي لتطوير العلاقات إلى مستويات أفضل.
وفي إطار الزيارة الرسمية التي بدأت الخميس وتستمر يومين، وقعت المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية، في العاصمة أنقرة، مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات العمل.
وتنص المذكرة على التعاون في مختلف المجالات المتصلة بالعمل، وتنمية هذا التعاون من خلال الوسائل التي يريانها مناسبة، وفقاً للإمكانات المتاحة لديهما، وبما يتوافق مع تشريعاتهما الوطنية.
وتشمل المذكرة جميع أوجه التعاون في الشأن العمالي، ومن ذلك تبادل الخبرات، وتنظيم البرامج التدريبية في مجال حل النزاعات العمالية، والاستفادة من الموارد البشرية المتاحة، وبصفة خاصة الكوادر الفنية، والأيدي العاملة الماهرة، والخبرات المتخصصة، وفقاً لاحتياجات وإمكانات كلا الطرفين.
كما تشمل الاستفادة من الخبرات والمعلومات والإحصاءات المتعلقة بسوق العمل، وتبادل الزيارات للاستفادة من خبرات كلا الطرفين، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال التفتيش العمالي ومجالات الصحة والسلامة المهنية.
وكان بن نايف قد وصل تركيا الخميس، وعقب وصوله عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أكد خلاله الجانبان أهمية تعميق العلاقات والتعاون بين البلدين.
ومن المقرر أن يلتقي بن نايف، الجمعة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في لقاء هو الثاني من نوعه بين الطرفين خلال 10 أيام.
وسبق أن التقى أردوغان وبن نايف في نيويورك على هامش أعمال الدورة السنوية الـ(71) للجمعية العامة للأمم المتحدة ، يوم 21 سبتمبر/أيلول الجاري في اجتماع جرى خلاله بحث آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها، وموقف البلدين منها، إلى جانب بحث أوجه التعاون بين البلدين، خصوصاً المجال الأمني.
وشهدت العلاقات السعودية التركية نمواً في الفترة الماضية، خاصة بعد زيارة الرئيس أردوغان للسعودية العام الماضي، وزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لتركيا في أبريل/نيسان الماضي.
وكالات-