وقعت تركيا وقطر مذكرات تفاهم وخطط عمل للتعاون في مجالات عدة، في إطار الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا التركية - القطرية، الذي عُقد اليوم في مدينة طرابزون، شمالي البلاد.
وحضر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وأمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، مراسم التوقيع، بعد أن عقدا اجتماعاً مغلقاً أعقبه اجتماع آخر على مستوى الوفود.
وشملت مذكرات التفاهم وخطط العمل التعاون في مجالات التعليم، والصحة، والمالية، والمعلومات، والاتصالات، والشباب والرياضة، والثقافة، والجمارك، والزراعة، والصناعات الدفاعية.
وتعد القمة بين الزعيمين، اليوم، الثالثة خلال 3 شهور بعد تلك التي جمعتهما باسطنبول في 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وتلك التي جمعتهما في نيويورك يوم 19 سبتمبر/أيلول الماضي، والخامسة خلال عام 2016، كما تعد الزيارة هي الخامسة أيضا لأمير قطر لتركيا خلال العام الجاري.
ويؤشر عقد القمة في مدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود، والمعروفة بـ(عروس البحر الأسود)، على أن المنطقة ينتظرها استثمارات قطرية واعدة تتوج التعاون المتواصل بين الجانبين.
وكان «أردوغان» في استقبال أمير قطر، عند وصوله إلى مطار طرابزون اليوم، للمشاركة في الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية.
وتتزامن قمة الأحد مع اليوم الوطني لقطر التي تحتفل به في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، كما تأتي في ختام عام 2016 متوجة مسيرة إنجازات على صعيد تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تأتي القمة في وقت يقود فيه البلدان جهودا دبلوماسية وإنسانية لبحث السبل الكفيلة لوضع حد للوضع الإنساني المتفاقم في مدينة حلب السورية.
وتوجت الشراكة بين البلدين بتقدم كبير في العلاقات خلال الفترة القليلة الماضية، كان من أبرز مظاهره، دخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز النفاذ منذ 28 مايو/أيار الماضي، وتوقيع اتفاقية أمنية في الشهر الذي سبقه، واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة في أغسطس/آب من العام نفسه، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات.
وتم بلورة التطور المتواصل في العلاقات في مجالات شتى، سياسيا، وتأطيره مؤسساتيا، بإنشاء لجنة عليا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، عقدت ثاني اجتماعاتها في طرابزون، اليوم، بعد أن عقدت أول اجتماعاتها في الدوحة مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي.
وظهرت تلك الشراكة المثالية جلية خلال موقف قطر الداعم للشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز الماضي.
وفي ظل هذا التعاون المتنامي والتناغم السياسي، والتطابق في وجهات النظر تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، يعول إقليميا ودوليا على القمم التي تعقد بين الزعيمين في بلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، وخصوصا في ظل ما تشهده حلب هذه الأيام.
وكالات-