في رواية هربه مع زوجته من حادثة إطلاق النار الإرهابية في أحد مطاعم إسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية يقول المواطن حسن خاشقجي لمراسل العربية نت إنه بعد قيام الشرطة التركية بتجميع الناجين واستجوابهم جاء مندوبو سفارات قطر والبحرين والكويت لاصطحاب رعاياهم عند الخامسة فجرا، بينما لم يحضر مندوب القنصلية السعودية إلا في التاسعة والنصف صباحا!
اللافت وفقا لرواية خاشقجي أن المندوب استقبلهم بالتوبيخ واللوم بسبب وجودهم في هذا المكان ما أثار حفيظة أحد الناجين ليقول له: «أنت بدل ما تودينا للمستشفى وتطمئن علينا قاعد تلومنا»؟! وهو تصرف يدل على افتقار الدبلوماسي لمهارات الاتصال في عمله، فمهما كانت الأسباب التي ورطت الرعايا السعوديين في هذا الموقف، فإن دوره ليس توجيه اللوم وإلقاء المواعظ بل ضمان سلامتهم وتسهيل حصولهم على الرعاية الطبية ونقلهم إلى أماكن آمنة!
أما من أشغلوا أنفسهم بحقيقة نشاط المكان ومسماه، فكان أولى بهم أن ينشغلوا بأنفسهم أولا، فقد غرقوا في البوسفور بدلا من التمسك بطوق نجاة ترك الخلق للخالق وإدانة العمل الإرهابي وتوجيه غضبهم نحو مرتكبيه، فأن يتحول البعض باسم الإسلام لآلات قتل ونحر للأبرياء هو أعظم مصيبة حلت بالإسلام في العصر الحديث وتصغر أمامها كل المعاصي صغيرها وكبيرها!
فلا شيء يبرر القتل ولا شيء يبرر الإرهاب ولا شيء يبرر استهداف الأبرياء مهما كانت أعراقهم ودياناتهم، ولا شيء أيضا يبرر للبعض أن يرتدي ثوب الواعظ المهلهل ليرتقي منبرا لطخته دماء الأبرياء ليصدر أحكامه ويلقي مواعظه على أشلاء الضحايا!
خالد السليمان- عكاظ السعودية-