اختارت كل من قطر وإيران بعد القطيعة الخليجية، التحول بالعلاقة بينهما من السر إلى المجاهرة.
فمنذ اندلاع الأزمة الخليجية، فتحت إيران أجوائها للطائرات القطرية، وزودت الدوحة بالفواكه والخضروات، كما عرضت صناعاتها الغذائية وغيرها لتلبية احتياجات البلد المجاور عند الطلب الأمر الذي رحبت به قطر.
وعلى الرغم من تمسّك قناة الجزيرة بالحملة الدعائية التحريضية ضد إيران لاستجرار مشاعر الشارع العربي إلى جانب قطر، أخذ الموقف القطري يتبدّل في الأيام الأخيرة باتجاه التقارب مع إيران والتخندق إلى جانبها بدلاً من معالجة أسباب الصدع مع الأشقاء العرب.
وقال الرئيس التنفيذي لمطارات إيران رحمة الله مهبادي، وهي الهيئة الرئيسية التي تدير الحركة الجوية في البلاد، أن إيران سمحت للخطوط الجوية القطرية بالمرور عبر إيران للطائرات التي كانت تحلق فوق البحرين والمملكة العربية السعودية ومصر.
ولم تتوقف المساعدة الإيرانية لقطر عند هذا الحد، بل وصلت هذا الأسبوع الشحنة الرابعة من المواد الغذائية وغيرها إلى الدوحة في مؤشر خطير على عودة العلاقات العلنية بين حلف (الإخوان-إيران-قطر) وهذا الحلف يضم بطبيعة الحال أدوات إيران في المنطقة من حزب الله إلى الحوثي إلى بشار الأسد التي تزوده إيران بالمواد والوقود بنفس الطريقة التي زودت فيها قطر بسبب المقاطعة المفروضة عليه منذ 6 سنوات.
كما وثقت "فينانشيال تريبيون" طلباً تقدمت به قطر الاثنين الماضي لاتحاد مزارعي الدجاج الإيراني لإيصال البيض لقطر. وقال اتحاد ميهان المركزي لمنتجي الدجاج البيض أنه تلقى عدة طلبات من التجار القطريين، مضيفاً أن الشحنات بدأت بالتدفق على الدوحة.
من جانبها نقلت وكالة رويترز هذا الأسبوع عن مسئول قطري قوله أن بلاده تجري محادثات مع "تركيا وإيران وبلدان أخرى" حول تأمين الإمدادات الغذائية وإمدادات المياه لمنع أي نقص.
وأخيراً، يصوّر الإعلام المدعوم قطرياً الدوحة على أنها المظلومة في هذه القطيعة لذلك تلجأ لأكبر داعم للإرهاب و مهدد للأمن القومي العربي "نظام إيران" لإمداد سكانها بالمواد اللازمة على الرغم من أن المقاطعة العربية لم تأت إلا بعد سنوات من الطعن بالظهر أثبتتها التسجيلات والخفايا التي كشفت دعم قطر لجماعات إرهابية وجماعات مخربة حاولت العبث في دول خليجية.
وعلى الرغم من ذلك لم توصد الدول العربية وعلى رأسها المملكة باب الصلح في وجه قطر فالدول العربية تملك جملة من المطالبات المحقة والتي تحتاج لحل جذري من قطر سيرأب الصدع إذا التزمت قطر به إلا انه و بعد ساعات قليلة من إعلان المملكة على موقفها رأينا الأمير تميم يقبل رأس القرضاوي الذي يكاد يكون رأس الفتنة، ثم اختارت قطر الاستمرار بسياساتها الخارجية والإعلامية المضرة بالمملكة ودول عربية أخرى، وفضّلت الاستعانة بإيران لسد احتياجاتها من المواد المطلوبة بدلاً من القبول بشروط الدول العربية والاتحاد في حلف قوي مع دول الاعتدال العربي.
ويبدو أن قطر على استعداد للذهاب أبعد من ذلك والارتماء في حضن حلفاء إيران أيضاً، وأوضح دليل على ذلك كان حديث وزير خارجية قطر لصحيفة "فيدوموستي" الروسية والذي شكل صدمة لجمهور عربي عريض علق الكثير من الآمال على وعود قطر بدحر الأسد، حيث قال في تصريحه أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لن يقف حجر عثرة بين روسيا وقطر، فلدينا هدف مشترك في المدى القريب يتمثل في نزع التوتر".
الرياض السعودية-