الخليج الجديد-
كشفت مصادر متطابقة أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، «ثامر السبهان»، زار مدينة بلدة «عين عيسى»، شمال مدينة الرقة السورية، الثلاثاء، والتقى بمسؤولين في «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي (ب ي د)، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، وتهديدا على أمنها القومي.
وقال «محمد سولماز»، مراسل صحيفة «ديلي صباح» التركية في بروكسل، إن «السبهان» زار بلدة عين عيسى بصحبة مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «بريت ماكجورك»، وأنه عقد خلال الزيارة 3 اجتماعات، شملت اجتماعات مع مسؤولين في «ب ي د».
S.Arabistan önce Irak'a yakınlaşmaya çalıştı, şimdi de Suudi bakan al-Sabhan'ın McGurk ile Ayn İssa'da PYD'yi ziyaret ettiği söyleniyor. pic.twitter.com/MEqZI63D0r
— Mehmet Solmaz (@MhmtSlmz) October 17, 2017
الأنباء ذاتها نقلها موقع «الرقة 24»، وهو موقع إخباري لناشطين سوريين على «فيسبوك».
وقال الموقع إن «السبهان» برفقة «ماكغورك» عقدا 3 اجتماعات مع «المجلس المحلي للرقة» و«لجنة إعادة الإعمار»، إضافة إلى شيوخ العشائر.
زار اليوم مدينة عين عيسى بريت ماكغورك برفقته الوزير السعودي ثامر السبهان وعقدا 3 اجتماعات مع المجلس المحلي للرقة... https://t.co/SP78fOwNUi
— Raqqa24 (@24Raqqa) October 17, 2017
أيضا، أكدت وكالة «عرب24» الإماراتية نبأ الزيارة، وبثت مقطع فيديو لها.
وقالت إن زيارة «السبهان» للمقر المؤقت لـ«مجلس الرقة المدني» في بلدة عين عيسى «يأتي ذلك بهدف تقديم الدعم والمساندة للمجلس».
و«مجلس الرقة المدني» هو مجلس مشكل من الأكراد والعرب، لكن الأكراد لهم اليد العليا فيه، وقدم الأسماء المشكلة له حزب «ب ي د».
غضب أنقرة
وإذا تأكدت هذه الزيارة، فإنها ربما تثير غضبا واسعا في أنقرة؛ حيث تعتبر تركيا «ب ي د» تنظيما إرهابيا، وتعتبر اللعب بالورقة الكردية تلاعبا بأمنها القومي.
ولا تخفي أنقرة خشتيها من استغلال الأكراد الحرب الحالية في سوريا في تنفيذ مشروعهم لقيام دولة كردية في شمال سوريا، على غرار إقليم كردستان العراق، وتقلق من أن تشجع هذه الخطوة الأكراد في تركيا على المطالبة بخطوة مماثلة.
وتبدو السعودية منزعجة من موقف تركيا من الأزمة الخليجية الراهنة.
فمنذ الساعات الأولى لاندلاع تلك الأزمة، في 5 يونيو/حزيران الماضي، تبذل تركيا مساعٍ لنزع فتيلها، لكنها في الوقت تظهر دعمها الواضح لقطر؛ إذ صادق برلمانها ورئيسها سريعاً على قانون يسمح لأنقرة بنشر المزيد من القوات في قاعدتها العسكرية في قطر، وتم إنشاء جسر جوي ينقل المواد الغذائية من تركيا لقطر، فيما شدد الرئيس «رجب طيب أردوغان» على رفضه للقرارات الخليجية ضد قطر، وعدها «غير صائبة».
ويبدو أن الرياض لجأت للورقة الكردية للرد على الموقف التركي المساند لقطر.
إذ استضافت الصحف ووسائل الإعلام السعودية، طيلة الفترة الماضية، شخصيات كردية معادية لأنقرة في توجه لافت.
وجاء كل ذلك بالتزامن مع حملات منظمة جرى العمل عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب من خلالها مغردون خليجيون بالرد على الموقف التركي من الأزمة من خلال تقديم الدعم إلى الأكراد في سوريا وتركيا، ودعم تكوين دولة للأكراد في تركيا.
هذا الدعم قالت وسائل إعلام تركية إنه بدأ بالفعل؛ حيث نشرت صحيفة «يني شفق» المقربة من الحزب «العدالة والتنمية» الحاكم تقريراً قالت فيه إن اجتماعاً جرى في مدينة الحسكة السورية بين شخصيات أمريكية وسعودية وإماراتية لدعم توجهات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمالي سوريا.
وفي هذا الصدد، قال مصدر تركي مقرب من الحكومة التركية، لـ«القدس العربي»، مشترطا عدم الكشف عن اسمه: «مما لا شك فيه ومن الواضح جداً أن السعودية تحاول إيصال رسالة إلى تركيا مفادها أن بإمكانها اللجوء إلى إبراز الورقة الكردية في وجه تركيا إذا واصلت أنقرة الوقوف إلى جانب قطر».