علاقات » تركي

بن سلمان يستعين بأبوظبي ويستدعي شقيقه.. من هو "كبش الفداء"؟

في 2018/10/13

شمس الدين النقاز – الخليج أونلاين

كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، طلب مساعدة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد؛ لمحاولة الخروج "المشرّف" من أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة  بإسطنبول في 2 من أكتوبر الحالي.

المصادر، التي تحدثت لـ"الخليج أونلاين"، أكّدت وجود محادثات على أعلى مستوى بين القيادتين السعودية والإماراتية ومسؤولين غربيين، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ لثنيهم عن اتهام بن سلمان بإعطاء أوامر إخفاء خاشقجي، وقتله بطريقة وحشيّة داخل القنصلية، في وقت لا يزال ولي عهد المملكة رافضاً تقديم تنازلات لتركيا قد تبعد الاتهامات عنه.

وتشدّد المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، على أن الجانبين، السعودي والإماراتي، اتفقا على "تقديم أكباش فداء"، من المرجح أن يكون على رأسهم المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، واتهامهم بالإشراف على هذه العمليّة دون علم القيادة السعودية.

وتضيف: "كذلك أعطت القيادة الإماراتية أوامرها المباشرة لوسائل الإعلام التي تشرف عليها، على غرار سكاي نيوز عربية، وكبار الشخصيات المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي للحديث عن القضيّة، واتهام تركيا وقطر بافتعال الحادثة، بل وباختطاف خاشقجي؛ لإبعاد الشبهات عن بن سلمان".

وتأكيداً لما ذكرته المصادر، سارع وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بإعلان وقوف بلاده مع الرياض، وذكر في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر": "نقف مع المملكة العربية السعودية دوماً لأنها وقفت مع الشرف والعز والاستقرار و الأمل".

- بن سلمان يأمر شقيقه بالعودة

وتوضّح مصادر "الخليج أونلاين" أن ولي العهد السعودي لم يعد يمتلك حلولاً كثيرة لإدارة هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ المملكة؛ وهو ما دفعه لاستدعاء شقيقه سفير المملكة بالولايات المتحدة خالد بن سلمان؛ للتشاور المباشر معه حول طريقة حلّ هذه القضيّة بالاستعانة بعلاقات الأخير الكبيرة مع المسؤولين الأمريكيين.

وتضيف: "خالد بن سلمان لم يغادر الولايات المتحدة إلى الرياض بطلب من الإدارة الأمريكية، إنما بأمر من شقيقه ولي عهد المملكة، خاصة مع اتساع رقعة المطالبة بمحاسبة بن سلمان إذا ما ثبت تورّطه في جريمة إخفاء جمال خاشقجي".

ولم يكشف الدبلوماسيون الغربيون في حديثهم لـ"الخليج أونلاين" عن الأسماء الكاملة للمسؤولين السعوديين الذين سيضحي بهم بن سلمان لإبعاد الاتهامات عنه.

لكنها عادت لتقول: إن "المؤكد أن القنصل السعودي بإسطنبول محمد العتيبي، والمستشار سعود القحطاني، قد يكونان على رأس هؤلاء المسؤولين؛ لأنه بات من الثابت عند أجهزة الاستخبارات الغربية علمهما وإشرافهما المسبق على عمليّة احتجاز وقتل خاشقجي إلى جانب بن سلمان".

وتتقاطع المعلومات التي تكشفها مصادر "الخليج أونلاين" مع ما كشفته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي تشير إلى أن ولي العهد السعودي، بادر بالاتصال بالبيت الأبيض لنفي مسؤولية الرياض عن إخفاء الصحفي السعودي.

ونقلت الشبكة عن مصدر لم تسمّه، أمس الخميس، أن "بن سلمان هو من بادر بالاتصال بجاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعدّ نقطة اتصاله الرئيسية بالبيت الأبيض، لنفي الاتهامات بنفسه حول قضية خاشقجي".

ولم يكتف بن سلمان بالاتصال بكوشنر للدفاع عن نفسه، بل أجرى كذلك اتصالات بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، للحديث بشأن القضية.

وتبدو الرياض في موقف حرج مع وجود ضغوط كبيرة عليها على أعلى مستوى لإبعاد تهمة الوقوف خلف اختطاف جمال خاشقجي وقتله عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

ورغم أن السلطات السعودية تعنّتت في بداية الأزمة وحاولت النأي بنفسها عن هذا الملفّ، بدعوى خروج خاشقجي من القنصليّة في يوم اختفائه، عادت لتلطيف الأجواء مع تركيا بالمطالبة بتشكيل لجنة مشتركة، وذلك بعد حديث أنقرة عن "أدلة قاطعة" حول مقتله.

واختفى خاشقجي، الثلاثاء قبل الماضي، بعد دخوله قنصلية بلاده لإتمام أوراق خاصة به، ولم يخرج من حينها، وسط حديث عن مقتله بطريقة بشعة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأتراك، لم تسمهم، أن تركيا أبلغت مسؤولين أمريكيين بأن لديها تسجيلات صوتية ومصورة، تثبت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.

ونقلت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن تسجيلات سرّبت من داخل القنصلية السعودية تظهر أصوات تعذيب جمال خاشقجي وأصوات المحققين، وأسلوب تعاملهم معه قبل قتله.