علاقات » تركي

مهندس اغتيال خاشقجي.. أصابع الاتهام تتجه نحو "عسيري"!

في 2018/10/18

الخليج أونلاين-

يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يجد شخصاً ما ليلقي اللوم عليه في جريمة القتل المروعة للصحفي جمال خاشقجي التي سرّبتها مصادر أمنية تركية.

خاشقجي الذي اختفى منذ دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية بالثاني من أكتوبر الجاري، تبين أنه اغتيل من قبل فريق مكون من 15 شخصاً، وأن هناك من أمر الفريق بالتوجه إلى تركيا لتصفيته، وتوجهت أصابع الاتهام إلى بن سلمان ومقربين منه، وهو ما تم نفيه من السلطات السعودية حتى الآن.

في حين رأى محللون وسياسيون أن بن سلمان بات متورطاً بهذه الجريمة البشعة التي قتل فيها خاشقجي داخل القنصلية، وخصوصاً بعد تأكيد السلطات التركية أنه لم يخرج منها، وقول مصادر أمنية بتركيا إن هناك أدلة قاطعة على مقتله هناك على يد مجموعة من الأشخاص.

وأوضح ديفيد أغناتيوس، الكاتب في الشؤون الأمنية بصحيفة "واشنطن بوست"، أن من بين الأسماء المرشحة لتكون كبش فداء لهذه العملية، اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية ومستشار بن سلمان العسكري، حيث تقول تلك المصادر المطلعة إنه قدم العديد من المقاربات إلى الجهاز الخاص لاتخاذ إجراءات ضد خاشقجي وآخرين.

وعلمت المخابرات الأمريكية الشهر الماضي، أن عسيري كان يخطط لإنشاء "قوة النمر"، لتكون متخصصة بتنفيذ عمليات خاصة وسرية، دون أن يتمكن المسؤولون الأمريكيون من معرفة طبيعة هذه العمليات.

كما علمت المخابرات أيضاً أن بن سلمان أبلغ معاونيه هذا الصيف أنه يريد أن يعود خاشقجي وكل المنشقين الآخرين إلى أرض الوطن، وفق ما نشرت "واشنطن بوست"، الأربعاء 17 أكتوبر 2018.

وبالتزامن مع ما كشفته "واشنطن بوست"، قالت 3 مصادر مطلعة لموقع "سي إن إن"، إن "العقل المدبر" الذي نظم وأشرف على العملية التي استهدفت خاشقجي هو ضابط رفيع المستوى بجهاز "رئاسة الاستخبارات العامة السعودية"، ما يؤيد احتمالية أن يكون هو عسيري.

وقال أحد المصادر إن الضابط رفيع المستوى "مقرب من الدائرة الداخلية لولي العهد".

ولم يتضح إن كان بن سلمان على علم بالعملية أم لا، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن ولي العهد نفى أي علم له بما حدث في القنصلية.

في حين قال مصدر ثان: إن "الضابط رفيع المستوى جمع وأرسل فريقه لاستجواب خاشقجي".

وأضاف المصدر: إنهم "كانوا يشكون في وجود علاقات بين خاشقجي وقطر، ولكن لا يوجد دليل على وجود هذه العلاقات بينهما".

كما قال مصدر آخر إن الضابط الذي نظم العملية "لم يكن صريحاً بشأن ما قاله للرياض، ممَّا يوضح عدم امتلاك الحكومة لمعلومات واضحة عن العملية لعدة أيام".

وكان ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو صرحا، الثلاثاء، بأن ولي العهد السعودي أبلغهم أن التحقيق في القضية بدأ، وأن النتائج ستظهر قريباً.

والاثنين، قال ترامب إنه استنتج من الحديث الذي دار بينه وبين العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أن "قتلة مارقين" قد يكونون مسؤولين عن مقتل خاشقجي.

وكان مصدران قالا لـ"سي إن إن"، إن السعوديين يحضرون تقريراً يفيد بأن خاشقج، "قُتل بالخطأ خلال تحقيق معه كان بهدف إعادته" إلى المملكة.

وذكر أحد المصدرين أن "من المحتمل أن التقرير سيخلص إلى أن العملية نُفذت دون تصريح واتسمت بالغموض، والأشخاص المتورطون سوف يحاسبون". وأوضح أحدهما أن التقرير ما زال قيد الإعداد، مضيفاً أن "الأمور قد تتغير".

من هو أحمد عسيري؟

وكان عسيري عيّن بمنصب نائب رئيس الاستخبارات العامة بالمرتبة الممتازة في السعودية، من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في أبريل عام 2017.

ويتحدث عسيري اللغة الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وكان يرافق بن سلمان بالعديد من الاجتماعات خارج البلاد، ويعد شخصاً مقرباً منه.

وفي 2016 عين متحدثاً باسم قوات التحالف العسكري ضد تنظيم "داعش"، وعين عسيري في العام 2015 متحدثاً باسم القوات المشتركة بعاصفة الحزم لدعم الحكومة اليمنية ضد مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران.

وعند تعيين عسيري بالاستخبارات صرف له راتب شهرين مكافأة من ضمن المشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي (عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل)، من منسوبي وزارات (الداخلية، الدفاع، والحرس الوطني) ورئاسة الاستخبارات العامة.

وإثر مشاركته في عاصفة الحزم التي أدت إلى مقتل العديد من المدنيين بالحرب اليمنية، تعرض اللواء عسيري، في مارس 2017، لمحاولة اعتداء من متظاهرين كانوا يحاولون تعطيل مشاركته بندوة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بريطانيا لبحث الأوضاع باليمن وتم إحباط المحاولة.

وتقلد منصب مستشار وزارة الدفاع السعودية التي كان يشغلها ولي ولي العهد السعودي بن سلمان، في العام 2014.

وحصل عسيري على المرتبة الأولى على دفعته من كلية سان سير الفرنسية، وعلى درجة الماجستير بالعلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، والماجستير في دراسات الدفاع الوطني من فرنسا إلى جانب درجة الماجستير بالعلوم الاستراتيجية.