علاقات » تركي

الكاريكاتير.. سهام عابرة للقارات تدين فنياً جريمة إخفاء خاشقجي

في 2018/10/18

الخليج أونلاين-

تحولت قضية اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، يوم 2 أكتوبر الجاري، في سفارة بلاده بمدينة إسطنبول التركية، إلى مادة غنية لرسامي الكاريكاتير، الذين رصدوا عبر لوحاتهم حادثة اختفائه ليقدموا صورة عن القنصلية السعودية باعتبارها مقراً لممارسات إجرامية، وتغييب وإسكات للكلمة والتخطيط لأعمال إرهابية.

ونشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية رسماً كاريكاتيرياً يبين موظفين في القنصلية وهم يقفون خلف بواباتها ويحملون منشاراً ومسدساً وهراوة، في إشارة إلى التورط الرسمي في الجريمة.

كما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رسماً ألمحت فيه إلى مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشخصية عن إخفاء خاشقجي.

العمل لرسام الكاريكاتير باتريك شباتي، حمل عنوان "الإصلاحات السعودية الهشّة"، يظهر فيه ثلاثة طلبة سعوديين يجلسون في صف مدرسي ويخاطبون ولي العهد، حيث تقول الفتاة إنها ترغب في قيادة السيارة، ويقول طالب آخر إنه يريد أفلاماً أمريكية، في حين يقول الثالث إنه يريد أن يصبح صحفياً قبل أن يسقط في حفرة أسفل مقعده.

وتعلّق الصحيفة على الرسم بالقول: "إن بن سلمان يواجه اتهامات متزايدة بالمسؤولية عن إخفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، حيث يعتقد كثيرون أنه اختطف وعذب حتى الموت بواسطة عناصر أمنية سعودية".

وفي عمل نشرته صحيفة تركية، بتوقيع الرسام علي الغامدي، ظهرت القنصلية السعودية على هيئة لعبة إخفاء في سيرك، ويظهر مسرح الإخفاء في الجزء الثاني من اللوحة ملطخاً بالدماء.

وفي عمل آخر من فن "البورتريه" بدا ولي العهد السعودي كمشعوذ، وهو يسحب علم تركيا عن قفص يجسد القنصلية، ويظهر القفص فارغاً حيث كتب في أعلاه، جـمال خاشقجي.

ونشرت صحيفة "العربي الجديد" لوحةً  للرسام الأردني عماد حجاج، يظهر فيها رجل دون ملامح وجه، إلا أن جسده يشبه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويلبس كوفية حمراء وبيضاء ويحرك عباء بنية اللون، وكأنه يقوم بعملية سحرية.

ومن خلال حركته تتطاير الأوراق من حوله، وفي أسفل الكاريكاتير يظهر رجل آخر  مرتدياً قميصاً أبيض، وهو يمد يده في محاولة يائسة للبقاء بعد أن فقد القلم و"الميكرفون"، مذيل الرسم بنص يقول: "اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

وقد تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" عشرات الرسوم الكاريكاتيرية، لمختلف الصحف العالمية، التي تجسد الحادثة بأشكال مختلفة، القاسم المشترك بينها السخرية من السعودية، وولي عهدها محمد بن سلمان، وتنتقد الأداء السيئ لدبلوماسية الرياض وتعاطيها مع الأزمة.

رسّام الكاريكاتير الأردني أسامة حجاج نشر لوحة تجسد القنصلية، ومرتكبي جرم قتل خاشقجي يبحثون عن موضع حولها لإخفاء الجثة.

مغرد نشر لوحة من صحيفة "Daily Fitz" المتخصصة بالرسوم الكاريكاتيرية، تسخر من تبرير الرئيس الأمريكي للقيادة السعودية، وطرحه احتمال مسؤولية "مارقين" عن الجرم.

 

ولا زالت قضية اختفاء خاشقجي تتفاعل على كل الصعد العالمية، وتتكشف الحقائق يوماً بعد آخر، في حين تترقب أنظار العالم نتائج التحقيقات التركية، لمعرفة الجاني ومحاسبة المجرمين.

واختفت آثار الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، يوم 2 أكتوبر الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرياض بإثبات خروجه من القنصلية، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية لحد الآن.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسؤولين أتراكاً أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض.

وطالبت عدد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي.
وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية.