علاقات » تركي

11 تساؤلاً.. العالم يطالب السعودية بالإجابة عنها في قضية خاشقجي

في 2018/10/22

الخليج أونلاين-

تروّج السعودية لرواية أن جمال خاشقجي قتل يوم 2 أكتوبر الجاري في "شجار تطوّر إلى تشابك بالأيدي أدّى إلى وفاته"، كما أنها تتحدث منذ إعلان روايتها عن مفاوضات مع خاشقجي من أجل العودة إلى بلاده.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلت، فجر أمس السبت، عن النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب أن التحقيقات الأولية التي أجريت حول موضوع خاشقجي أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه في القنصلية أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي.

ولم تمر رواية السعودية على العالم بأن خاشقجي المختفي منذ 18 يوماً قتل في شجار وقع داخل القنصلية،بل إنها أثارت سخرية وتساؤلات واسعة؛ هذه أبرزها..

أين الجثة؟

منذ اللحظات الأولى لطرح السعودية لروايتها الرسمية حول مقتل خاشقجي، ضج العالم حولها وقلل من مصداقيتها وسط تساؤل واحد: أين الجثة؟

مسؤول سعودي ذكر لـ "رويترز" أنه "لتغطية الجريمة لف الفريق جثة خاشقجي في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية وسلموها لمتعاون محلي للتخلص منها"، مضيفاً أن "صلاح الطبيقي، خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي، حاول إزالة أي أثر للحادث".

ويعد العثور على جثة خاشقجي دليلاً قوياً لمعرفة كيفية قتله بالتحديد بعد تشريحها، والوصول إلى حقائق قد تفقد الرواية الرسمية السعودية مصداقيتها أمام العالم.

أين الكاميرات الداخلية؟

على الرغم من وجود ما لا يقل عن 6 كاميرات على المدخل الأمامي للقنصلية السعودية في إسطنبول مع عدة كاميرات مفترضة في الداخل، فإن الرياض تصر على أنها جميعها لم تكن تعمل "بسبب خلل فني".

هذه الرواية أكدها القنصل في إسطنبول محمد العتيبي، كما أكدها السفير السعودي في أمريكا خالد بن سلمان، لكنها أثارت انتقادات واسعة.

كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القنصلية تمتلك أحدث أنواع أنظمة المراقبة، ما طرح سؤالاً حول سبب إصرار الرياض على إخفاء التسجيلات المصورة لما جرى لخاشقجي.

من موَّل العملية؟

كانت الصحف التركية والأمريكية نشرت- نقلاً عن مصادر أمنية تركية- أن ضابط المخابرات السعودي ماهر عبد العزيز مطرب، هو من أجَّر باسمه الطائرتين اللتين أقلَّتا المجموعة الأمنية التي اغتالت خاشقجي في إسطنبول.

وقالت قناة "الجزيرة"، نقلاً عن مصدر في الادعاء العام التركي، إن مطرب أجرى يوم مقتل جمال خاشقجي 19 اتصالاً، منها 4 بمكتب سكرتير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما يضع الأخير قيد الاتهام في تمويل وتوجيه العملية، وذلك ما ترفض الرياض الاعتراف به.

كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مطرب أصبح من مرافقي بن سلمان وأحد المقربين منه، وقد رافقه في زياراته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر مارس عام 2018 وإلى إسبانيا وفرنسا في أبريل من العام ذاته.

لماذا أنكرت السعودية مقتل خاشقجي 18 يوماً؟

حتى الآن لا يوجد جواب عن هذا السؤال، حيث دأبت المملكة على تكذيب جميع الأخبار التي تؤكد أن خاشقجي قد قتل، قبل أن تؤكد ذلك لاحقاً.

لكن فسر كثيرون ذلك على أن الرياض كانت تحاول حبك رواية تنفي المسؤولية عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وما تزال الرواية السعودية ناقصة وغير معقولة بالنسبة لكثير من الدول والجهات التي علقت على بيان اعترافها بمقتله بالقنصلية.

أين القنصل؟

بعد أن ظهر القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، وهو يفتح الأدراج وأبواب خزانة الكهرباء لمراسل "رويترز" لتأكيد عدم وجود خاشقجي بالقنصلية يوم 8 أكتوبر، اعتكف في بيته أياماً قبل أن يفر عائداً إلى الرياض في 16 من الشهر ذاته.

وبعد عودته إلى السعودية لم تخرج أي معلومات عنه، وهو ما يطرح تساؤلات حول مصيره، وما إذا كان سيُحقَّق معه في القضية أم سيجري إخفاؤه بشكل دائم.

ما دور عسيري والقحطاني تحديداً بالجريمة؟

رغم أن العاهل السعودي قرر إعفاء أحمد عسيري وسعود القحطاني من منصبيهما، فإن القرار لم يشر إلى ارتباطهما بجريمة خاشقجي.

لكن في الوقت الذي تواجه فيه السعودية تشككاً دولياً متزايداً في روايتها بشأن وفاة خاشقجي، كشف مصدر سعودي لـ "رويترز" أن عسيري الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة شكل فريقاً من 15 فرداً من الاستخبارات والأمن للذهاب إلى إسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة.

وأضاف أن "عسيري كون الفريق وأن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني شارك في إعداد العملية".

لماذا تصر السعودية باكراً على محاكمة المتهمين الـ 18 على أراضيها؟

بيان وزارة العدل السعودية الصادر يوم السبت 20 أكتوبر، أصر على محاكمة المتهمين الـ18 داخل المملكة، كما ذكر أن الجريمة وقعت على أرضٍ سعودية في إشارة إلى القنصلية.

ولم يذكر البيان هوية السعوديين الـ18 الذين سيحاكمون، لكن كثيرين اعتبروا البيان يقطع الطريق على أي مطالبات قد تحدث لإنشاء محكمة دولية.

كما لم تعلن أن المتهمين هم نفس من أعلنت أنقرة ارتباطهم بالعملية.

ماذا لو نشرت تركيا ما لديها من أدلة؟

تقول تركيا إن لديها أدلة وتسجيلات تثبت أن خاشقجي قتل بعد 4 دقائق من دخوله، وأن كل شيء كان معداً سلفاً للقيام بالجريمة.

لكن هناك تساؤلات: لماذا لا تنشر تركيا أدلتها وتقطع الطريق على رواية السعودية المثيرة للسخرية؟ فيما يرى آخرون أن الأمر يتعلق بسلسلة تفاهمات دولية حول القضية، أو أن أنقرة تنتظر انتهاء كامل التحقيقات والعثور على جثة القتيل.

لماذا لا يتحدث بن سلمان عن القضية وقد كان أول من نفى مقتل خاشقجي؟

كان محمد بن سلمان أول من أعلن بشكل رسمي أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد 20 دقيقة من دخوله، لكن ومع تكشف تفاصيل الجريمة من خلال الصحافة التركية والأمريكية دخل في صمت كبير واختفى عن الأنظار.

وبدأت التحليلات السياسية تتحدث عن أن العاهل السعودي يحاول إصلاح ما أفسده نجله، عبر تقديم تنازلات في القضية.

أين عادل الجبير؟

سؤال ما زال يتردد منذ وقوع الجريمة على أرض هو مسؤول عنها، حيث لم يخرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نهائياً للحديث عن القضية، رغم منصبه الحساس والمرتبط بالدبلوماسية الخارجية للرياض، في حين أن جميع بيانات الخارجية خرجت عن "مصدر مسؤول"؛ ما أثار تكهنات أن التدخل جاء من موقع أكبر من شخصه.

لماذا لم يعد السفير السعودي إلى واشنطن حتى الآن؟

سبق أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر أمريكية، يوم 16 أكتوبر أن الأمير خالد بن سلمان آل سعود، شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، لن يعود سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية.

يأتي هذا الخبر وسط تكهنات عن توجه العاهل السعودي لتعيينه ولياً لولي العهد، تمهيداً لعزل أخيه الذي يواجه رفضاً دولياً واسعاً.