DW- عربية-
الصحف الألمانية لم تصدر فقط تعليقات على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والضغط الدولي على العائلة المالكة في السعودية فحسب، بل ألقت نظرة انتقادية على ردود الفعل الصادرة عن الحكومة الألمانية.
في تعليق صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" ورد ما يلي:
" الغرب لا يبقى له حاليا سوى الأمل في أن لا تكون الجريمة الدموية وقعت بتفويض من ولي العهد الذي رأى فيه البعض، سياسيون أو رجال أعمال إصلاحيا لا تشوبه شائبة. وحتى لو أن القصر الملكي أدعى أنه فوجئ بعنف النظام الذاتي، فلا يمكن المرور ببساطة إلى الحياة العادية. فحتى "الشريك الاستراتيجي" وجب التوضيح له أنه توجد حدود لا يمكن القبول بتجاوزها".
صحيفة "فيستفيليشه ناخريشتن" الصادرة بمونستر كتبت تقول:
"عملية القتل المرعبة والمحاولات الحمقاء لاخفاء الجريمة العنيفة تتحول إلى أرجوحة بالنسبة إلى القصر الملكي السعودي. وفي الرياض كان الهدف في الأصل هو التخطيط لمستقبل العربية السعودية ـ التخلي عن النفط والانتقال إلى عصر التكنولوجيات الجديدة، كمشروع هيبة للدولة الصحراوية. والآن تلطخ السعودية بالدم، ووجب عليها تقبل السؤال: إلى أي مدى البلاد جديرة بالثقة؟ والأمير سلمان المنوه به "كإصلاحي" يواجه سمعة سيئة".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" تسلط الضوء على قرار رئيس شركة زيمنس إلغاء مشاركته في آخر لحظة في مؤتمر الاستثمار في الرياض بعد انتقاد داخلي قوي بسبب قضية خاشقجي، وكتبت تقول:
" لم تمر 24 ساعة قبل أن يقف جو كيزر فوق منصة مؤتمر استثمار في الرياض، حتى ألغى رئيس زيمنس مشاركته. آخرون كانوا أسرع في اتخاذ القرار. قرار متأخر جاء بعد ضغط عام عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ومن يدفع برئيس زيمنس بسبب ذلك إلى الزاوية، فإنه لا يحق أن يغفل قدر النفاق الذي تم التعامل به طوال سنوات مع العربية السعودية ليس فقط من منظور اقتصادي بل أيضا سياسي. والقصر الملكي متورط في حرب دموية في اليمن. وحصل على أسلحة بموافقة سياسية أيضا من ألمانيا. وقد يسجل مقتل خاشقجي ذروة من الوحشية. ومن يأتي رد فعله غاضبا على ذلك، وجب عليه فعل ذلك تجاه الرياض والعائلة الحاكمة منذ زمن مبكر".
صحيفة "تاغستسايتونغ" تلقي نظرة انتقادية على السياسة الألمانية تجاه العربية السعودية والحرب في اليمن، وكتبت تقول:
" هناك علاقة مباشرة بين صادرات الأسلحة من ألمانيا ومعاناة الناس في اليمن ـ ولكن للتو تمكنت الحكومة الألمانية من فرض وقف صارم لتلك الصادرات. ليس لتفادي استخدام الأسلحة الألمانية في الحرب، بل كوسيلة ضغط سياسية محضة لانتزاع كشف الحقيقة في قضية الصحفي المقتول جمال خاشقجي. والهدف بالطبع مشرف، لأن المرء يرتاح عندما يعرف أن الحكومة الألمانية لا تقبل ببساطة أن تقوم دولة شريكة بتصفية صحفي غير محبوب لديها. وهذه الوسيلة قد تكون ناجعة، لاسيما عندما تشارك دول أوروبية أخرى في وقف الصادرات، ليتسبب ذلك في وجع الحكومة السعودية. ووسيلة الضغط تبقى محدودة، لأنه فور انتهاء السبب قد تتواصل صادرات الأسلحة. وعما إذا كانت الحرب في اليمن ستستمر أم لا، فهذا لا يلعب في ذلك أي دور".