علاقات » تركي

بعد خطاب أردوغان.. الرياض تعد بإجراءات "تصحيحية"

في 2018/10/24

وكالات-

قال مجلس الوزراء السعودي إن الأوامر والإجراءات الملكية التي ستتخذها الرياض في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي لن تقف عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، بل ستشمل "إجراءات تصحيحية".

وجاء تصريح السعودية الرسمي بعد وقت قصير من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، الذي أكد فيه أن بلاده تعرف من قتل خاشقجي والجهة التي أمرت بذلك.

وبيَّن أردوغان أنه قدَّم بعض الأدلة للملك سلمان على قتل خاشقجي، وأنه أبلغه أيضاً "سوء إدارة القنصل السعودي لمجريات القضية".

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ترأس جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر الثلاثاء في قصر اليمامة بالرياض، بالتزامن مع خطاب أردوغان.

وقال المجلس: إن "السعودية تأسست على نهج مستمد من الشريعة الإسلامية السمحة، ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها، وترسيخ أسسها".

وأضاف: إن "التوجيهات والأوامر الملكية الكريمة على إثر الحدث المؤسف الذي أودى بحياة خاشقجي، وما اتخذته المملكة من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، ومحاسبة المقصر كائناً من كان، تجسد اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن، وتعكس عزمها على ألَّا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك".

حقيق شامل لا يستثني أحداً

وذكر مجلس الوزراء السعودي أن الملك "أمر بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات".

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد سبق خطاب أردوغان بالقول إن السعودية ملتزمة بإجراء "تحقيق شامل" في مقتل خاشقجي، مشدّداً على أنه "سيُقبض على كل المسؤولين عن الحادث".

وشدّد الجبير، في مؤتمر صحفي بإندونيسيا، اليوم، على أن بلاده ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار جريمة خاشقجي، وفق ما نقلت قناة "الإخبارية" السعودية.

ومنذ مقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر، غاب الجبير عن وسائل الإعلام ورفض التعليق على القضية، باستثناء أول تصريح خرج به، الأحد، أي بعد 20 يوماً.

وكان الجبير أكّد، الأحد الماضي، أن واقعة خاشقجي كانت "خطأ جسيماً وسيُحاسب جميع المتورّطين فيها"، مؤكّداً أن ولي العهد لم يكن على علم بما حصل للإعلامي السعودي.

وحاول الجبير مثل العديد من المسؤولين السعوديين إبعاد التهمة عن بن سلمان، وتأكيد عدم تورّطه باغتيال خاشقجي، إلا أن جهات دولية وسياسيين يؤكدون تورطه بالأمر بحكم وجود المحيطين به في العملية.

وكان الصحفي السعودي المعارض خاشقجي قد اختفى عند مراجعته قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، يوم  2 أكتوبر الجاري، لتعلن السعودية لاحقاً مقتله، بعد إنكار ومحاولة تملُّص من المسؤولية.