علاقات » تركي

مخطط سعودي للخروج من مأزق خاشقجي.. الـ18 "يعترفون" على تركيا وقطر!

في 2018/11/12

الخليج أونلاين-

أربعون يوماً من التفكير والاتصالات بمختلف "ثعالب العالم" ومفكريه لإيجاد مخرج لولي العهد السعودي من دهاليز قضية جمال خاشقجي، الذي قتل  على يد فرقة اغتيال خاصة مقربة منه، داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الماضي في قضية أثارت غضب الرأي العام العالمي؛ تمخضت عن حل بسيط يعتقد أصحابه أن من شأنه أن يخلط الأوراق ويزيح التهمة عن محمد بن سلمان.

يتمثل هذا الحل "السهل" في نشر اعترافات لفرقة الاغتيال الـ18 من قبل السلطات السعودية التي تحقق معهم، كما أعلنت عن ذلك رسمياً منذ اعترافها بجريمة اغتيال خاشقجي بعد 18 يوماً من ارتكاب الجريمة وإنكارها خلال الفترة السابقة، يقولون فيها إنهم "خانوا" وطنهم عن غير قصد، وإنهم وقعوا في مصيدة نصبتها لهم جهات خارجية، وليس بعيداً الإشارة إلى جهات تركية وأخرى قطرية.

مماطلة مجهولة

من اللافت لانتباه جميع المحللين والمتابعين لقضية اغتيال الإعلامي السعودي، حجم المماطلة التي تمارسها الرياض للكشف عن تفاصيل الجريمة والاعتراف بمكان جثة خاشقجي، فبعد أن أنكرت الجريمة لثمانية عشر يوماً اعترفت بها بأربع روايات مختلفة، كما عملت على استعادة جميع أطراف الجريمة بمن فيهم القنصل الذي كان شاهداً على تفاصيل جريمة الاغتيال، تبعها إرسال لفريق تحقيق سعودي، ثم إرسال النائب العام السعودي.

فيما يتعلق بالمدعي العام؛ تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مهمته في خطاب له السبت، قال فيه إن السعودية أرسلت النائب العام سعود المعجب إلى إسطنبول لوضع العراقيل في مسار التحقيق بجريمة قتل خاشقجي.

ويبدو أن الرياض لم تجد حتى هذا الوقت الطريقة المناسبة للخروج من هذه الأزمة؛ لا سيما أن ما لدى تركيا من أدلة أظهرتها لعدة جهات دولية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، كما أطلعت السعودية عليها، والتي التزمت الصمت حيالها ولم تعلق على ما سمعته أو شاهدته من أدلة.

سيناريو الاعتراف

أحد السيناريوهات المحتملة للخروج من "أزمة خاشقجي"، والذي لمس "الخليج أونلاين" أطراف خيط للبدء به، هو بث اعترافات بعض المتهمين الـ18 على التلفاز السعودي الرسمي يزعمون فيها أنهم قد خانوا بلادهم وملكهم وأنهم تعاونوا مع مخابرات أجنبية. ومن ثم تصبح الأدلة التي بحوزة السلطات التركية أقل قيمة، بحسب ما يعتقد هؤلاء الذين قدموا النصيحة لولي العهد السعودي.

وهناك بعض المصادر ذهبت إلى القول إن الإعلام السعودي بأذرعه التابعة مباشرة أو التي تدور في فلكها بدأ بتحضير الضيوف والمحللين لبث مكثف لهذه الرواية المزعومة، لإرباك المشهد الإعلامي من جهة ولكسب مزيد من الوقت من جهة أخرى، ولاحتمال تسهيل تسريب الاتهام إلى كل من قطر وتركيا في المسؤولية عن اغتيال المواطن السعودي جمال خاشقجي، والأمل بسحب البساط من تحت أقدام تركيا قبل إذاعة تسجيلاتها من جهة ثالثة.

اغتيال خاشقجي.. انقلاب على تركيا!

بعض المعلومات التي تتداولها أوساط تركية وتحدثت بها مصادر لـ"الخليج أونلاين"، تفيد أن لدى تركيا معلومات بأن محمد بن سلمان كان متعمداً قتل خاشقجي بهذه الطريقة، ولم تكن عملية "غبية" كما يصفها البعض.

وأشارت إلى أن السلطات التركية تتعامل مع قضية خاشقجي كما لو كانت "انقلاباً جديداً" على تركيا، كان سيحدث هزة عالمية ضدها وقد سبقته عملية ضرب الليرة بوقت قصير نسبياً، وأن المخابرات التركية رصدت تحركات في هذا الاتجاه بعدة دول وداخل تركيا أيضاً.

وبحسب ما يدور الحديث عنه؛ فإن عملية قتل خاشقجي معد لها مسبقاً، وهناك سيناريو مجهز للصق التهمة بتركيا، وإظهار أن خاشقجي قد فقد فيها وأن هناك تورطاً تركياً وقطرياً لإخفاء خاشقجي لاتهام السعودية به؛ لذلك تم استدراج جمال إلى السفارة وتجهيز شخص يرتدي ملابسه وجعلوه يخرج من الباب الخلفي.

هل بدأت الخطة فعلاً؟

في العاشر من نوفمبر الجاري؛ نشرت وسائل الإعلام الإماراتية معلومات تتحدث عن أن السلطات السعودية ستطالب أنقرة بتسليمها ضباطاً أتراكاً متورطين في قضية اغتيال خاشقجي.

صحيفة "الإمارات اليوم" والتي نقلت بدورها عن موقع "إرم نيوز" الإماراتي؛ جاء فيها نقلاً عن مصادر مطلعة أن السلطات القضائية المختصة في المملكة العربية السعودية، تتجه إلى طلب تسليم قيادات أمنية تركية، وردت أسماؤهم في الاعترافات التي أدلى بها المتهمون بقتل خاشقجي للمحققين السعوديين.

وادعت هذه المصادر أن القيادات الأمنية التركية المشار إليها "قدمت دعماً ومساعدات وتسهيلات مختلفة للمجموعة عند وصولها وتنقلها في إسطنبول".

وأوضحت المصادر، بحسب وسائل الإعلام الإماراتية، أن المجموعة التي كانت مهمتها الأساسية إقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية "كانت تتحرك بمتابعة مؤكدة من القيادات الأمنية التركية".

ولم تغفل المصادر ذاتها توجيه الاتهام إلى دولة قطر؛ فقالت إن القطريين "كانوا على علم بالتسهيلات التي قدمتها قيادات أمنية تركية، وأنهم كانوا يتابعون عمل المجموعة التي نفذت العملية".

وبيّنت المصادر المجهولة أن "هدف الاستجواب الذي تطلبه السلطات السعودية هو التأكد من طبيعة الدعم والتسهيلات التي قدمتها أجهزة الأمن التركية للمجموعة، والتأكد من مستوى التنسيق الأمني التركي مع المجموعة، سواء عند القدوم أو المغادرة، ومبررات التسهيلات التي قدمت لهم، وعدم اتخاذ السلطات الأمنية التركية أي إجراءات احترازية، خصوصاً أن تحركات المجموعة كانت مرصودة بالكاميرات منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم".

وقالت المصادر: إن "اعترافات المجموعة أثارت شبهة تواطؤ القيادات الأمنية التركية في الجريمة، إما لدوافع شخصية كالحصول على رِشا مقابل خدماتهم، أو أنهم كانوا شركاء في الجريمة لأغراض سياسية غير معروفة". وأشارت إلى أن "معرفة القطريين بتفاصيل الدعم الأمني التركي للمجموعة التي نفذت الجريمة يثير الشبهة والشك بسبب التوتر في العلاقات ببن الرياض والدوحة".

وذكرت المصادر أن الدور القطري "قد يظهر أن التسهيلات الأمنية التركية تحظى بدعم سياسي، وأنها ربما كانت بإيعاز من جهات عليا داخل النظام التركي"، على حد زعم المصادر، والتي تؤكد بشكل أو بآخر الخطة السرية التي ستعمل عليها أو بدأتها السلطات السعودية للخروج من مأزق جمال خاشقجي وإعادة توجيه دفة التهم عن ولي العهد السعودي.

وسبق خبر صحيفة "الإمارات اليوم" تغريدة للكاتب تركي الحمد المقرب من السلطات السعودية يقول فيها: "سبق القول أن قضية المرحوم جمال خاشقجي ما هي إلا عملية استخبارية تركية، وكان المرحوم مجرد طعم لتحقيق حاجة في نفس أردوغان قضاها.. وأتوقع أن التحقيقات ستكشف مفاجآت كثيرة عن الدور التركي في العملية".

كما قال المعارض السعودي عمر عبد العزيز إن السعودية تجهز للخطة ب التي ادعى أنها تقول: "فيه عدد من عيالنا (مغرغر) فيهم قتلوا جمال خاشقجي رحمه الله، من (غرغر) فيهم؟ تركيا وقطر. سيبدأ مع الخطة ب هجوم قوي مركز على تركيا وقطر ، وسينقلب مدح أردوغان آخر أسبوعين إلى سب وشتم".