علاقات » تركي

رئيس تحرير "يني شفق" التركية: "المحمدان" متورطان بقتل خاشقجي

في 2018/11/20

الخليج أونلاين-

استبعد رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية، الإعلامي إبراهيم قراغول، أن يتولى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سدة الحُكم خلفاً لوالده الملك سلمان، وذلك بعد أن أنهت جريمة اغتيال الإعلامي السعودي المعروف جمال خاشقجي، على يد فرقة اغتيال تابعة له، حلمه في أن يُصبح ملكاً، على حد تعبيره.

وقال قراغول، في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين": إن جريمة اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية "ستبقى عاراً يلاحق ولي العهد السعودي طوال حياته، وسيكتب التاريخ ارتكابه لهذه الجريمة التي هزت العالم من بشاعتها. لذلك يستحيل أن يكون ملكاً للسعودية".

- أدلة على تورط بن سلمان

وتابع القول: "لدى تركيا أدلة على تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكل مؤشرات التحقيق التي أجرتها السلطات التركية تشير إلى ذلك، ولن يستطيع الإفلات من مسؤولية جريمة اغتيال خاشقجي"، معقباً أن "تركيا تعمل بهدوء في هذه القضية وتديرها باقتدار عال، وهي تقوم بنشر المعلومات بحسب قراءتها لتطورات القضية، وبحسب تجاوب السلطات السعودية معها في الكشف عن القتلة الحقيقيين".

لكنه توقع أن تنشر التسجيلات الصوتية الخاصة بلحظة قتل جمال خاشقجي خلال هذا الأسبوع، ذلك أن النقاشات الدولية حول صدور تعليمات ترتيب هذه الجريمة "الوحشية" وارتكابها جعلت من ظهور أدلة جديدة "أمراً لا مفر منه".

 - "خطأ كبير"

واعتبر أن من أصدر الأوامر لاغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده واختياره تنفيذ جريمتهم داخل الأراضي التركية "ارتكب خطأ كبيراً؛ لأن تركيا لن تقبل إلا أن بالكشف عن الشخص الذي أمر بتنفيذ تلك الجريمة، وأن ينال عقابه وجزاءه العادل".

وفيما يتعلق بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته النيابة العامة السعودية، والذي وجه الاتهام لبعض المشاركين في عملية الاغتيال دون ذكر اسم أي واحد منهم بشكل صريح، اعتبر الإعلامي التركي أنها "محاولة يائسة للتستر على من أمر بقتل جمال خاشقجي بهذه الطريقة".

- الروايات السعودية 

وأشار قراغول، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى تعدد الروايات السعودية لهذه القضية على مدى أكثر من 40 يوماً، وتبرير ذلك بزعم تلقيهم معلومات مضللة من قبل فرقة الاغتيال.

واعتبر أن سبب ذلك يعود إلى أنه "كلما وُضع السعوديون بالزاوية بمعلومات جديدة وحاسمة تنشرها تركيا عن قضية خاشقجي؛ اضطرت الرياض للخروج بشيء جديد ورواية تتماشى مع الأدلة والمعلومات التي تنشرها أنقرة".

وقال: "كانت الإدارة السعودية ترفض كل شيء في البداية، لكن بمرور الوقت صارت تعترف في كل بيان بالجريمة أكثر وتقبلها، وسترون أنهم سيعترفون بالمزيد في البيان التالي؛ فكلما ظهرت الأدلة فإنهم سيخطون خطوة نحو الوراء وسيضطرون إلى قبول التهمة".

واعتبر أنه "في نهاية المطاف سيكشف النقاب عن علاقة ولي العهد السعودي بالجريمة، وسيظهر أنه هو من أصدر التعليمات، وأنه ليس المحرّض بل صاحب أمر القتل". وتابع: "هم ينفذون مخططاً يهدف للتستر على الجريمة والتضحية ببعض الأسماء لإنقاذ ولي العهد، إلا أن ذلك لن يفيد مع الدلائل التي تملكها تركيا".

- الجنائية الدولية

وكشف رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، كبرى الصحف التركية، لـ"الخليج أونلاين"، النقاب عن أن وزارة الخارجية بدأت حالياً الإعداد لرفع قضية اغتيال خاشقجي إلى المحكمة الجنائية الدولية، بسبب عدم تعاون السعودية بشكل حقيقي للكشف عن مرتكبي الجريمة الحقيقيين، وسعيها إلى التستر على آخرين، وقال: "ستقدم حينها تركيا كل ما لديها من أدلة لإنهاء هذه القضية بالطريقة الصحيحة، والكشف عن جميع الضالعين في الجريمة".

ولفت الانتباه إلى أن الجهود التي يبذلها النائب العام السعودي "لا ترمي للكشف عن الحقيقة، بل لتبرئة ولي العهد وإنقاذه، ولهذا فالمسؤولون السعوديون يبذلون جهداً كبيراً على المستوى الدولي في هذا الصدد، وينفذون عملية تستر بهذه الطريقة على مستوى القضاء كذلك".

ورأى قراغول أنه "لو كان هناك نية للكشف عن الحقائق لقبلت السعودية بمحاكمة هؤلاء الأشخاص في تركيا أو أي محكمة دولية. ولحسن الحظ أن الأدلة بين يدي تركيا لا الإدارة السعودية؛ فتركيا تنتهج في هذا الصدد طريقة في غاية الذكاء بشكل تدريجي".

ولدى سؤاله عن إمكانية نشر السلطات التركية المقاطع الصوتية التي بحوزتها في وسائل الإعلام وتداعيات ذلك، قال قراغول إن ذلك من شأنه أن يعيد القضية إلى الواجهة على مستوى العالم، خصوصاً أن هذه التسجيلات ستعيد القضية كما لو أنها وقعت الآن.

- موقف صعب للملك

لو أصرت الرياض على "المماطلة" وعدم الكشف عمن أمر بتنفيذ جريمة اغتيال خاشقجي داخل الأراضي التركية؛ فإن ذلك- بحسب قراغول- "سيضع الملك سلمان في موقف صعب بصفته متستراً على مجرم، خصوصاً إن نُشرت جميع الأدلة من تسجيلات وصور، على الرغم من أنه تم إطلاع المسؤولين السعوديين على هذه التسجيلات"، معتبراً أن الحل الوحيد في هذه القضية يكمن في التشاور والتشارك مع تركيا لحلها "دون مماطلة" أو تستر على أحد.

وأشار قراغول في حواره مع "الخليج أونلاين"، إلى أنه في حال لم تعزل الإدارة السعودية ولي العهد، حتى في ظل هذه الظروف، فإن المملكة "ستواجه مصاعب كبيرة للغاية".

ورأى الصحفي التركي المعروف أن هذه الجريمة وتداعياتها ستؤدي إلى "تغيرات جذرية في التاريخ السياسي للمنطقة وميزان القوى، لا سيما داخل المملكة العربية السعودية؛ ذلك أننا نشهد عملية تصفية حسابات شرسة من خلال هذه الجريمة، ولا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى نتيجة ما، وسينجم عنه تغيرات خطيرة".

- ما دور الإمارات؟

رئيس تحرير "يني شفق" ربط ما يحصل في قضية خاشقجي بدولة الإمارات وولي عهدها محمد بن زايد، وقال: إن "فضائح ولي العهد السعودي وسيده محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، ستظهر في المنطقة تدريجيّاً من خلال هذه الجريمة، وستوضع أمامهما عملياتهما السرية وشبكاتهما لارتكاب الجرائم، وتموليهما للإرهاب والعمليات الظلامية التي يقومان بها داخل تركيا وخارجها، والإساءات التي يتسببان بها لهذا البلد".

يأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته الصحيفة من ضلوع محمد دحلان، مستشار ولي عهد أبوظبي، بالمشاركة في جريمة اغتيال خاشقجي، عبر مهمة إخفاء دلائل الجريمة، إذ إن فريقاً مرتبطاً بدحلان وصل إلى تركيا قادماً من لبنان قبل يوم واحد من الاغتيال.

واعتبر قراغول أن محمد بن سلمان هو "ذراع" لولي عهد أبوظبي، وهما "يلعبان لعبة غير جيدة ضد تركيا"، مشيراً إلى أن قضيىة اغتيال خاشقجي ستمتد لبن زايد، ولن يبقى الموضوع واقفاً عند بن سلمان.

وقال لـ"الخليج أونلاين": "نعلم جيداً أنهم يسعون لإشعال فتيل حرب إقليمية لتنفيذ سيناريوهات انقلاب جديد في تركيا لفرض المخططات الأمريكية – البريطانية – الإسرائيلية على المنطقة، لقد أعادوا إقامة الجبهة التي وقفوا في خنادقها أمام الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى".

مشدداً على أن "وليَّي العهد السعودي والإماراتي هما الممثلان الإقليميان لهذه الجبهة. فمن دمروا المنطقة قبل مئة عام ينفذون الآن كذلك مخطط هدم جديداً، وهدفهم الأساسي هذه المرة كذلك هو تركيا".