عرب نيوز - ترجمة الخليج الجديد-
سلطت صحيفة "عرب نيوز" السعودية، الصادرة باللغة الإنجليزية، الضوء على التقارب التركي الإماراتي الحثيث خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن دول الخليج العربي تسعى تاريخيًا إلى بناء شراكات مع دول المنطقة عبر اتفاقيات الدفاع والأمن.
وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن تركيا عادت إلى الصورة في منطقة الخليج منذ العام الماضي، وأن التعاون الدفاعي والأمني والعسكري التركي الخليجي، يأتي بعد سنوات من التنافس بين أنقرة وعواصم خليجية عدة، لا سيما الرياض وأبوظبي.
وأضافت أن التطبيع بين تركيا ودول الخليج لم يقتصر على صفقات الاستثمار ومقايضات العملات فحسب، بل شمل أيضا تمهيد الطريق لتعاون أمني ودفاعي أوثق.
وفي هذا الإطار، أجرى وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" زيارة رسمية إلى أبوظبي، هذا الأسبوع؛ حيث التقى نظيره الإماراتي، الشيخ "سيف بن زايد آل نهيان"، ورئيس دولة الإمارات، الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"؛ لمناقشة تعزيز التعاون في المجال الأمني.
وفي هذا الصدد، أعلن "صويلو" إنشاء آلية "حوار أمني استراتيجي مشترك"، واصفا إياها بأنها "تشكل نموذجًا للدول الأخرى في المنطقة"، مضيفا: "بهذا الاتفاق سيتم تقييم التفاهم الذي يضمن أمن كل من مواطنينا ويحاول متابعة الجريمة والعناصر الإجرامية بشكل مشترك. في الوقت نفسه، سيتم تقاسم كفاءاتنا مع بعضنا البعض.. لدينا بالفعل عملية اتفاقية تعاون أمني مستمرة. آمل أن نكون قد أكملناها في مناسبة واحدة في المستقبل القريب".
وفي فبراير/شباط الماضي، وقعت تركيا والإمارات 13 اتفاقية، كان من المقرر أن تبدأ إحداها عقد اجتماعات تعاون ثنائية في صناعة الدفاع.
ووقعت أنقرة وأبو ظبي بالفعل مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية في عام 2011 وتم التصديق عليها في عام 2017، لكن التوترات بين البلدين، في السنوات التي أعقبت التصديق على مذكرة التفاهم، أدت إلى توقف عملية التعاون.
ويأمل البلدان في الاستفادة من التقارب الحالي لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة. ففي سبتمبر/أيلول الماضي، تلقت الإمارات الدفعة الأولى من الطائرات المسيرة التي طلبتها من تركيا كجزء من تطوير العلاقات سريعة التحسن.
وتضمنت الدفعة 20 طائرة من أصل 120 هي إجمالي عدد الطائرات من طراز بيرقدار TB2 ترغب في شرائها من تركيا، وذك بعد 8 أشهر فقط من مصالحة أنقرة وأبوظبي واستعادتها للعلاقات.
ورغم أن هيئة "توازن"، المسؤولة عن الاستحواذ والمشتريات والعقود الدفاعية والأمنية بالإمارات، وشركة "بايكار" التركية، التي تصنع الطائرة بيرقددار TB2، أجريا مناقشات حول التعاون المحتمل في مارس/آذار 2021، إلا أن التطور الخاصة بشحنة الطائرات الأخيرة فاجأ الكثيرين بسبب توقيته ومضمونه.
أما التوقيت فقد جاء بعد مزاعم "سادات بيكر"، زعيم المافيا التركية المقيم في الإمارات، ضد شخصيات مقربة من قيادة أنقرة؛ ما عزز تكهنات بأن الاتفاقية الموقعة مع الإمارات قد تمهد الطريق لتسليم "بيكر"، الذي سبق أن هاجم وزير الداخلية التركي.
وأما مضمون الصفقة فأظهر عزم الإمارات على إنفاق ملياري دولار على صفقة الطائرات، إلى جانب الذخيرة ووحدات القيادة والتحكم والتدريب.
والإمارات ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي استهدفت الحصول على طائرات مسيرة من "بايكار"، بعد ظهور تأثيرها الكبير في الصراعات المسلحة بسوريا وأوكرانيا وليبيا، فقد ارتفع الطلب الدولي على الطائرات التركية المسيرة.
وهنا تشير "عرب نيوز" إلى أن السبب الرئيسي لامتلاك الإمارات ودول الخليج الأخرى للطائرات التركية المسيرة هو مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة من إيران والجماعات الوكيلة لها في المنطقة.
فتوسع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في المنطقة لا يشكل تهديدًا لدول الخليج فحسب، بل لتركيا أيضًا، لا سيما في سوريا والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن موازنة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، والسعي لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، يدفعان التعاون التركي الخليجي قدما.