أشرف كمال - الخليج أونلاين-
فور وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، سارعت دول الخليج حكومات وشعوباً لمد يد العون وإرسال المساعدات والتبرعات كنوع من التضامن في مواجهة الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 22 ألفاً، فضلاً عن نحو 80 ألف مصاب كحصيلة غير نهائية.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، فجر يوم 6 فبراير 2023، وألحق خسائر مهولة بالأرواح والممتلكات، ووضع البلدين في وضع تطلب استدعاء المساعدة الدولية.
وكانت دول الخليج في طليعة الدول التي أرسلت مساعدات لإغاثة المتضررين من الزلزال ودعم جهود البحث والإنقاذ التي تشارك فيها عشرات الدول حول العالم، حتى اللحظة؛ بعدما تهدمت مناطق سكنية بأكملها على رؤوس قاطنيها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات، يوم 7 فبراير 2023، إن قطر والسعودية والكويت من بين أهم الدول التي قدمت مساعدات في الأزمة الحالية وتعهدوا بتقديم المزيد.
قطر.. 6 ملايين دولار كمرحلة أولى
بمجرد وقوع الزلزال سارعت الحكومة القطرية لتحريك جسر جوي محمل بمواد الإغاثة والغذاء والمعدات بتوجيهات من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ورافق أولى رحلات الجسر الجوي فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، مجهز بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية.
وبعد ساعات من وقوع الزلزال، قالت الخارجية القطرية إن الدوحة ستقدم 10 آلاف منزل متنقل "حاويات" ضمن جهود الإغاثة المقدمة للمتضررين من كارثة الزلزال.
وأطلقت جمعية "قطر الخيريّة"، حملة لإغاثة الضحايا تحت شعار "أغيثوا متضرري الزلزال" في تركيا وسوريا، قائلة في بيان إنها ستبذل أقصى جهودها الإغاثية والطبية الميدانية في جنوب تركيا والشمال السوري.
ودعت للمساهمة في إغاثة مئات الأسر المنكوبة عبر توفير احتياجاتها الضرورية، "لنحول دون تفاقم الوضع على المتضررين".
كما أطلق الهلال الأحمر القطري حملة لجمع 10 ملايين دولار لدعم المتضررين من الزلزال، وخصص مليون دولار لتقديم الاحتياجات العاجلة.
وقررت مؤسسة "دوري نجوم قطر" الرياضية، يوم 8 فبراير 2023، تخصيص عائدات تذاكر مباراتي نصف نهائي كأس قطر لمتضرري الزلزال.
وغداة الزلزال، أعلنت السفارة التركية في الدوحة بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري قبول مساعدات عينية ضمن احتياجات عاجلة مطلوب إرسالها إلى تركيا "في أسرع وقت" عبر طائرات الخطوط الجوية التركية.
وقالت وكالة "الأناضول" التركية إن العاصمة القطرية شهدت، يوم 8 فبراير 2023، إقبالاً واسعاً على التبرع بمساعدات عينية للمتضررين،
كما قال نائب مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة محمد مظهر شاهين: "منذ إعلان قبول المساعدات شاهدنا تجاوباً من الجميع في قطر بإحضار ما لديهم إلى مقر المركز".
وشملت المساعدات، بحسب ما نقلته الأناضول عن شاهين، "البطاطين، والمواد الغذائية، والملابس، والمواقد، والأسرة، ومستلزمات التنظيف، واحتياجات الأطفال، ومستلزمات العناية الصحية، والخيام، وأجهزة الشحن الكهربائية".
وقال المسؤول إن استقبال المساعدات سيستمر لعدة أيام؛ بسبب الإقبال الشديد على إحضار المساعدات العينية.
وضمن المبادرات الاجتماعية قررت "دار الشرق" الإعلامية التبرع بإيرادات بيع صحفها الأربع (الشرق - العرب - لوسيل - البننسولا)، اعتباراً من 9 فبراير الجاري ولمدة أسبوع لشعبي البلدين.
وأطلق تلفزيون قطر الرسمي حملة "عون وسند" لجمع التبرعات بالتعاون مع هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، والهلال الأحمر القطري، ومؤسسة "قطر الخيرية"..
السعودية.. دعم شعبي واسع
في السعودية وجه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده القائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم الدعم والمساعدة لكل من تركيا وسوريا، وأمرا بإرسال فرق إنقاذ، وتسيير جسر جوي إغاثي يشمل مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة.
وأطلق المركز يوم 8 فبراير 2023، حملة شعبية لجمع التبرعات عبر منصة "ساهم" لمساعدة ضحايا الزلزال في البلدين، وأوضح المشرف على المركز عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، مشاركة المركز مع جهات سعودية لإغاثة المتضررين.
ومنتصف ظهر يوم 10 فبراير 2023، بلغ مجموع التبرعات أكثر من 204 ملايين ريال (54.3 مليون دولار)، جمعت من 602,922 متبرعاً، وفق الموقع الرسمي للمنصة.
كما أطلق المركز حملة "عطاؤكم يخفف عنهم"، التي جمعت 13 مليون ريال (نحو 3.5 مليون دولار)، من 89 ألف متبرع، خلال يوم واحد، وفق صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية.
الكويت.. جسر جوي وتبرع
وبتوجيه من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سيّرت الكويت، يوم 7 فبراير 2023، جسراً جوياً يشمل مساعدات وطواقم طبية عاجلة.
وشارك في تجهيز الجسر كل من وزارة الخارجية الكويتية، وقوة الإطفاء العام، والهلال الأحمر، ووزارة الصحة، والجيش الكويتي.
وتشارك قوة الإطفاء العام الكويتية في التعامل مع آثار الزلزال والمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ عبر فرق مزودة بالآليات والمعدات والكوادر البشرية المتخصصة.
كما تشارك وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي في تقديم الدعم الطبي والدوائي والرعاية الصحية العاجلة اللازمة.
ويوم 9 فبراير 2023، وجه أمير البلاد بتقديم تبرع بقيمة 30 مليون دولار لدعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا مناصفة بين البلدين.
كما أمر مجلس الوزراء بتنفيذ حملة تبرعات شعبية تمكنت من جمع أكثر من 7 ملايين دولار خلال 24 ساعة، لدعم الضحايا والمتضررين من الزلزال، وتوافد كويتيون إلى مقر السفارة التركية في الكويت لترك تبرعاتهم العينية.
بدورها قالت صحيفة كويتية إن القيادة السياسية وجهت بإطلاق حملة "الكويت بجانبكم" لجمع التبرعات لإغاثة منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا عبر تلفزيون الكويت، يوم السبت (11 فبراير).
ونقلت صحيفة "القبس" المحلية، عن مصدر مسؤول في وزارة الإعلام -لم تسمه- قوله: إن "الحملة تأتي في إطار فزعة الكويت والجهود الرسمية والشعبية لمد يد العون ومساعدة المتضررين من هذه الكارثة في البلدين".
كما أعلن بيت التمويل الكويتي "بيتك" تبرعه بـ20 مليون دولار أمريكي لجمعية الهلال الأحمر الكويتي؛ لدعم جهود الإغاثة لمنكوبي الزلزال، مناصفة بين تركيا وسوريا.
الإمارات.. "الفارس الشهم 2"
بدورها أطلقت حكومة الإمارات عملية "الفارس الشهم 2"، التي تضمنت تحريك جسر جوي عاجل لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا، إلى جانب إرسال فرق إنقاذ ودعم طبي.
كما أعلنت الدولة الخليجية تقديم 100 مليون دولار لدعم المتضررين في البلدين، إضافة إلى 13.6 مليون دولار لدعم مناطق سيطرة النظام السوري.
ودعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى الانضمام لحملة "جسور الخير"، والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين في سوريا وتركيا.
وقالت الهيئة إن عملية جمع التبرعات النقدية والعينية ستستمر أسبوعين، اعتباراً من يوم 12 فبراير، وبشكل مباشر من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
وأعلنت شركة "الأنصاري" للصرافة عن تبرعها بـ3.67 ملايين درهم إماراتي (مليون دولار) دعماً لجهود إغاثة المتضررين من الكارثة.
سلطنة عمان..
من جانبها سيّرت مسقط جسراً جوياً لتقديم المساعدة العاجلة لكل من تركيا وسوريا، كما وصلت فرق الدفاع المدني والإسعاف للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ إلى مطار أضنة.
وعبر الهيئة العمانية للأعمال الخيرية أعلنت جمعيات ومؤسسات خيرية المساهمة في جمع تبرعات ومساعدات.
وغرد مفتي السلطنة الشيخ أحمد الخليلي قائلاً: "إنا لنواسي من أعماق قلوبنا الشعبين المسلمين الشقيقين؛ السوري والتركي على المصاب الجلل بالكارثة التي أتت على كثير من الأعزة بسبب تأثير الزلزال المدمر الذي أصاب البلدين العزيزين".
وأطلق نشطاء حملة تبرعات عبر تطبيق "دار العطاء"، وقال الناشط محمد المخيني إنه تم جمع مليون دولار لدعم المتضررين في البلدين حتى يوم 8 فبراير.
البحرين
كما وجه ملك البحرين بتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في البلدين، ودعت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الشعب إلى التبرع لصالح الحملة الوطنية لدعم متضرري الزلزال.
وحثت المؤسسة جميع المؤسسات وشركات القطاع الخاص والأفراد على الإسهام في الحملة، واستجابة لنداء السفارة التركية في المنامة قام سكان البحرين والمقيمون على أراضيها بتسليم مساعدات عينية لصالح المنكوبين.