الخليج الجديد-
كشف مصدر تركي مقرب من دوائر صنع القرار في أنقرة أن مسؤولين أتراك وضعوا أيديهم مؤخرا على وثائق وأدلة تثبت تورط دولة الإمارات في تقديم الدعم سرا لـ«حزب العمال الكردستاني» (PKK)، كما تشير الوثائق والأدلة إلى وجود يد لأبوظبي أيضا في الاضطرابات التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة.
وبحسب المعلومات التي كشفها المصدر التركي متحدثا لــ«عربي21»، فإن أدلة ووثائق حول الدور الإماراتي في دعم «حزب العمال الكردستاني»، أصبحت بحوزة السلطات التركية، ومن المحتمل أن تعلن عنها في الوقت المناسب.
ومن المعروف أن الإمارات تصنف حزب العمال على أنه «منظمة ارهابية»، حيث يتحمل الحزب ومقاتلوه مسؤولية الكثير من أعمال العنف في البلاد، كما يسود الاعتقاد بأن عمليات تفجيرية وقعت في تركيا كان الحزب يقف وراءها.
وكانت تقارير على الإنترنت قد نشرت قبل أكثر من عام مضى، معلومات مفادها أن شخصية أمنية إماراتية زارت سرا مناطق كردية في شمال العراق، والتقت ممثلين عن «حزب العمال الكردستاني»، إلا أن أيا من تركيا أو الإمارات لم يؤكد أو ينف هذه المعلومات، وإنما تم تجاهلها بالكامل في ذلك الحين.
وفي اليوم التالي لانتهاء الانتخابات التركية، أي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سلطت الصحف الرئيسية الثلاثة في الإمارات: «الاتحاد»، «البيان»، والخليج، الضوء في تغطيتها للانتخابات على احتجاجات محدودة للأكراد في ديار بكر ضد الانتخابات.
وتمثل تغطية صحافة الإمارات التي ركزت على احتجاجات شارك فيها مئات الأشخاص، وتجاهلت احتفالات شارك فيها مئات آلاف الأشخاص، قرينة إضافية على احتمالات أن تكون الإمارات فعلا ضالعة في دعم «حزب العمال الكردستاني» وتأليب الأكراد من أجل مزيد من التوتر والاضطرابات في البلاد.
يشار إلى أن قناة «سكاي نيوز عربية» التي تبث من أبوظبي عنونت لخبر فوز حزب «العدالة والتنمية»، بزعامة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، في الانتخابات التركية بعبارة: «ديمقراطية الديكتاتور»، في إشارة واضحة ومنحازة ضد حزب «العدالة والتنمية».
وقبل أيام، شن الكاتب التركي «إسماعيل ياشا» هجوما عنيفا على ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، مشيرا إلى أن القبض على «الجاسوس» الإماراتي كشف أن أبو ظبي خططت لتفجير السفارة التركية في ليبيا وتدعم تنظيم «الدولة الإسلامية».
ووصف الكاتب في مقال نشرته صحيفة «ديريليش بوستاسي» التركية، ولي عهد أبوظبي بـ«الولد المدلل»، مؤكدة أن المعلومات المتوفرة بعد القبض على الجاسوس الإماراتي في ليبيا تشير إلى أن «أبوظبي كانت تخطط لتفجير السفارة التركية في طرابلس، أو التحضير لعمل إرهابي كبير ضدها، وأنها متورطة في الهجوم على القنصلية التركية في مصراتة».
وأضافت الصحيفة في المقال الذي حمل عنوان «الإمارات تتآمر ضد تركيا» أن «اعتقال السلطات الليبية الجاسوس الإماراتي يوسف صقر أحمد مبارك، كشف سيلا من المعلومات عن هذا المخطط سيتم نشرها قريبا».
وقال الكاتب التركي «إنه ليس سرا على أحد أن محمد بن زايد، الذي أعلن الحرب على ثورات الربيع العربي وعلى الإسلاميين، يقوم بدعم خليفة حفتر الذي يحارب الثوار الليبيين المطالبين بالحرية والعدالة»، بحسب موقع «أخبار تركيا» الذي نشر المقال أيضا.
وأكد أن أبوظبي، تحاول الإطاحة بحكومة طرابلس المعترف بها من قبل تركيا، فهي تحارب هذه الحكومة وبشكل علني، وفق قوله.
وقال إنه «يجب عدم الاستغراب من استهداف محمد بن زايد للسفارة التركية، الذي ينظر إلى نفسه على أنه سيد المنطقة، وهو يتخذ الإخوان المسلمين عدوا له.. ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وتحت تصرفه الصحف وقنوات الإعلام والإعلاميين الغربيين منذ مدة طويلة يقومون باستهداف تركيا والمصالح التركية»، على حد وصفه.
وكانت السلطات الليبية أعلنت مؤخرا أنها اعتقلت «يوسف صقر» بتهمة التجسس لصالح دولة أجنبية ولكن شرطة دبي نفت صلتها به، ولكن لم تنف «تجسسه» وادعت أنه مفصول من الشرطة، لتؤكد وثائق كانت بحوزته أنه لا يزال على رأس عمله.