محمد خالد- الخليج الجديد-
هل سيتعامل مجلس الأمة الكويتي مع النائب «عبد الحميد دشتي» مثلما تعامل البرلمان المصري مع النائي «توفيق عكاشة»، وذلك عبر إسقاط عضويته؟
سؤال تردد كثيرا على ألسنة كويتيين وخليجيين في أعقاب الجدل الذي ثار عقب إسقاط برلمان مصر عضوية النائب «توفيق عكاشة» لاستضافته السفير الإسرائيلي في منزله، وقيام النائب الكويتي بالإساءة للسعودية عبر إشادته بنظام «بشار الأسد» وإيران.
وقالت وسائل إعلام سعودية وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي إن مجلس الأمة الكويتي رفع الحصانة عن النائب المثير للجدل «عبد الحميد دشتي» الذي أثار موجة غضب بتصريح اعتبر مسيئا للسعودية.
ونسبت وسائل الإعلام والنشطاء لرئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق الغانم»، قوله إنه تم رفع حصانة عضو مجلس الأمة «عبد الحميد دشتي»، لكن هذا النبأ ظل غير مؤكد من قبل أي مصدر رسمي، حتى أكد رسمياً مجلس الأمة الكويتي الخميس 3 مارس/أذار رفع الحصانة عن النائب.
وقد جرت علي خلفية رفع الحصانة، جلسة ببرلمان الكويت قال فيها وزير الخارجية الشيخ «صباح الخالد الصباح» إن من يحاول الإساءة للعلاقة المتميزة بين الكويت والسعودية عليه أن يفكر وينظر إلى عمق العلاقة.
واعتبر «الصباح» أن «الإساءة إليها (السعودية) هي إساءة إلى الكويت والحكومة جادة وحازمة باتخاذ الإجراءات القانونية لكل من يسئ إلى علاقاتنا».
ونفى النائب الكويتي «عبد الحميد دشتي» أن يكون قد أساء للسعودية قائلا: «أتحدى من يقول إني ذكرت السعودية وحددوا القول أو الفعل لكي تحاكموني».
رفع دعوى
وبعدما طالب عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي الثلاثاء من رئيس المجلس مناقشة تعمد النائب «عبد الحميد دشتي» الإساءة إلى السعودية ودول الخليج العربي، ورفع الحصانة عنه رسميا الخميس، بدأت أصوات تطالب بفصله وإسقاط عضويته على غرار النائب المصري «توفيق عكاشة».
وطالب «وليد الطبطبائي» بمنع «عبد الحميد دشتي» من السفر، وقال سفير السعودية لدى الكويت قبل رفع الحصانة، أنه «تم رفع دعوى ضد عبد الحميد دشتي المسيء لنا وحصانته النيابية سترفع قريباً ولن تكون عائقا لاستمرار الدعوى المرفوعة بحقه».
وقد اشتهر النائب الكويتي «دشتي» بإثارة الجدل في الكويت من خلال مواقفه المعارضة لسياسة بلاده ودول الخليج الخارجية، لاسيما في اليمن وسوريا، ما تسبب في غضب الرياض ودول خليجية أخري.
ونشر مغردون صورا قديمة تظهر «عبد الحميد دشتي» يتعرض للضرب على يد أعضاء في مجلس الأمة الكويتي وهو يفر منهم.
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق الغانم»، إنه تم رفع حصانة عضو مجلس الأمة النائب الكويتي «عبد الحميد دشتى» وأن أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، كلفه بنقل رسالة إلى «دشتي» قال فيها: «إن أي إساءة للسعودية أو دول الخليج هي إساءة لي، وأي جرح يجرح الدول الشقيقة في الخليج هو جرح للكويت ولصاحب السمو»، ولقد تعهد حينها «دشتي» بأنه لن يتطرق لدول مجلس التعاون الخليجي.
وقد دعا بعض الخليجيين والسعوديين الحكومة الكويتية إلى محاكمة النائب وإسقاط عضويته، وهاجم مغردون النائب الكويتي، ووجهوا شكرهم للكويت، مشيرين لأن النائب كان كثير الهجوم علي السعودية ومطالبا بمهاجمتها، كما أنه كان أبرز منتقدي العملية عاصفة الحزم.
وقال الدكتور «محمد النجيمي»: «نشكر أعضاء مجلس الأمة الكويتي الذين انبروا للدفاع عن شقيقتهم الكبرى المملكة العربية السعودية ورفعهم الحصانة عن النائب عبد الحميد دشتي الصفوي»، بحسب حسابه على تويتر.
وسبق للسفير السعودي لدى الكويت الدكتور «عبد العزيز الفايز»، أن اتهم النائب الكويتي «عبد الحميد دشتى» بمولاته لـ«بشار الأسد» و«حسن نصرالله» وإيران، وقال إن الكويت ستحاكمه.
وكانت آخر تصريحات «دشتي» في إحدى المحطات التلفزيونية التابعة للنظام السوري، والتي تسيء للسعودية، حيث انتقد فيها سياسة المملكة وتحدث عن قيام الطائرات السعودية بقصف المدنيين في اليمن، كما دافع عما فعله «بشار الأسد» ضد شعبه، وأكد أن «عاصفة الحزم ستدمر السعودية والخليج».
وكانت محاكم كويتية قضت بالسجن ما بين سنة وخمس سنوات لعدد من النشطاء والصحفيين الكويتيين خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد إدانتهم بالإساءة للسعودية.